في سابقة هي الأولى من نوعها بالمنطقة، تستعد مدينة الرشيدية، بوابة الصحراء المغربية، لاحتضان أيامها العلمية الأولى للتكوين الطبي المستمر، وذلك من 30 ماي إلى 1 يونيو 2025، في حدث طبي يحمل بين طياته الأمل والطموح.حدث تنظمه جمعية أطباء المدينة وبدعم علمي من كلية الطب بالرشيدية.
تنظم هذه التظاهرة من طرف جمعية أطباء مدينة الرشيدية، وتأتي في إطار مقاربة تجمع بين واقعية الممارسة الميدانية والطموح نحو بناء منظومة صحية حديثة تستجيب لتحديات الجهوية الصحية.
لكن ما يميز هذه المبادرة فعلاً هو انخراط أساتذة كلية الطب بالرشيدية بشكل كامل، في تأطير الجلسات العلمية والورشات التطبيقية، مما يعكس الدور الريادي الذي بدأت تضطلع به هذه المؤسسة الجامعية الفتية في إشعاع الجنوب المغربي أكاديميًا وطبّيًا.
برمجة ميدانية تستجيب لحاجيات الأطباء في المناطق النائية
تم إعداد برنامج التكوين بعناية فائقة، ليستجيب لتحديات الواقع الصحي في العالم القروي والمناطق المعزولة.
حوالي عشر جلسات علمية وورشات تطبيقية، ستمكّن الأطباء من تحيين معارفهم وتجويد ممارساتهم اليومية، بما يتماشى مع حاجيات الساكنة الصحية.
ورشات تطبيقية مرتبطة بالممارسة الطبية اليومية
ومن أبرز فقرات الأيام الطبية:
ورشة حول تركيب اللولب الرحمي (DIU): دعمًا لصحة المرأة وتعزيز وسائل تنظيم الأسرة.
ورشة حول التصوير بالصدى (الإيكوغرافيا) للأطراف الرخوة والثدي: تقنية تشخيصية ضرورية أصبحت في متناول الجميع.
ورشة حول الإيكوغرافيا الكبدية المرضية: أداة أساسية في منطقة تعرف ارتفاعًا في أمراض الكبد.
محاور طبية عملية ومسالك واضحة للتصرف
ستُطرح كذلك سلسلة من المحاضرات حول كيفية التعامل الطبي مع بعض الأمراض الشائعة، منها:
التهاب الأذن المصلي؛
فقر الدم بأنواعه الشائعة؛
اضطرابات الجهاز الهضمي عند الرضع؛
النزيف والالتهابات التناسلية؛
اضطرابات النوم؛
العلامات السريرية للعدوى بجرثومة هيليكوباكتر بيلوري.
نوافذ على قضايا الطب الحديث
ستغني الأيام الطبية نقاشات معمقة حول مواضيع الساعة في الطب العام، نذكر منها:
متلازمة مقاومة الإنسولين، كصورة وبائية صامتة مرتبطة بنمط العيش؛
الأمراض الجلدية الالتهابية، المحيرة أحيانًا في الممارسة اليومية؛
التوصيات الحديثة حول حمض الفوليك، كدعامة للوقاية في صحة الأم والطفل.
فضاء للقاء وتبادل التجارب
وليس العلم وحده ما يميز هذه الأيام، بل أيضًا روح التآزر والتواصل بين أطباء الجهة، الطلبة الداخليين، الأساتذة والخبراء.
فرصة لتعزيز الروابط المهنية والإنسانية في سبيل بناء مجتمع طبي جهوي متكامل، يضع في صميم اهتمامه قيم التضامن، والإنسانية، والتميز.
بفضل حيوية أطباء الرشيدية، وانخراط كلية الطب الفتيّة، تتحول المدينة اليوم إلى قطب معرفي وعلاجي واعد، قادر على رفع التحديات الصحية التي تواجه الجنوب المغربي.