استراحة شاي بمقهى "رياض"، بمركز أربعاء بوطيب، التابع لجماعة إنشادن بعمالة اشتوكة أيت باها.
جماعة انشادن، الموجودة على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين شمال المملكة وجنوبها عبر أكادير، تعد من المراكز الحضرية الصاعدة التي تشهد فورة ديمغرافية بارزة، بحكم جاذبية عمالة إقليم اشتوكة التي تعرف توافد عدد هائل من الباحثين عن العمل في الضيعات الفلاحية المنتشرة في مختلف تراب الإقليم من جهة، وكذا البحث عن العمل في الوحدات الصناعية الكثيرة المختصة في المجال الغذائي والفلاحي من جهة ثانية. (وهو الضغط الذي تنامى مؤخرا بفعل العمال الوافدين من دول جنوب الصحراء).
هذا الضغط الديمغرافي أفرز تجمعات عشوائية على امتداد الطريق الوطنية رقم 1، انطلاقا من أيت ملول( تابعة لعمالة إنزكان) إلى ماسة، مرورا بأحشاش وسيدي بيبي وأربعاء بوطيب وتين منصور وبلفاع، وهو ما يقتضي تدخلا مستعجلا من السلطة العمومية( محليا وجهويا ومركزيا)، لوضع سياسة عمومية تروم تحسين المشهد الحضري بمداخل هذه المراكز الحضرية الصاعدة التي تشكو إعاقات متنوعة( بؤس منظري، بشاعة معمارية، عشوائية المحلات التجارية، اختناق مروري بالطريق الوطنية بسبب الفوضى واحتلال الملك العام، غياب محطات محترمة للطاكسيات والحافلات، إنارة عمومية كئيبة، مقاه ومطاعم تفتقد معظمها للحد الأدنى من شروط النظافة، إلخ....).
وإذا كانت هاته المراكز تتقاسم هذا المشهد الجنائزي، فإن سيدي بيبي تعد الأبشع والأكثر عشوائية والأولى بالتدخل العاجل لتحسين مدخلها la voie pénetrante.
لا يعقل أن تكون عمالة إقليم شتوكة أيت باهة الحاضنة لإنتاج الثروة بجهة سوس ( بل بالمغرب)، فيما عائد هذه الثروة لا ينعكس على المشهد الحضري لجماعات ومراكز الإقليم.
نعم، تم بذل مجهود كبير في السنوات الأخيرة من حيث ضخ الاستثمارات العمومية بإقليم اشتوكة أيت باها على كافة الأصعدة (طرق، تعليم، صحة، الخ.....)، لكن ذلك لا يرقى إلى مستوى ردم عقود من الإهمال والتهميش الذي طال هذا الإقليم الذي ينتظر وضع "مخطط مارشال" عاجل لإنصاف سكان الإقليم، وإنصاف مستعملي الطريق الوطنية رقم 1 التي تعد الشريان الأهم بالمغرب.
يكفي أن أستشهد بمؤشر واحد ينهض كمبرر لتدخل عاجل وحازم للدولة لوضع "مخطط مارشال" وضمان موارد تمويله، ألا وهو الطريق الوطنية رقم 1 العابرة لتراب اشتوكة أيت باها. فهذه الطريق تشهد مرور عشرات المئات من الشاحنات يوميا لتموين أفراد القوات المسلحة الملكية المرابطين بالحزام الأمني بحوالي 1400 طن من المواد الغذائية وباقي مستلزمات التموين كل يوم، أي ما يمثل 500 ألف طن في السنة.
أفلا ينهض هذا المبرر لوحده لإحداث رجة في مركز القرار (وطنيا وجهويا ومحليا)، لإنصاف مراكز وجماعات شتوكة أيت باها الموجودة على الطريق الوطنية رقم 1؟
أفلا ينهض هذا المبرر لوحده لتمديد الأوطوروت من أمسكرود إلى دوار المرس بضاحية ماسة (62 كلم)، بل ولم لا، العمل على تمديد الأوطوروت إلى مدخل تيزنيت عند مدارة بداية الطريق السريع المؤدية للداخلة (طول المقطع المتبقي 80 كلم) لتخفيف العبء عن هذا المحور من جهة، وضمان انسيابية السير لآلاف المشتحنات والسيارات العابرة نحو كلميم وأسا وطانطان والعيون والسمارة وبوجدور والداخلة وأوسرد من جهة أخرى؟.