الخميس 19 سبتمبر 2024
سياسة

محمد الغالي: الإدارة الأمريكية تنظر إلى المغرب كشريك إستراتيجي في معادلة الأمن القومي الأمريكي

محمد الغالي: الإدارة الأمريكية تنظر إلى المغرب كشريك إستراتيجي في معادلة الأمن القومي الأمريكي

قال محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمغرب تكتسي أهمية كبرى بالنسبة للعلاقات المغربية الأمريكية رغم كونها تأتي على هامش المشاركة في أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، على اعتبار أن انعقاد هذه الدورة بمراكش تقرر بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما، بمناسبة الزيارة الملكية لواشنطن في نونبر 2013 بالنظر للدور الذي يلعبه المغرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية في العديد من الدول الافريقية التي باتت تشكل عنصرا مهما وفاعلا أساسيا في الاستراتيجية الطاقية والأمنية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب محمد الغالي، فإن استقبال جوزيف بايدن يوم الأربعاء بالقصر الملكي بفاس، من طرف الملك محمد السادس شكل فرصة لطرح مختلف القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين على مستوى تعاون استراتيجي ثلاثي بإفريقيا، في مجالات تحقيق التنمية كمدخل اساسي لتحقيق الأمن والاستقرار وتوفير ظروف التمكين من أجل الولوج إلى الطاقة والأمن الغذائي، كما أن هذا الاستقبال شكل فرصة لاستعراض العلاقات المغربية الأمريكية في باب تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما على نحو يساهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، إلى جانب كون الزيارة لا تخلو من رسائل أهمها تحصين الدفء الذي ظل يطبع العلاقات المغربية الأمريكية، خصوصا في ظل بعض التصريحات لمسؤولين سامين أمريكيين الذين شددوا مؤخرا على ضرورة تعضيد هذه العلاقات وتقويتها في سياق دولي أصبح يعرف تجاذبات وتقاطبات في مستوياتها العرضية وليس الأفقية، كما كان سائدا في السابق، على اعتبار أن الاهتمام المغربي بشأن تأسيس علاقات استراتيجية مع أطراف أخرى وإرسال رسائل في اتجاه تأسيس شراكات مع قوى دولية لا تنظر إليها الولايات المتحدة الأمريكية بعين الرضا مثل الصين وروسيا، لا يمكن أن يمر دون أن يخلق توجسات لدى الادارة الأمريكية بخصوص مستقبل علاقاتها بالمملكة المغربية.. وخصوصا، يضيف أستاذ العلوم السياسية، إذا ما تم مقابلة ذلك بالمواقف الأمريكية الأخيرة حول قضية الصحراء المغربية التي قيمت من الجانب المغربي على أساس أنها مواقف ملتبسة وغير صريحة وواضحة، كما أنها ليست في مستوى المصالح المشتركة بين البلدين، فالتعبير عن عدم الارتياح من المواقف الأمريكية كان واضحا بشكل رسمي في الخطاب الملكي بمناسبة تخليد الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، وهو ما لا يمكن أن يمر لدى الإدارة الأمريكية دون أخذ العبرة والتحرك في الاتجاه الذي لا يجعلها تفرط في شريك ظلت تعتبره دوما إستراتيجيا في معادلة الآمن القومي الأمريكي انطلاقا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.