في الحقيقة المغرب هو الدولة العريقة التي يعتبر أكثر الحواضر والحاضنة الطبيعية لمناطق دول السّاحل والصحراء بالتبادلات وانسيابية الحركة في هذه المناطق عبر تاريخ قديم وعريق جدّا، فأنا من أصول سكان تندوف، و"ألموكار" كان دائما يتم من تندوف إلى فم الحصن ثم كلميم باب الصحراء عبر السمارة. وطريق السمارة أمكالة اليوم التي ستفتح قريبا في اتجاه شنكيط ثم الساحل ومالي، وهي طريق مؤمنة قديمة جدّا. فهذه الشعوب في هذه المنطقة التي لم تكن توجد فيها حدود، وهي من مكون واحد هي نفس الشعوب، نفس الساكنة وإن كانت هناك حدود.
وحتى في الصحراء الشرقية إلى بشار، الأشخاص كانوا يتنقلون على نفس الطريق وتتبادل المنافع والقوافل والزيارات. وبالتالي هذا ليس بجديد وهذا في الحقيقة كان مطلب هذه المنطقة، فالمغرب حقق حلما قديما لهذه الساكنة. والحقيقة هذا شيء مهم جدا يذكر في أشكال متمنين على أن الجزائر تستوعب هذا الشيء وتفتح الطريق ومن بينها تندوف فم الحصن وتوزونين. وهو ما يدل على الاهتمام بانسيابية الحياة العامة للشعوب في هذه المنطقة التي بها نفس القبائل ونفس الساكنة، ومن الصعب جدّا ممن يدرك المنطقة الفصل بينها. فمثلا تلتقي شخصا في فم الحصن أو توزونين وأخوه في تندوف والفارق بينهم 200 كيلومتر.. كما كان للموريتاني امتداد لأسرته وعائلته في تندوف والسمارة وغيرها. وهذا معطى جيّد وأكيد.
في الحقيقة نحن فخورين بهذا النبل من التفكير الذي قام به جلالة الملك وأمر به تلبية واحتراما لهذا العرف وهذا الحق التاريخي لساكنة هاته المناطق، مما سيفتح بابا جديدا كان من المفروض أن يفتح منذ سنوات. فكلما فتحت هذه الممرات بين السكان كلما خلقت انسيابية بين الساكنة، وكلما أتى الخير على كل المناطق. وهاته المناطق تحتاج إلى استقرار وتنمية، والتنمية لا يمكنها أن تتتم إذا كانت البوابات والممرات بين الدول مغلقة.
هذا عمل جبار يذكر ويشكر، نحن نشكر جلالة الملك بصفتنا الشعب الموريتاني، على أهمية هذه البوابة وما ستنفع به ساكنة المنطقة اقتصاديا وعمرانيا وتنمويا. كما نشكر ونقدر عاليا هذا العمل الجبار الذي قامت به المملكة المغربية، ونشكر جلالة الملك الذي هو أمير المؤمنين، ولنا معه بيعة قديمة من أكثر من ألف سنة.
هذه الطريق في الحقيقة تدل على أن جلالة الملك يفكر ويهتم بمن لهم بيعة في الصحراء والساحل من أجل تحسين عيشتهم، ومن أجل دعم العلاقات الإنسانية فيما بينهم، وهي بوابة جديدة نوعية ومهمة جدّا على الصحراء ودول الساحل، كلها ستكون في البداية والنهاية ذات خير وأثر على شعوب المنطقة.
أما ما يتعلق بالعمق الاستراتيجي للدولة المغربية بالصحراء ودول الساحل فهذا ليس بجديد، بل يمتد لآلاف السنين، الدليل ذلك أن الشعب المغربي وشعوب الدول عنصر واحد من قبائل واحدة، فقد كانت تحت إمرة السّلاطين العلويين وما قبل العلويين، وهذا معروف يذكرنا بالدول المرابطية والمرينية. وهذا كلّه دليل على أن هذه الشعوب هي نفسها، إلى أن تدخل الاستعمار وشقّق أوتارها. ما نتمناه اليوم هو أن تزول هاته الحدود يوماً ويخلق اندماج حقيقي في المغرب الكبير وتفتح البوابات وهذا هو المهم فعلاً. فالمغرب هو الحاكم الكبير لكل الساحل والصحراء، ونحن دائماً هنا نتذكّر وجود البيعات المغربية إلى تومبكتو ونهر السينغال والذين يعرفون الحدود يعرفون كل ذلك. أنا أقول الحدود التاريخية للمغرب كانت ممتدة في القرن السابع عشر، والقرن الثامن عشر، والقرن التاسع عشر. على الأقل لم تكن الحدود موجودة بطريقة رسمية كما هي حالها اليوم وكما تركها الاستعمار، فالحدود الثقافية هي هذه الحدود التاريخية، وهي لنفس الساكنة.
في الحقيقة نحن فخورين بهذا النبل من التفكير الذي قام به جلالة الملك وأمر به تلبية واحتراما لهذا العرف وهذا الحق التاريخي لساكنة هاته المناطق، مما سيفتح بابا جديدا كان من المفروض أن يفتح منذ سنوات. فكلما فتحت هذه الممرات بين السكان كلما خلقت انسيابية بين الساكنة، وكلما أتى الخير على كل المناطق. وهاته المناطق تحتاج إلى استقرار وتنمية، والتنمية لا يمكنها أن تتتم إذا كانت البوابات والممرات بين الدول مغلقة.
هذا عمل جبار يذكر ويشكر، نحن نشكر جلالة الملك بصفتنا الشعب الموريتاني، على أهمية هذه البوابة وما ستنفع به ساكنة المنطقة اقتصاديا وعمرانيا وتنمويا. كما نشكر ونقدر عاليا هذا العمل الجبار الذي قامت به المملكة المغربية، ونشكر جلالة الملك الذي هو أمير المؤمنين، ولنا معه بيعة قديمة من أكثر من ألف سنة.
هذه الطريق في الحقيقة تدل على أن جلالة الملك يفكر ويهتم بمن لهم بيعة في الصحراء والساحل من أجل تحسين عيشتهم، ومن أجل دعم العلاقات الإنسانية فيما بينهم، وهي بوابة جديدة نوعية ومهمة جدّا على الصحراء ودول الساحل، كلها ستكون في البداية والنهاية ذات خير وأثر على شعوب المنطقة.
أما ما يتعلق بالعمق الاستراتيجي للدولة المغربية بالصحراء ودول الساحل فهذا ليس بجديد، بل يمتد لآلاف السنين، الدليل ذلك أن الشعب المغربي وشعوب الدول عنصر واحد من قبائل واحدة، فقد كانت تحت إمرة السّلاطين العلويين وما قبل العلويين، وهذا معروف يذكرنا بالدول المرابطية والمرينية. وهذا كلّه دليل على أن هذه الشعوب هي نفسها، إلى أن تدخل الاستعمار وشقّق أوتارها. ما نتمناه اليوم هو أن تزول هاته الحدود يوماً ويخلق اندماج حقيقي في المغرب الكبير وتفتح البوابات وهذا هو المهم فعلاً. فالمغرب هو الحاكم الكبير لكل الساحل والصحراء، ونحن دائماً هنا نتذكّر وجود البيعات المغربية إلى تومبكتو ونهر السينغال والذين يعرفون الحدود يعرفون كل ذلك. أنا أقول الحدود التاريخية للمغرب كانت ممتدة في القرن السابع عشر، والقرن الثامن عشر، والقرن التاسع عشر. على الأقل لم تكن الحدود موجودة بطريقة رسمية كما هي حالها اليوم وكما تركها الاستعمار، فالحدود الثقافية هي هذه الحدود التاريخية، وهي لنفس الساكنة.
هذا المشروع الطرقي شيء عظيم يذكر ويشكر ونحن فرحون بذلك، نتمنى أن تحذو الدول المجاورة نفس الطريقة ونفس النهج من أجل شعوب المنطقة.
ما أؤكده هو أن منافع هذه الطريق كثيرة وكبيرة جداً، من أهمها سهولة التبادل التجاري بين البلدين: المغرب وموريتانيا، والذي يقول موريتانيا، لكونها دولة عبور لإفريقيا، يعني إلى مالي ومن مالي إلى بوركينافاصو، ومن بوركينافاصو إلى نيجيريا، وهي سوق كبيرة جدا. تخيل أن نيجيريا بها 200 مليون، كل هذا السوق تزيد على 600 مليون، وتحتاج لكل شيء، وفيها دول مثل مالي وبوركينافاصو والنيجر ليس لديهم إطلالة على البحر والمحيط الأطلسي تستورد كل شيء. وهو ما سيمكن طريق السمارة أمكالة بداية لتنمية هذه المنطقة. هذه المنطقة اليوم سكانها قليلون، يعني أن العيش فيها صعب، ووسائل الحياة فيها صعبة، بوجود هاته الطريق وهذا الممر، أكيد سيتم إنشاء مدن ومناطق جديدة سيتم إعمارها وتنميتها وضخ استثمارات فيها، مما سيخلق تبادلا تجاريا كبيرا، وهو ما سيشجع الساكنة على الاستقرار، وستكون منطقة آمنة، وستفرض الأمن على كامل المنطقة، وهذا هو المطلوب.
نحن نحتاج إلى تنمية، نحتاج إلى تبادل تجاري، نحتاج إلى تكامل اقتصادي، ولا نحتاج إلى هذه السرطانات التي زرعوها، كالتي زرعتها الجزائر، تحت شعارات البوليساريو وشعارات أشياء لا فائدة لها، حتى جعلت هذه المنطقة تحت رحمة المهربين، وجعلتها منطقة سائبة، غير مسيطرة عليها أمنياً، والحياة فيها تكاد تكون مستحيلة، سببه هذا الطرح الذي يطرح الجزائر لما يتعلق بهذه الدولة الوهمية التي تحلم بها، والتي في الحقيقة هي من كونت جيشها ميليشيات، وأصبحت هي التي تغذي الإرهاب الدولي، وتغذي التهريب، وتغذي كل شيء، وتغذي اللاأمل، وتكلف الدول حراسة حدودها بملايين الدولارات، كانت هذه الملايير ممكن أن تصير في التنمية، وممكن أن توجه لنمو البلد، وبالتالي هذه الطريقة، أكيد أنها ستؤمّن، وستقطع دائماً هؤلاء.
فوائد هذه الطريق على السّاكنة معروفة، وعلى الدول المجاورة معروفة، وسيكون التصدير مؤمنا وسهلا جداً من أوروبا عن طريق المغرب مروراً بموريتانيا إلى كل دول إفريقيا، لتصل المنتجات المغربية في كل منطقة إفريقية، والعكس ستصدر الدول الإفريقية منتجاتها عن طريق مالي، وعن طريق بوركينافاصو مرورا بموريتانيا إلى المغرب وحتى أوروبا بأمان وائتمان.