بعد التحية العسكرية ورفع القبعة أمام سيادة الجنرال النقابي، ميلود معصيد، إليكم هذا "التوجيه" الذي وصل للتو من القيادة العليا...
إنه أشبه بمنشور عسكري صادر في زمن الحرب، لكن بدلًا من الحديث عن سبب الهزائم في جبهة المطالب، وبدل تقوية وتنويع أسلحة الردع والهجوم الحكومي على كل الاتفاقيات السابقة مع وزارة الخذلان... يبدو أننا استبدلناها بـ"النقاشات الجانبية" و"المزايدات" التي تهدد وحدتنا... أو هكذا يزعمون! وبناءً على الرسالة الداخلية المُعممة بتاريخ 20 مارس 2025 (والتي وصلت إلينا للتو، يا له من توقيت استراتيجي!)...
فالكل يتحدث عن غنائم الحرب المزيفة... في زمن الخذلان...
يبدو أننا أمام "توجيه" رسمي، مختوم وموقع، كأنه إعلان هدنة... أو استسلام مُقنّع...
لا عليك.... نتفهم... فالوقت غير مناسب للنضال....
بدلًا من الحديث عن الانتصارات والخيبات في معركة كسر العظام المزعومة مع الوزير برادة، يبدو أن الجنرال النقابي معصيد يريد هدنة، مُقرًّا، ضمنيًا على الأقل، بقوة الخصم، ومتجنبًا ذكر جبهة برادة، وكأنها منطقة محظورة. ألم نكن ننتظر بيانات النصر وخطط الهجوم المضاد؟
فالكل يتحدث عن غنائم الحرب المزيفة... في زمن الخذلان...
يبدو أننا أمام "توجيه" رسمي، مختوم وموقع، كأنه إعلان هدنة... أو استسلام مُقنّع...
لا عليك.... نتفهم... فالوقت غير مناسب للنضال....
بدلًا من الحديث عن الانتصارات والخيبات في معركة كسر العظام المزعومة مع الوزير برادة، يبدو أن الجنرال النقابي معصيد يريد هدنة، مُقرًّا، ضمنيًا على الأقل، بقوة الخصم، ومتجنبًا ذكر جبهة برادة، وكأنها منطقة محظورة. ألم نكن ننتظر بيانات النصر وخطط الهجوم المضاد؟
يقول الجنرال معصيد: "أهيب بالجميع الترفع عن خوض النقاشات الجانبية"، وكأننا في ثكنة عسكرية، حيث يُمنع على الجنود التفكير بصوت عالٍ أو التعبير عن آرائهم الخاصة حول سير المعارك. يجب أن نكون جميعًا جنودًا مطيعين، ننفذ الأوامر دون تردد، حتى لو كانت الأوامر تعني التراجع والتسليم بالأمر الواقع. وكما هو واضح في الرسالة، هذه ليست مجرد دعوة، بل أمر واجب التنفيذ، وإلا... يا ويلكم! (انظروا إلى تلك النبرة الحازمة في السطر الثاني! هل هي حازمة فعلًا أم مجرد محاولة لإخفاء التوتر؟).
ثم يأتي التحذير من "القرارات الانفرادية"، وكأنه يتحدث عن خيانة عظمى. لا يحق لأحد أن يفكر أو يقرر بمفرده، فالقيادة العليا هي التي تعرف مصلحة الجميع... حتى لو كانت المصلحة تقتضي التنازل عن بعض المطالب. تذكروا، أيها الرفاق، أن الاستقلالية في التفكير جريمة تستحق العقاب، خاصة إذا كانت ستكشف عن حجم التراجع. وفي الرسالة، يتم التأكيد على أن القيادة هي وحدها المسؤولة عن القرارات، وكأننا أمام وصاية مطلقة لا تقبل النقاش. (السطر الخامس، لمن فاته الأمر! هل بدأتم تشعرون بالدوار؟).
أما عن "أخلاقيات النضال"، فهي بمثابة الدستور العسكري الذي يجب على الجميع الالتزام به. يجب أن نكون جميعًا مثالًا للانضباط والطاعة، وأن نحترم القادة وننفذ أوامرهم بحذافيرها. تذكروا دائمًا أن "أخلاقيات النضال" هي السلاح الأمضى في وجه "المزايدات" و"النقاشات الجانبية". ويا له من دستور هذا الذي يُفرض علينا باسم "الاحترام والتقدير"، وكأننا أمام لعبة كلمات لا تنتهي. (السؤال المطروح: هل "أخلاقيات النضال" تتضمن الصمت المطبق أثناء الهزيمة؟).
وفي الختام، يذكرنا الجنرال النقابي بـ"النظرية المنصفة"، وكأنها العقيدة العسكرية التي يجب أن نؤمن بها جميعًا... حتى لو كانت هذه "النظرية" لا تقدم لنا سوى الفتات. يجب أن نكون جميعًا جنودًا مؤمنين، ندافع عن "النظرية المنصفة" بكل ما أوتينا من قوة. وهذا التشبث بـ"النظرية" يبدو وكأنه محاولة لفرض رؤية واحدة على الجميع، متجاهلين أن النقابة يجب أن تكون فضاءً للتعددية والاختلاف... وفضاءً للمحاسبة أيضًا! (هل هذه "النظرية المنصفة" هي المبرر الرسمي للهدنة؟).
إلى الأمام، أيها الجنود! إلى الأمام نحو تحقيق النصر! ولكن تذكروا: لا تفكروا، لا تناقشوا، فقط نفذوا الأوامر! فالقيادة العليا تعرف مصلحتكم أكثر منكم. ويا له من نصر هذا الذي يتحقق بالصمت والطاعة العمياء!
تحية عسكرية من جندي مجهول في جيش التعليم... الذي ربما يكون قد خسر معركته للتو. ويا ليتنا كنا جنودًا أحرارًا نفكر ونناقش ونقرر بأنفسنا، ونحاسب قادتنا على قراراتهم!