الخميس 10 إبريل 2025
مجتمع

بفضل كبسولة تُبتلع عن طريق الفم، نستكشف الجهاز الهضمي

بفضل كبسولة تُبتلع عن طريق الفم، نستكشف الجهاز الهضمي الدكتور أنور الشرقاوي (يمينا) والدكتور بومهدي بونھير
رحلة إلى أعماق الجسد البشري أصبحت ممكنة بفضل كبسولة صغيرة تُبتلع بكل بساطة، لتُحدث ثورة في عالم التصوير الطبي.
 
بحجم حبة دواء، تحتوي هذه الكبسولة على كاميرا متناهية الصغر، ومصدر للضوء، وجهاز إرسال لاسلكي.
ما إن تبدأ رحلتها في الجهاز الهضمي، حتى تلتقط آلاف الصور عالية الدقة، كاشفة أسرار المريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، وأحيانًا القولون.
 
خالية من الأسلاك، تقدم هذه التقنية بديلاً غير جراحي للمناظير التقليدية، مما يجعلها وسيلة مريحة للكشف عن نزيف داخلي خفي، أو آفات مخاطية، أو زوائد لحمية، أو أمراض التهابات مزمنة مثل داء كرون.
 
الصور تُرسل إلى جهاز استقبال يحمله المريض، ليقوم الطبيب لاحقًا بتحليلها بدقة، مما يُمكّنه من الوصول إلى تشخيص أكثر وضوحًا في غضون ساعات قليلة.
 
على عكس التنظير التقليدي، تتميز هذه التقنية بانعدام الألم، وعدم الحاجة إلى تخدير، مما يجعلها أكثر سهولة للمرضى.
 
لكن يبقى العائق الأكبر هو غياب القدرة على التدخل العلاجي، إذ تكتفي الكبسولة بالمراقبة دون إمكانية العلاج.
إلا أن المستقبل يحمل وعودًا واعدة، إذ يجري تطوير كبسولات متقدمة قادرة على إطلاق أدوية مستهدفة أو حتى إجراء خزعات دقيقة.
 
في مجال الأشعة والأورام، تُبشّر هذه التكنولوجيا بآفاق جديدة للكشف المبكر عن سرطانات الجهاز الهضمي.
كما تلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في تحليل الصور، مما يقلل من وقت التشخيص ويزيد من دقته.
 
وبالمقارنة مع الطرق التقليدية، تتيح الكبسولة رؤية أشمل للأمعاء الدقيقة، وهي المنطقة التي طالما شكلت تحديًا أمام الفحوصات الطبية.
 
رغم أن انتشارها ما زال محدودًا بسبب تكلفتها، فإنها قد تصبح أداة رئيسية في الكشف المبكر، خصوصًا في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم.
 
أما المستقبل، فيحمل وعودًا مثيرة: كبسولات ذكية يمكن التحكم بها عن بُعد، مما يسمح باستكشاف أكثر دقة، وربما القدرة على رصد الأمراض قبل ظهور أعراضها الأولى.