يؤكد السالك رحال، الإعلامي والباحث في الشؤون الصحراوية والساحل، أن ما ارتكبته جبهة البوليساريو في حق الصحراويين بمخيمات تندوف تحت إشراف الأجهزة الاستخباراتية العسكرية للجزائر، يندرج ضمن جرائم ضد الإنسانية، مطالبا في الوقت ذاته بفتح المخيمات في وجه لجان تقصي الحقائق الأممية للتحقيق في هذه الجرائم غير القابلة للتقادم.
ونحن في فضاء الصور الموثقة لفظاعات التعذيب الذي كان عدد من الصحراويين ضحية له في سجون مخيمات تندوف، ولكل صورة قصة، ما الذي تشعر به وأنت تشاهد هذه الصور؟
لا يمكن لإنسان يشاهد هذه الصور إلا ويحس بالتذمر والأسى من هذه الجرائم الإنسانية التي قامت بها عناصر البوليساريو بدعم من النظام الجزائري. عدد من الضحايا الذين لقوا حتفهم تحت آلات التعذيب وسياط الجلادين، وممن ما زالت أجسادهم تحمل آثار هذا التعذيب، وآخرون ما زالوا في حكم المفقودين، يجعلنا نطرح سؤال: ما الذي وقع بالضبط حتى بلغنا هذه السادية في تعذيب هؤلاء والتنكيل بهم بل والتمثيل بجثتهم؟ إن هذه الصور المعروضة في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالرباط، ضمن ندوة مشتركة مع الائتلاف الصحراوي لضحايا سجن الرشيد بمخيمات تندوف، لا تمثل إلا جزءا يسيرا من تاريخ أسود لجبهة تدعي التحرر وبلد يدعي المناصرة، لقد قامت ما يسمى «مديرية الأمن السياسي» بجبهة البوليساريو باحتجاز أشخاص مدنيين خارج القانون في مراكز سرية غير مصنفة ضمن فضاءات سلب الحريات، وفي أرض جزائرية، بدون الوقوف على شروط التقاضي كما هي معروفة عالميا، لم تكن هناك محاكمات ولا أحكام، هي أحكام العسكر في جبهة البوليساريو بإشراف جزائري، ضد كل صحراوي أبدى موقفا أو بدونه، إذ يتم اختطافه واحتجازه دون محاكمة، ولم تعط الفرصة للضحايا للدفاع عن أنفسهم، بل حتى لمعرفة الجرم الذي اعتقلوا بسببه، هذا دون الحديث عن غياب مطلق لدفاع الضحايا، اليوم لابد من إماطة اللثام عن هذه الجرائم الإنسانية..
بعد أكثر من 50 سنة، من الضحايا من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ألم تندمل هذه الجراح؟
الضحايا الأحياء وذوو من لقوا مصرعهم تحت التعذيب، لم ولن ينسوا هذه الفظاعات. والجرائم ضد الإنسانية لا يطويها الزمان بل هي مستمرة من جيل لجيل، خصوصا مع تجاهل مطالبهم في الاعتراف بما اقترفه الجلادون، الذين ما زال بعضهم في مناصب قيادية بجبهة البوليساريو. إن الجراح والجرائم لا تسقط بالتقادم في مثل هذه الحالات. وأنا أتحدث إليكم، أمامي صورة علالي ولد عليا رحمه لله، أحد الذين لقوا مصرعهم في سجن الرشيد بمخيمات تندوف، ما زالت أسرته، بعد كل هذه العقود، تنتظر الإنصاف ومحاسبة الجلادين في محكمة دولية مختصة، محملين المسؤولية للجزائر باعتبار أن الانتهاك وقع على أرضها، وتحت ولايتها القضائية، كما أن ضباطا جزائريين، تابعين للناحية العسكرية الثالثة لتندوف، كانوا يحققون معه ومع غيره ويعذبونهم. يعني أن المنظومة الجزائرية، العسكرية والقضائية والسياسية، مسؤولة عن كل الانتهاكات التي وقعت على أرضها في حق الصحراويين، ولايمكن أن تفلت من العقاب، طال الزمن أو قصر..
لقد حاولت البوليساريو ومعها الجزائر، أن تقوم بما يسمى تعويض الضحايا الصحراويين، يوم 10 أكتوبر 2022، شاركت اللجنة الجزائرية لحقوق الإنسان في محاولة لمصالحة محتشمة جدا لتعويض بعض الضحايا الذين ما زالوا في المخيمات تحت السلطة الإدارية لجبهة البوليساريو، وحاولوا بالأموال أن يدفنوا هذا الماضي الأسود. وهذا دليل على صدقية ما ظلوا ينفونه لعقود من وقوع هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لكن هذه الدنانير لايمكنها دفن الجرم بهذا الشكل المحتشم، بل يجب محاسبة كل من تورط فيها، وأولهم ضباط الجيش الجزائري، ومعهم باقي المسؤولين في جبهة البوليساريو..
الضحايا الأحياء وذوو من لقوا مصرعهم تحت التعذيب، لم ولن ينسوا هذه الفظاعات. والجرائم ضد الإنسانية لا يطويها الزمان بل هي مستمرة من جيل لجيل، خصوصا مع تجاهل مطالبهم في الاعتراف بما اقترفه الجلادون، الذين ما زال بعضهم في مناصب قيادية بجبهة البوليساريو. إن الجراح والجرائم لا تسقط بالتقادم في مثل هذه الحالات. وأنا أتحدث إليكم، أمامي صورة علالي ولد عليا رحمه لله، أحد الذين لقوا مصرعهم في سجن الرشيد بمخيمات تندوف، ما زالت أسرته، بعد كل هذه العقود، تنتظر الإنصاف ومحاسبة الجلادين في محكمة دولية مختصة، محملين المسؤولية للجزائر باعتبار أن الانتهاك وقع على أرضها، وتحت ولايتها القضائية، كما أن ضباطا جزائريين، تابعين للناحية العسكرية الثالثة لتندوف، كانوا يحققون معه ومع غيره ويعذبونهم. يعني أن المنظومة الجزائرية، العسكرية والقضائية والسياسية، مسؤولة عن كل الانتهاكات التي وقعت على أرضها في حق الصحراويين، ولايمكن أن تفلت من العقاب، طال الزمن أو قصر..
لقد حاولت البوليساريو ومعها الجزائر، أن تقوم بما يسمى تعويض الضحايا الصحراويين، يوم 10 أكتوبر 2022، شاركت اللجنة الجزائرية لحقوق الإنسان في محاولة لمصالحة محتشمة جدا لتعويض بعض الضحايا الذين ما زالوا في المخيمات تحت السلطة الإدارية لجبهة البوليساريو، وحاولوا بالأموال أن يدفنوا هذا الماضي الأسود. وهذا دليل على صدقية ما ظلوا ينفونه لعقود من وقوع هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لكن هذه الدنانير لايمكنها دفن الجرم بهذا الشكل المحتشم، بل يجب محاسبة كل من تورط فيها، وأولهم ضباط الجيش الجزائري، ومعهم باقي المسؤولين في جبهة البوليساريو..
هل يمكن اعتبار أن لكل ضحية قصة في التعذيب، وقبل ذلك في حيثيات الاحتجاز أو الاختطاف؟
بالنسبة لجبهة البوليساريو كتنظيم شمولي، لا تمر فترة من فتراتها، دون خلق عدو وهمي من أجل توجيه ساكنة المخيمات نحو هذا الأمر، وعدم الانشغال بالقضايا الأساسية. مثلا تم خلق ما يسمى شبكة «كليبات الفولة»، ضحاياها مدنيين في حدود 70 شخصا، منهم شباب وكهول. وأيضا شبكة ما يسمى المجموعة الفرنسية الموريتانية للجوسسة والتخريب، وقد تم اتهام كل المعذبين بالتخابر مع المغرب. وهذا دون دليل مادي على ما يدعونه، وهناك من المعذبين مدنيين وعسكريين من درجات مختلفة، بل من الضحايا من كان يشتغل في التعليم بالجبهة، وأستحضر مثال التروزي ولد أحمد عيشة، شافاه لله، كان مكلفا في المخيمات بوضع منظومة تربوية، أيضا محمد فال ول القاضي، رئيس جمعية «ذاكرة وعدالة»، ضمن ما يسمى المجموعة الموريتانية الفرنسية. وقصته ما زالت تروى بمزيج من الألم بالنظر للتعذيب الذي تلقاه رفقة آخرين، وكل هذا كان بتوجيه من أجهزة الاستخبارات العسكرية الجزائرية، من حيث الاعتقال والتحقيق والاحتجاز..
بالنسبة لجبهة البوليساريو كتنظيم شمولي، لا تمر فترة من فتراتها، دون خلق عدو وهمي من أجل توجيه ساكنة المخيمات نحو هذا الأمر، وعدم الانشغال بالقضايا الأساسية. مثلا تم خلق ما يسمى شبكة «كليبات الفولة»، ضحاياها مدنيين في حدود 70 شخصا، منهم شباب وكهول. وأيضا شبكة ما يسمى المجموعة الفرنسية الموريتانية للجوسسة والتخريب، وقد تم اتهام كل المعذبين بالتخابر مع المغرب. وهذا دون دليل مادي على ما يدعونه، وهناك من المعذبين مدنيين وعسكريين من درجات مختلفة، بل من الضحايا من كان يشتغل في التعليم بالجبهة، وأستحضر مثال التروزي ولد أحمد عيشة، شافاه لله، كان مكلفا في المخيمات بوضع منظومة تربوية، أيضا محمد فال ول القاضي، رئيس جمعية «ذاكرة وعدالة»، ضمن ما يسمى المجموعة الموريتانية الفرنسية. وقصته ما زالت تروى بمزيج من الألم بالنظر للتعذيب الذي تلقاه رفقة آخرين، وكل هذا كان بتوجيه من أجهزة الاستخبارات العسكرية الجزائرية، من حيث الاعتقال والتحقيق والاحتجاز..
في أي فترة كانت هذه الانتهاكات بمخيمات تندوف؟
ابتداء من نشأة البوليساريو، بدأت هذه الانتهاكات، واستمرت خلال الحرب مع المغرب، وأحمد خر، أطال الله عمره، رئيس الائتلاف الصحراوي لضحايا سجن الرشيد بتندوف، هو واحد من عشرات الصحراويين الذين نالوا قسطا كبيرا من الاحتجاز والتعذيب، رفقة بعض المؤسسين من قبيل البشير الدخيل، وكان ذلك سنة 1974، في فترة الولي مصطفى السيد، وتم سجنهم لعدة أشهر في سجن يدعى «كويرة بيلا» وبعدها في سجن «الرويضة». يعني الانتهاكات بدأت مع نشوء جبهة البوليساريو، وكانت الاعتقالات في البداية، أي خلال الإعلان عن ما يسمى «الجمهورية» تستهدف كل المعارضين لهذا التوجه، وطالت الانتهاكات المنافسين لقيادة الجبهة، واستمر هذا الاستهداف إلى سنة 1991، ليأخذ شكلا جديدا من الانتهاكات وهي ضرب الحق في الكرامة والعيش الكريم..
ابتداء من نشأة البوليساريو، بدأت هذه الانتهاكات، واستمرت خلال الحرب مع المغرب، وأحمد خر، أطال الله عمره، رئيس الائتلاف الصحراوي لضحايا سجن الرشيد بتندوف، هو واحد من عشرات الصحراويين الذين نالوا قسطا كبيرا من الاحتجاز والتعذيب، رفقة بعض المؤسسين من قبيل البشير الدخيل، وكان ذلك سنة 1974، في فترة الولي مصطفى السيد، وتم سجنهم لعدة أشهر في سجن يدعى «كويرة بيلا» وبعدها في سجن «الرويضة». يعني الانتهاكات بدأت مع نشوء جبهة البوليساريو، وكانت الاعتقالات في البداية، أي خلال الإعلان عن ما يسمى «الجمهورية» تستهدف كل المعارضين لهذا التوجه، وطالت الانتهاكات المنافسين لقيادة الجبهة، واستمر هذا الاستهداف إلى سنة 1991، ليأخذ شكلا جديدا من الانتهاكات وهي ضرب الحق في الكرامة والعيش الكريم..
هل استهدفت هذه الانتهاكات الصحراويين المدنيين أم العسكريين أم الجميع؟
لم تترك آلة البطش العسكرية في مخيمات تندوف، مدنيا ولا عسكريا إلا استهدفته بالتضييق أو التعذيب، ولم تفرق بين صحراوي ولا موريتاني، والخطير أن الضحايا، لم توجه لهم أي تهمة، وبالتالي، كما قلت لم يعرضوا على القضاء ليقول كلمته فيهم. الحبيب ولد الخرشي قضى 14 سنة في سجون البوليساريو، منها 3 سنوات في سجن انفرادي، وهو لايدري بأي ذنب تم الزج به في غياهب مركز يفتقد لأدنى شروط الاحتجاز كما هي متعارف عليها دوليا، أو كما يقول هو نفسه، كان في مكان لاطير فيه يطير ولا وحش فيه يسير، ومباشرة بعد إطلاق سراحه توجه نحو ما يسمى قيادة البوليساريو، وقضى أسبوعين معتصما يطالب بالإجابة عن سؤال سبب اعتقاله، معلنا عن قبوله لأي حكم قضائي، مستند على تهمة، منددا باحتجازه طوال 14 سنة دون محاكمة. ونفس الأمر بالضحية محمد بداهي الملقب بابريطانيا، هو اليوم يطالب بإعادة محاكمته، بعد قضائه 7 سنوات في سجن الرشيد بدون تهمة ولا محاكمة..
لم تترك آلة البطش العسكرية في مخيمات تندوف، مدنيا ولا عسكريا إلا استهدفته بالتضييق أو التعذيب، ولم تفرق بين صحراوي ولا موريتاني، والخطير أن الضحايا، لم توجه لهم أي تهمة، وبالتالي، كما قلت لم يعرضوا على القضاء ليقول كلمته فيهم. الحبيب ولد الخرشي قضى 14 سنة في سجون البوليساريو، منها 3 سنوات في سجن انفرادي، وهو لايدري بأي ذنب تم الزج به في غياهب مركز يفتقد لأدنى شروط الاحتجاز كما هي متعارف عليها دوليا، أو كما يقول هو نفسه، كان في مكان لاطير فيه يطير ولا وحش فيه يسير، ومباشرة بعد إطلاق سراحه توجه نحو ما يسمى قيادة البوليساريو، وقضى أسبوعين معتصما يطالب بالإجابة عن سؤال سبب اعتقاله، معلنا عن قبوله لأي حكم قضائي، مستند على تهمة، منددا باحتجازه طوال 14 سنة دون محاكمة. ونفس الأمر بالضحية محمد بداهي الملقب بابريطانيا، هو اليوم يطالب بإعادة محاكمته، بعد قضائه 7 سنوات في سجن الرشيد بدون تهمة ولا محاكمة..
ومن هؤلاء الضحايا من تم اختطافه وتعذيبه في زهرة شبابه؟..
فعلا، ومن الضحايا من تم استدراجه من فرنسا، حيث كان يشتغل، وهم الضحايا المعروفون بمجموعة «من المطار إلى الغار». ومنهم المرحوم عبد السلام الصباغ وزوجته، وابنيهما، طفل وطفلة، وهم الآن في عداد المختفين.. والعشرات من الضحايا لقوا حتفهم تحت سياط التعذيب وقساوة الاحتجاز بالنظر لدرجة الحرارة المرتفعة ومنهم من قتل بسم الأفاعي والعقارب التي كانت تتجول في هذه المراكز في قلب الصحاري، المهدي ولد عثمان السويح، واحد من هؤلاء، حسب بعض الشهادات تم تقطيعه، وابنه اليوم يطالب بجثمانه قصد دفنه والترحم عليه. أيضا بونا ولد العالم، هو أستاذ اللغة الفرنسية، من قبيلة أولاد ادليم، تم تعذيبه، وهو معلق من أطرافه، حتى سقط أرضا ميتا..
فعلا، ومن الضحايا من تم استدراجه من فرنسا، حيث كان يشتغل، وهم الضحايا المعروفون بمجموعة «من المطار إلى الغار». ومنهم المرحوم عبد السلام الصباغ وزوجته، وابنيهما، طفل وطفلة، وهم الآن في عداد المختفين.. والعشرات من الضحايا لقوا حتفهم تحت سياط التعذيب وقساوة الاحتجاز بالنظر لدرجة الحرارة المرتفعة ومنهم من قتل بسم الأفاعي والعقارب التي كانت تتجول في هذه المراكز في قلب الصحاري، المهدي ولد عثمان السويح، واحد من هؤلاء، حسب بعض الشهادات تم تقطيعه، وابنه اليوم يطالب بجثمانه قصد دفنه والترحم عليه. أيضا بونا ولد العالم، هو أستاذ اللغة الفرنسية، من قبيلة أولاد ادليم، تم تعذيبه، وهو معلق من أطرافه، حتى سقط أرضا ميتا..
ألهذه الدرجة انعدم الحس الإنساني عند هؤلاء الجلادين؟
الجواب هو فظاعة هذه الصور، رغم أن التقاطها كان في ظروف بعيدة من التعذيب لقلة الإمكانيات التوثيقية، والجواب هو هذه الشهادات من الضحايا، التي ما زالت ضمن المرويات رغم مرور الزمن، وكأنها وقعت بالأمس. نحن أمام نظام شمولي، يقوده أشخاص ساديون، بأوامر من العسكر الجزائري، ولا علاقة لكل ما يحاولون تقديمه من كونهم من المد التحرري أو المناصر لقضايا الشعوب المضطهدة، وكل الوقائع والأدلة تثبت أننا إزاء أشخاص مجرمين ساديين، يستمتعون بتعذيب الآخرين..
الجواب هو فظاعة هذه الصور، رغم أن التقاطها كان في ظروف بعيدة من التعذيب لقلة الإمكانيات التوثيقية، والجواب هو هذه الشهادات من الضحايا، التي ما زالت ضمن المرويات رغم مرور الزمن، وكأنها وقعت بالأمس. نحن أمام نظام شمولي، يقوده أشخاص ساديون، بأوامر من العسكر الجزائري، ولا علاقة لكل ما يحاولون تقديمه من كونهم من المد التحرري أو المناصر لقضايا الشعوب المضطهدة، وكل الوقائع والأدلة تثبت أننا إزاء أشخاص مجرمين ساديين، يستمتعون بتعذيب الآخرين..
طبيعة المجتمع الصحراوي، أنه متعارف مع بعضه البعض، عائلات وقبائل عاشت لقرون جنبا إلى جنب، وجل الصحراويين الذين كانوا في مخيمات تندوف ينحدرون من الأقاليم الجنوبية للمغرب، كيف يمكن للضحية أن يكون قريبا عائليا أو قبليا من الجلاد في هذه الظروف؟
لقد تم استهداف الضحايا من جميع القبائل، ولاتوجد قبيلة لم يتعرض منتسبوها، أفرادا وجماعات للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لكن علينا أن نعرف بأن قيادة البوليساريو هي خارج المنطقة المتنازع عليها، الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتم تأسيس الجبهة خارج هذه المنطقة بالزويرات الموريتانية، والقيادة تلقت تعليمها بالجامعة المغربية بالرباط، وينحدرون من طانطان وبويزكارن. وأنا شخصيا استغرب لحجم هذه السادية في هؤلاء الأشخاص، ولا أشك في أن الأمر كان مقصودا من النظام العسكري الجزائري في توريط الصحراويين في تقتيل بعضهم والتنكيل، حتى «تبرئ» ساحتها من أي ملاحقة قانونية بعدية، ومع ذلك فمسؤوليتها القانونية قائمة بحكم الواقع وبحكم الأرض.. وبالتالي فالمسؤولية الجرمية قائمة ومستمرة في الزمان ولن يلحقها تقادم ودم الصحراويين سيبقى عالقا في رقاب العسكر الجزائري وسياسييه، وما دام الضحايا يواجهون الجزائر في المنظمات الحقوقية الدولية بكل الوسائل، وهنا يطرح السؤال لماذا تمنع الجزائر دخول المقررين الأممين لمخيمات تندوف؟ لماذا لا تترك الجزائر سلطة التقرير لجبهة البوليساريو لدخول هؤلاء المقررين؟ هذا يعني أن الجبهة فاقدة لسلطة القرار لصالح الجزائر، وما دامت هذه الأخيرة لم تتحل بالشجاعة اللازمة في إجراء إحصاء أممي لساكنة المخيمات فإنها بذلك تبعث رسالة بأنها تريد استمرار هذا المشكل قائما في شمال افريقيا، ولا تريد أي تسوية أممية، وسيظل اسم الجزائر يتردد في كل المحافل الحقوقية العالمية، إلى جانب الانتهاكات الحقوقية، وهنا استحضر اسم الضحية مربيه محمود آدا، بعد أن سجلت له هيئة الأمم المتحدة ملفا بشأن تعرضه للانتهاكات على أرض جزائرية، وهذه ستكون مقدمة لملفات مشابهة..
لقد تم استهداف الضحايا من جميع القبائل، ولاتوجد قبيلة لم يتعرض منتسبوها، أفرادا وجماعات للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لكن علينا أن نعرف بأن قيادة البوليساريو هي خارج المنطقة المتنازع عليها، الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتم تأسيس الجبهة خارج هذه المنطقة بالزويرات الموريتانية، والقيادة تلقت تعليمها بالجامعة المغربية بالرباط، وينحدرون من طانطان وبويزكارن. وأنا شخصيا استغرب لحجم هذه السادية في هؤلاء الأشخاص، ولا أشك في أن الأمر كان مقصودا من النظام العسكري الجزائري في توريط الصحراويين في تقتيل بعضهم والتنكيل، حتى «تبرئ» ساحتها من أي ملاحقة قانونية بعدية، ومع ذلك فمسؤوليتها القانونية قائمة بحكم الواقع وبحكم الأرض.. وبالتالي فالمسؤولية الجرمية قائمة ومستمرة في الزمان ولن يلحقها تقادم ودم الصحراويين سيبقى عالقا في رقاب العسكر الجزائري وسياسييه، وما دام الضحايا يواجهون الجزائر في المنظمات الحقوقية الدولية بكل الوسائل، وهنا يطرح السؤال لماذا تمنع الجزائر دخول المقررين الأممين لمخيمات تندوف؟ لماذا لا تترك الجزائر سلطة التقرير لجبهة البوليساريو لدخول هؤلاء المقررين؟ هذا يعني أن الجبهة فاقدة لسلطة القرار لصالح الجزائر، وما دامت هذه الأخيرة لم تتحل بالشجاعة اللازمة في إجراء إحصاء أممي لساكنة المخيمات فإنها بذلك تبعث رسالة بأنها تريد استمرار هذا المشكل قائما في شمال افريقيا، ولا تريد أي تسوية أممية، وسيظل اسم الجزائر يتردد في كل المحافل الحقوقية العالمية، إلى جانب الانتهاكات الحقوقية، وهنا استحضر اسم الضحية مربيه محمود آدا، بعد أن سجلت له هيئة الأمم المتحدة ملفا بشأن تعرضه للانتهاكات على أرض جزائرية، وهذه ستكون مقدمة لملفات مشابهة..
هل كانت تشمل هذه الانتهاكات الأفراد أم الأسر أيضا؟
هناك أسر صحراوية كثيرة تم التنكيل بها وتهجيرها، مثلا كما قلت لك أسرة المرحوم عبد السلام الصباغ، تم استقدامها من باريس إلى الجزائر العاصمة إلى مخيمات تندوف وسجونها ومازالت هذ الأسرة مجهولة المصير، بعد أن تم قتل الأب، واختطاف الزوجة وابنيها..
هناك أسر صحراوية كثيرة تم التنكيل بها وتهجيرها، مثلا كما قلت لك أسرة المرحوم عبد السلام الصباغ، تم استقدامها من باريس إلى الجزائر العاصمة إلى مخيمات تندوف وسجونها ومازالت هذ الأسرة مجهولة المصير، بعد أن تم قتل الأب، واختطاف الزوجة وابنيها..
لم يكن الضحايا أيضا ينحدرون من الأقاليم الصحراوية، بل شمل أيضا مدنيين وعسكريين من شمال المملكة، تم اختطاف بعضهم وأسر بعضهم ليجدوا أنفسهم في غياهيب سجون البوليساريو..
فعلا، هناك عسكريين مغاربة تم أسرهم بمساعدة عسكريين جزائريين، وكل الشهادات تقول أنهم كانوا في أرض جزائرية، والتحقيق معهم كان بإشراف ضباط جزائريين، والمخابرات العسكرية الجزائرية، والقانون الدولي يعطي حقوقا للأسرى، تم انتهاكها من قبل البوليساريو وداعمتها الجزائر، ومن بينهم المرحوم القبطان علي نجاب، الذي يروي فظاعات أسره لسنوات طوال، وكيف تمسبق له أن روى استخدامه رفقة زملائه الأسرى في أعمال السخرة، مقابل أسرى عساكر من الجبهة كانوا يتمتعون بكل الحقوق في فضاءات مخصصة لهم بأكادير وبالضبط بنسركاو. وأنا زرت هذا المركز بحكم وجود قريب لي، كان المركز شبيها بجلسات الصحراويين، ويزوره موظفو الصليب الأحمر بانتظام، كما من حقهم الزيارات العائلية، يعني كان مركزا إنسانيا أكثر بكثير مما عاشه الأسرى المغاربة في سجون مخيمات تندوف، وفق قواعد السلوك في اتفاقية جنيف سنة 1951، حيث تنص على استنطاق الجندي في أمرين، اسمه ورتبته العسكرية. والحال أن الأسرى المغاربة في الأراضي الجزائرية تم استخدامهم في أعمال السخرة، بناء المدارس والإدارات وتم التنكيل بهم وتعذيبهم في أبشع الصور، ولم يتم احترام أدميتهم وكرامتهم..
كما تم اختطاف مدنيين أبرياء من المدن الحدودية للجزائر، من محاميد لغزلان وزاكورة ومن طاطا ومن الزاك، وتم التنكيل بهم بعد زجهم في مراكز التعذيب، بل إن الاختطافات لم تطل الأفراد بل جماعات، مثال ما وقع في جماعة البيرات بإقليم أسا الزاك الحدودي، حيث قتل من قتل وتم اختطاف من ظل حيا.. وهناك شهادات مصورة ومضمنة في مجلات وجرائد وكتب توثق لهذه الانتهاكات الحقوقية، واستعباد المختطفين.
فعلا، هناك عسكريين مغاربة تم أسرهم بمساعدة عسكريين جزائريين، وكل الشهادات تقول أنهم كانوا في أرض جزائرية، والتحقيق معهم كان بإشراف ضباط جزائريين، والمخابرات العسكرية الجزائرية، والقانون الدولي يعطي حقوقا للأسرى، تم انتهاكها من قبل البوليساريو وداعمتها الجزائر، ومن بينهم المرحوم القبطان علي نجاب، الذي يروي فظاعات أسره لسنوات طوال، وكيف تمسبق له أن روى استخدامه رفقة زملائه الأسرى في أعمال السخرة، مقابل أسرى عساكر من الجبهة كانوا يتمتعون بكل الحقوق في فضاءات مخصصة لهم بأكادير وبالضبط بنسركاو. وأنا زرت هذا المركز بحكم وجود قريب لي، كان المركز شبيها بجلسات الصحراويين، ويزوره موظفو الصليب الأحمر بانتظام، كما من حقهم الزيارات العائلية، يعني كان مركزا إنسانيا أكثر بكثير مما عاشه الأسرى المغاربة في سجون مخيمات تندوف، وفق قواعد السلوك في اتفاقية جنيف سنة 1951، حيث تنص على استنطاق الجندي في أمرين، اسمه ورتبته العسكرية. والحال أن الأسرى المغاربة في الأراضي الجزائرية تم استخدامهم في أعمال السخرة، بناء المدارس والإدارات وتم التنكيل بهم وتعذيبهم في أبشع الصور، ولم يتم احترام أدميتهم وكرامتهم..
كما تم اختطاف مدنيين أبرياء من المدن الحدودية للجزائر، من محاميد لغزلان وزاكورة ومن طاطا ومن الزاك، وتم التنكيل بهم بعد زجهم في مراكز التعذيب، بل إن الاختطافات لم تطل الأفراد بل جماعات، مثال ما وقع في جماعة البيرات بإقليم أسا الزاك الحدودي، حيث قتل من قتل وتم اختطاف من ظل حيا.. وهناك شهادات مصورة ومضمنة في مجلات وجرائد وكتب توثق لهذه الانتهاكات الحقوقية، واستعباد المختطفين.
ما وقع من انتهاكات حقوقية لايخالف فقط روح الدستور الجزائري، من حيث تنصيصه على دولة الحق والقانون، بل يخالف نصا يتحدث عن عدم تفويت أي قطعة أرضية جزائرية، والحال أن ما وقع هو منح مساحة أرضية لجهة أجنبية تمارس فيها سلطة عسكرية وسياسية ضد دولة أخرى.. هل من تحليل لهذا الوضع؟
فعلا تنص المادة 15 من الدستور الجزائري، على أنه «لايجوز البتة التنازل أو التخلي عن أي جزء من التراب الوطني». والحال أن الدولة الجزائرية، تنازلت لجبهة البوليساريو عن قطعة أرض وتخلت عنها، وهي تعادل مساحة الجولان السوري، تمارس فيها مهام عسكرية وسياسية وأمنية وقضائية وفيها ساكنة غير جزائرية، ويتم تعذيب أبرياء في أرضها وانتهاك حقوقهم، بل من هذه الأراضي الجزائرية يتم استهداف الأراضي المغربية، يعني نحن أمام «دولة» في قلب دولة، ويمنع على الجزائريين الدخول لمخيمات تندوف إلا بتصريح، وحتى الخروج من المخيمات نحو التراب الجزائري يستلزم تصريح، يعني حالة فريدة في القانون الدولي، وبالتالي، كيف يمكن تفسير هذه الحالة الشاذة؟ وكيف يمكن لبلد «المليون شهيد» أن تظل مساحة ما يعادل 80 ألف كلم تحت سيطرة جهة غير جزائرية، تمارس سيادتها فيها داخل حدود محروسة من القطاع العسكري الجزائري ومن الناحية العسكرية الثالثة. ومن جبهة البوليساريو؟ كما أن هذه الأرض الجزائرية المتخلى عنها للبوليساريو تضم أسلحة ثقيلة للجبهة، وهذا يخالف الدستور الجزائري أيضا، الذي يتحدث عن حصر السلاح كيفما كان بيد الجيش الجزائري..
فعلا تنص المادة 15 من الدستور الجزائري، على أنه «لايجوز البتة التنازل أو التخلي عن أي جزء من التراب الوطني». والحال أن الدولة الجزائرية، تنازلت لجبهة البوليساريو عن قطعة أرض وتخلت عنها، وهي تعادل مساحة الجولان السوري، تمارس فيها مهام عسكرية وسياسية وأمنية وقضائية وفيها ساكنة غير جزائرية، ويتم تعذيب أبرياء في أرضها وانتهاك حقوقهم، بل من هذه الأراضي الجزائرية يتم استهداف الأراضي المغربية، يعني نحن أمام «دولة» في قلب دولة، ويمنع على الجزائريين الدخول لمخيمات تندوف إلا بتصريح، وحتى الخروج من المخيمات نحو التراب الجزائري يستلزم تصريح، يعني حالة فريدة في القانون الدولي، وبالتالي، كيف يمكن تفسير هذه الحالة الشاذة؟ وكيف يمكن لبلد «المليون شهيد» أن تظل مساحة ما يعادل 80 ألف كلم تحت سيطرة جهة غير جزائرية، تمارس سيادتها فيها داخل حدود محروسة من القطاع العسكري الجزائري ومن الناحية العسكرية الثالثة. ومن جبهة البوليساريو؟ كما أن هذه الأرض الجزائرية المتخلى عنها للبوليساريو تضم أسلحة ثقيلة للجبهة، وهذا يخالف الدستور الجزائري أيضا، الذي يتحدث عن حصر السلاح كيفما كان بيد الجيش الجزائري..
كيف ترى سبل الترافع في هذا الملف الإنساني بالدرجة الأولى، والمتعلق بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف؟
أجدد التنويه والإشادة بمبادرة حزب الاتحاد الاشتراكي في تنظيم اللقاء الحقوقي لفضح هذه الانتهاكات بسجون البوليساريو بتندوف. وهذا نداء لباقي الهيئات السياسية والحقوقية من أجل إدراج هذه النقطة الإنسانية ضمن ترافعها في المحافل الدولية، والتي لها ارتباط بخلفياتها الفكرية والحقوقية، ويجب توثيق هذه الشهادات التي تعرض ضحاياها للانتهاك، وإدراجها في أشغال لجان حقوق الإنسان أمميا، ومتابعة الجناة في كل الدول التي يزورونها، وهذه حقيقة وجريمة مكتملة الأركان، وزكتها البوليساريو مؤخرا من خلال ما أسمته تعويض الضحايا، يعني أنها أقرت بما ظلت لسنوات تنكره.. وهذا نتيجة لضغط الضحايا في المنتظم الدولي، وما زال الضغط مستمرا.
أجدد التنويه والإشادة بمبادرة حزب الاتحاد الاشتراكي في تنظيم اللقاء الحقوقي لفضح هذه الانتهاكات بسجون البوليساريو بتندوف. وهذا نداء لباقي الهيئات السياسية والحقوقية من أجل إدراج هذه النقطة الإنسانية ضمن ترافعها في المحافل الدولية، والتي لها ارتباط بخلفياتها الفكرية والحقوقية، ويجب توثيق هذه الشهادات التي تعرض ضحاياها للانتهاك، وإدراجها في أشغال لجان حقوق الإنسان أمميا، ومتابعة الجناة في كل الدول التي يزورونها، وهذه حقيقة وجريمة مكتملة الأركان، وزكتها البوليساريو مؤخرا من خلال ما أسمته تعويض الضحايا، يعني أنها أقرت بما ظلت لسنوات تنكره.. وهذا نتيجة لضغط الضحايا في المنتظم الدولي، وما زال الضغط مستمرا.
ونحن نتحدث عن انتهاكات حقوقية اقترفتها البوليساريو تحت إشراف وموافقة النظام العسكري الجزائري، في فترة زمنية معينة، الحال أن هذه الانتهاكات مستمرة إلى اليوم بأشكال أخرى..
هناك 800 حالة لأطفال تم انتزاعهم من أسرهم البيولوجية في الوقت الحاضر، ووضعهم تحت نظام الكفالة لصالح أسر إسبانية غير مسلمة، هذا أكبر انتهاك لحقوق الأطفال. ولدي أقرباء في مخيمات تندوف رفعوا شكاوي قضائية ضد هذا الانتزاع. وحتى الأطفال الذين عادوا للمخيمات بعد العطلة الصيفية، عادوا بمزاج واعتقاد مختلف، أثر على سلوكهم مع أسرهم، وكأنهم تعرضوا لغسيل دماغ، وأصبحوا يتحينون كل الفرص من أجل العودة لإسبانيا، وهذا يؤدي لمزيد من الشتات الأسري. وهناك تقارير أمنية للشرطة الإسبانية تتحدث عن تعرض هؤلاء الأطفال الصحراويين لانتهاكات جنسية وتعريضهم لجرائم معاقب عليها قانونيا، كما أن هناك حالات لأطفال أصبحوا مثليين، وهناك مقاطع إباحية تصور بعض هؤلاء الأطفال، يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.. كما أن هناك صورا لأطفال في الكنائس وصور بجانب رمز المثلية الجنسية، وبالتالي ما تسميه البوليساريو بـ «عطل السلام» هو انتهاك لحقوق الأطفال، كما يتم استغلال هؤلاء الأطفال في نشر مواقف سياسية وعسكرية، وهذا مخالف للمواثيق الدولية، وينبغي للمنظمات الحقوقية التحقيق فيها..
هناك 800 حالة لأطفال تم انتزاعهم من أسرهم البيولوجية في الوقت الحاضر، ووضعهم تحت نظام الكفالة لصالح أسر إسبانية غير مسلمة، هذا أكبر انتهاك لحقوق الأطفال. ولدي أقرباء في مخيمات تندوف رفعوا شكاوي قضائية ضد هذا الانتزاع. وحتى الأطفال الذين عادوا للمخيمات بعد العطلة الصيفية، عادوا بمزاج واعتقاد مختلف، أثر على سلوكهم مع أسرهم، وكأنهم تعرضوا لغسيل دماغ، وأصبحوا يتحينون كل الفرص من أجل العودة لإسبانيا، وهذا يؤدي لمزيد من الشتات الأسري. وهناك تقارير أمنية للشرطة الإسبانية تتحدث عن تعرض هؤلاء الأطفال الصحراويين لانتهاكات جنسية وتعريضهم لجرائم معاقب عليها قانونيا، كما أن هناك حالات لأطفال أصبحوا مثليين، وهناك مقاطع إباحية تصور بعض هؤلاء الأطفال، يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.. كما أن هناك صورا لأطفال في الكنائس وصور بجانب رمز المثلية الجنسية، وبالتالي ما تسميه البوليساريو بـ «عطل السلام» هو انتهاك لحقوق الأطفال، كما يتم استغلال هؤلاء الأطفال في نشر مواقف سياسية وعسكرية، وهذا مخالف للمواثيق الدولية، وينبغي للمنظمات الحقوقية التحقيق فيها..
ألا يوجد رادع قانوني أو أممي يوقف هذه الانتهاكات الحقوقية سواء السابقة أو الحالية؟
البوليساريو ومعها الجزائر، يقومان بحملة إعلامية دعائية، تحاول التغطية على هذه الانتهاكات، وتقديم الصحراويين في مخيمات تندوف على أنهم ضحايا المغرب، والحال أنهم ضحايا مخيمات تندوف، ومع ذلك فإن صورة الضحية، بدأت تندثر بفعل منصات التواصل الاجتماعي، وعلى الأمم المتحدة إجبار البوليساريو والجزائر على قبول الإحصاء، أقصد منظمة غوث اللاجئين. إذ لايعقل أن تظل المخيمات حبيسة رقم مضلل تقدمه البوليساريو، والمفروض معرفة العدد الحقيقي لساكنة المخيمات، فمنذ القرار الأممي 1754 لسنة 2007، يتم المطالبة بإجراء إحصاء، وإلى اليوم يتم رفض ذلك، وهذا غرضه هو سرقة المعونات الإنسانية التي تقدم. وهناك العديد من الفضائح التي انفجرت جراء تلاعب البوليساريو والجزائر بمواد الدعم، وتم فضحها من داخل المخيمات. كما لا ننسى أن رفض الإحصاء، هو الحفاظ على الساكنة كرهائن في المخيمات، لأن صفة لاجئ، تمنحه الحق للانتقال لبلد آخر غير الذي يعيش فيه، وبالتالي هناك تخوف من إفراغ المخيمات من ساكنيها، خصوصا في ظل الأوضاع الاجتماعية المتدهورة.. كما أن رفض الإحصاء مرده التستر على أصول ساكنة مخيمات تندوف، لأن مجرد مقارنة بسيطة مع إحصاء 1974 سيتم اكتشاف أن ساكنة تندوف ينحدرون من الجزائر ومن دول مجاورة، غير ساكنتها الأصلية المنحدرة من الأقاليم الجنوبية للمغرب، وبالتالي ستنكشف الكذبة الكبرى، أننا أمام لاجئين صحراويين لايشكلون إلا حوالي 20 في المائة، من الساكنة الأصلية ومن تبقى غرباء عن مناطق النزاع. نحن نطالب الأمم المتحدة بالضغط على جبهة البوليساريو والجزائر من أجل القبول بدخول منظمة غوث اللاجئين وإحصاء الساكنة الحقيقية للمخيمات، إذ ما دام أن المطلب الذي ترفع البوليساريو والجزائر هو تقرير المصير والاستفتاء، افتحوا أسوار المخيمات من أجل أن يقرر الساكنة مصيرهم ويعرفوا من هي الساكنة الحقيقية من الغريبة..
البوليساريو ومعها الجزائر، يقومان بحملة إعلامية دعائية، تحاول التغطية على هذه الانتهاكات، وتقديم الصحراويين في مخيمات تندوف على أنهم ضحايا المغرب، والحال أنهم ضحايا مخيمات تندوف، ومع ذلك فإن صورة الضحية، بدأت تندثر بفعل منصات التواصل الاجتماعي، وعلى الأمم المتحدة إجبار البوليساريو والجزائر على قبول الإحصاء، أقصد منظمة غوث اللاجئين. إذ لايعقل أن تظل المخيمات حبيسة رقم مضلل تقدمه البوليساريو، والمفروض معرفة العدد الحقيقي لساكنة المخيمات، فمنذ القرار الأممي 1754 لسنة 2007، يتم المطالبة بإجراء إحصاء، وإلى اليوم يتم رفض ذلك، وهذا غرضه هو سرقة المعونات الإنسانية التي تقدم. وهناك العديد من الفضائح التي انفجرت جراء تلاعب البوليساريو والجزائر بمواد الدعم، وتم فضحها من داخل المخيمات. كما لا ننسى أن رفض الإحصاء، هو الحفاظ على الساكنة كرهائن في المخيمات، لأن صفة لاجئ، تمنحه الحق للانتقال لبلد آخر غير الذي يعيش فيه، وبالتالي هناك تخوف من إفراغ المخيمات من ساكنيها، خصوصا في ظل الأوضاع الاجتماعية المتدهورة.. كما أن رفض الإحصاء مرده التستر على أصول ساكنة مخيمات تندوف، لأن مجرد مقارنة بسيطة مع إحصاء 1974 سيتم اكتشاف أن ساكنة تندوف ينحدرون من الجزائر ومن دول مجاورة، غير ساكنتها الأصلية المنحدرة من الأقاليم الجنوبية للمغرب، وبالتالي ستنكشف الكذبة الكبرى، أننا أمام لاجئين صحراويين لايشكلون إلا حوالي 20 في المائة، من الساكنة الأصلية ومن تبقى غرباء عن مناطق النزاع. نحن نطالب الأمم المتحدة بالضغط على جبهة البوليساريو والجزائر من أجل القبول بدخول منظمة غوث اللاجئين وإحصاء الساكنة الحقيقية للمخيمات، إذ ما دام أن المطلب الذي ترفع البوليساريو والجزائر هو تقرير المصير والاستفتاء، افتحوا أسوار المخيمات من أجل أن يقرر الساكنة مصيرهم ويعرفوا من هي الساكنة الحقيقية من الغريبة..
بعد كل هذه العقود، ما زالت الأوضاع الاجتماعية متردية في المخيمات، ولم تقم الجزائر الراعية للجبهة بأي إنجاز على مستوى البنيات التحتية، وهذا في زمن العالم المفتوح، أصبح في متناول المراقبين..
من باب العلم، فإن أول ما بدأت جبهة البوليساريو في تشييده منذ الإعلان عن مايسمى "الجمهورية" هي السجون ومراكز التحقيق، وذلك لتكميم أفواه كل المعارضين، وبعد ذلك بدأت في تهييء المقابر لدفن الجثت وقتلى الحرب مع المغرب، اجتماعيا، نسبة الهدر المدرسي مرتفعة في صفوف الأطفال، والحصول على شهادة البكالوريا، لايتعدى 1 في المائة، ولكم أن تتصوروا 99 في المائة لايتوفرون على شهادة الباكالوريا، أي أفق ينتظرهم في ظل انعدام شروط العيش الكريم، ومجال جغرافي ومناخي قاسي، لايبقى أمامهم إلا التطرف الاجتماعي من خلال ارتفاع معدل الجريمة والتعاطي للمخدرات أو التطرف الديني والالتحاق بعناصر داعش في الصومال أو شمال مالي، وهناك حالات لشباب صحراويين تم التغرير بهم من أجل القتال في بؤر التوتر، بل هناك بوادر لتنظيم ديني مقاتل من داخل المخيمات. وأنا متأكد أن جبهة البوليساريو تشكل بالنسبة للجماعات المقاتلة في جنوب الصحراء والساحل، عنصر تغذية للقتال في افريقيا، مما يشكل تهديدا للاستقرار العالمي، وتهريب البنزين والاتجار بالبشر عبر شبكات دولية، هو شكل من أشكال عدم الاستقرار..
من باب العلم، فإن أول ما بدأت جبهة البوليساريو في تشييده منذ الإعلان عن مايسمى "الجمهورية" هي السجون ومراكز التحقيق، وذلك لتكميم أفواه كل المعارضين، وبعد ذلك بدأت في تهييء المقابر لدفن الجثت وقتلى الحرب مع المغرب، اجتماعيا، نسبة الهدر المدرسي مرتفعة في صفوف الأطفال، والحصول على شهادة البكالوريا، لايتعدى 1 في المائة، ولكم أن تتصوروا 99 في المائة لايتوفرون على شهادة الباكالوريا، أي أفق ينتظرهم في ظل انعدام شروط العيش الكريم، ومجال جغرافي ومناخي قاسي، لايبقى أمامهم إلا التطرف الاجتماعي من خلال ارتفاع معدل الجريمة والتعاطي للمخدرات أو التطرف الديني والالتحاق بعناصر داعش في الصومال أو شمال مالي، وهناك حالات لشباب صحراويين تم التغرير بهم من أجل القتال في بؤر التوتر، بل هناك بوادر لتنظيم ديني مقاتل من داخل المخيمات. وأنا متأكد أن جبهة البوليساريو تشكل بالنسبة للجماعات المقاتلة في جنوب الصحراء والساحل، عنصر تغذية للقتال في افريقيا، مما يشكل تهديدا للاستقرار العالمي، وتهريب البنزين والاتجار بالبشر عبر شبكات دولية، هو شكل من أشكال عدم الاستقرار..