الدروس الحسنية الرمضانية تعد إحدى أبرز التقاليد الدينية والثقافية في العالم الإسلامي والعربي، والتي تحمل دلالات عميقة تتجاوز البعد الديني إلى أفق أوسع يشمل الدبلوماسية الدينية والثقافية.. هذه الدروس التي يترأسها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، خلال شهر رمضان المبارك تستضيف نخبة من أهل العلم والفكر والثقافة من مختلف أنحاء العالم، مما يجعلها منصة للحوار والتبادل الفكري والديني، وهي مناسبة كذلك لإبراز غنى التراث الإسلامي وإحياء القيم الدينية السمحة؛ بحيث يتم خلالها تناول مواضيع متعددة ومتنوعة مثل القيم الإسلامية، الأخلاق، قضايا اسلامية معاصر، والتحديات الفكرية، مما يعزز الهوية الدينية والثقافية للمجتمعات المسلمة، علما ان الدروس الحسنية مشهورة ومعروفة باستضافتها علماء وفقهاء ومفكرين من جنسيات ومذاهب مختلفة، مما يساهم في تعزيز الحوار الثقافي والديني بين المغرب ودول العالم الإسلامي؛ بالإضافة إلى تعزيز الصورة الإيجابية للإسلام والمسلمين؛ ولهذا نعتبرها شخصيا وسيلة فعالة للدبلوماسية الناعمة؛ حيث يتم توظيف الدين كقوة لتقريب الشعوب وتعزيز القيم المشتركة، هذا النهج يتيح للمغرب لعب دور محوري في الساحة الدولية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، مثل قضايا التطرف والإرهاب و "الإسلاموفوبيا" وسوء الفهم بين الثقافات والتيارات والأيديولوجيات المختلفة .
ختاما، فهذه الدروس الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي والتي تلقى بحضرة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، هي ليست مجرد دروس دينية؛ بل هي نموذج يجمع بين العبادة، الثقافة، والدبلوماسية، مما يجعلها حدثًا فريدًا ذا أبعاد متعددة تخدم المملكة المغربية والإسلام والمسلمين بصفة عامة.
الصادق العثماني - أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية