الخميس 20 فبراير 2025
كتاب الرأي

يوسف غريب: عدت إلى مدرستي الوطنية

يوسف غريب: عدت إلى مدرستي الوطنية يوسف غريب
حين توصّلت بالدعوة.. لاحظت انها صادفت موعداً ثقافيّا كان مبرمجا قبل اسبوع ودون التفكير في حسم اختيار تفضيل إحداها على الأخرى.. هاتفت أحد أصدقائي للإعتذار ليفاجئني بهذا السؤال :
هل ما زلت اتحاديّاً…!؟ 
وتركته يسمع خطواتي تسارع درج مقر قلعة حزبي بشارع الحسن الثاني بأكادير مساء اليوم الأحد لحضور حفل استثنائي بطعم الإجيالية الممتدة عبر تاريخ هذا الحزب بالمدينة والجهة.. لكن بدف عائلي إنساني تقاسمنا فيها جميعاً كأس شاي بين شاب اتحادي يكاد عمره يساوي سنوات اعتقال اتحادي آخر قبّالته.. 
 اللقاء الذي كان انتباهاً ذكيّا من طرف المكتب الإقليمي لشبيبة الإتحادية.. كان أيضاً فرصة لصلة الرحم بيننا جميعا نحن أبناء هذه المدرسة والعائلة 
كان فرصة لي وانا اتأمل حيطان المقر الذي غادرته قبل 15سنة تقريبا بعد حملة متحكم فيها عن بعد بشعار تهمة العقوق.. طبعا الوالدين.. لأني صدحت أمام الكاتب الأول آنذاك سي محمد اليازغي خاتما بها مداخلتي قائلاً :
( على الإتحاد الإشتراكي ان يقتل أباه) وكان المقصود بها القطع مع الأبوية في أفق تشبيب القيادة 
عدت إلى القاعة كي أجد نفس النقاش ما زال.. وعلى وصايا ونصائح لشبيبة اليوم… دون أن ندرك ونحن على مشارف هذا العمر اننا لايمكن أن نعيش زمننا وزمن غيرنا.. 
دون أن نستوعب ان مياها كثيرة قد جرت تحت الجسور خلال 65 من عمر هذا الحزب وقعت فيها تحولات كبرى وقطائع ابستيمية بين الأجيال وسط انجرافات هذه العولمة المفترسة ومتسارعة الوتيرة، وهذه الثورة الإعلامية / التكنولوجية وهذه الديناميات الاجتماعية المتزايدة.. 
نعم هذا الإختلاف هو جوهر اتحادنا.. حتى حين نحتفل.. نختلف كي نلتقي أكثر وبنفس الرسالة منذ جيل الاستقلال الى جيل الطبقة العاملة والفلاحين الذين ساهموا في بناء الحزب، ثم الى الجيل المكافح الذي عمل على بناء الديمقراطية ودولة الحق والقانون إلى جيل الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي…
كنا جميعاً هذا المساء بمقر القلعة.. تبادلنا التحايا.. الذكريات.. واختلفنا في تقييم تجاربنا السابقة لكن الجرأة النضالية جعلتنا نقر بمسؤولية الجميع في هذا الترهل التنظيمي الذي يمربه الحزب بالمدينة والجهة عموما.. 
وكما يقول المثل الفرنسي 
سلاح النقد أقوى وأهم من نقد السلاح.. 
هي خلاصة هذا اللقاء الإجيالي بين الإتحاديات والإتحاديين كأرضية صلبة للعودة الجماعية إلى حماية ذاكرتنا الحزبية ودورنا المجتمعي كرسالة للأوفياء...
ومن جيل لجيل..
يوسف غريب، كاتب صحفي