ستة أسباب جعلتني أختار مطعم "دار زيان" بالأطلس المتوسط لأتناول الغذاء فيه يوم الأحد 9 فبراير 2025:
أولا: مطعم "دار زيان" يوجد في تراب البؤرة الثورية لقبائل زيان، وهي القبائل التي أنجبت أحد أشهر المغاربة الذين قاوموا المستعمر الفرنسي، ألا وهو المرحوم موحا وحمو الزياني الذي أرخ للمعركة الشهيرة "معركة لهري".
ووفاء لهذا المقاوم/المجاهد، أطلق المشرع على الجماعة التي يوجد فيها المطعم اسم "جماعة موحى وحمو الزياني"، التي تقع بين مدينة خنيفرة وجماعة إكلمام إزكزا.
ثانيا: منطقة "زيان" بالذات كانت من أولى المناطق التي زارها المغفور له محمد الخامس بعيد حصول المغرب رسميا على الاستقلال، إذ حل بها يوم 11 يوليوز 1956، ليردم الملك محمد الخامس الخطاب الاستعماري ردمة نهائيا، خاصة وأن هذا الخطاب الاستعماري كان يبني عقيدته على تقسيم المغرب بين عرب وبربر، من أبرز تجليات ذاك الخطاب التقسيمي: الظهير البربري و"كوليج أزرو" الذي أحدث آنذاك بهدف تكوين نخبة بربرية متيمة بالدولة الاستعمارية. وبالتالي كانت زيارة محمد الخامس لقبائل "زيان"، ذات حمولة قومية ركزت على التلاحم الوطني ووحدة الشعب المغربي.
ثالثا: في نفس الحوض الجغرافي، وتحديدا ببلدة أجدير( التي تبعد عن مطعم "دار زيان" بحوالي 12 كلم)، سيزور حفيد محمد الخامس، الملك محمد السادس، قبائل "زيان"، حيث ألقى بتاريخ 17 أكتوبر 2001، خطابه الهام حول إنصاف الثقافة الأمازيغية، وهو المعروف في الأدبيات السياسية ب"خطاب أجدير"، الذي أثمر ولادة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية..
![](https://anfaspress.com/manager/photos/shares/WhatsApp Image 2025-02-09 at 20.57.06.jpg)
رابعا: مطعم "دار زيان"، هو منطلق "المسار الأزرق" (le circuit bleu)، أحد أجمل المسارات الجبلية السياحية الطبيعية بالمغرب.
ويشمل هذا المسار: قلعة فزار ، طريق المقاومة، ضريح موحى وحمو، منابع أم الربيع وبحيرات: "إكلمام إزكزا"، "ويوان" و"تيكلمامين".
ويشمل هذا المسار: قلعة فزار ، طريق المقاومة، ضريح موحى وحمو، منابع أم الربيع وبحيرات: "إكلمام إزكزا"، "ويوان" و"تيكلمامين".
خامسا: المطعم يوجد في قلب مجال غابوي شاسع جدا، تمتد فيه غابات الأرز والبلوط الأخضر والصنوبر على امتداد 526.000 هكتار( أي ما يمثل 52 مرة مساحة مدينة الرباط). فضلا عن ذلك يوجد المطعم في مجال نباتي غني ومتنوع يضم 377 نوعا من النباتات من "دار زيان" إلى بلدة "إيتز"، مرورا بالمنتجع الجميل أروكو (Arrougou)، التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات".
سادسا: شخصيا وكلما صادفت مغربيا غامر برأسماله وخاطر باستثماراته ( مقهى، مطعم، فندق، مصنع، ورشة حدادة، شركة خدمات، مستودع تبريد، ورشة ميكانيك، عيادة ترويض، إلخ..)، أنتشي وأبتهج لحاجتنا الى سلالة من المغاربة الذين يركبون مخاطر الاستثمار المنتج للثروة ولليد العاملة، خاصة في منطقة لا تحظى بالعناية اللازمة من طرف السلطة المركزية لإنعاش واستغلال الموروث السياحي الجبلي الخلاب والمتنوع الذي يتميز به إقليم خنيفرة، وهو ما يمنحني الشرعية والمشروعية لارتياد المكان وكأنني مالكه!
بدليل أن فاطمة الزهراء والشاب ياسين( وهما من مستخدمي مطعم ورياض "دار زيان")، اندمجت معهما من أول وهلة وكأن علاقتنا تمتد لسنوات. وهو ماجعلني أميل لاختياراتهما لي بشأن وجبة الغذاء لهذا اليوم. فمن أصل أكثر من 20 أكلة، اقترحا علي تناول "طاجين لحم الماعز"، لسبب بسيط وهو أن الماعز تم شراؤه من جماعة "كهف النسور"( توجد في الطريق نحو أبي الجعد). علما أن جماعة "كهف النسور" تعد بمثابة "برازيل الأطلس المتوسط في لحم الماعز"، والذي لا يمكن للمرء مقاومة أكله، خاصة إذا كان محضرا بالبرقوق وحبات المشمش.
ملحوظة:
الصور التقطت بإذن من إدارة المطعم/الرياض.
ولكل غاية مفيدة، رفقته عنوان المطعم على "النيت":
الصور التقطت بإذن من إدارة المطعم/الرياض.
ولكل غاية مفيدة، رفقته عنوان المطعم على "النيت":
WWW.DARZAYANE.COM