نادرا ما تطرح أسئلة برلمانية حول موضوع معين، باستثناء إذا كان الموضوع ذو طبيعة وطنية، لكن أن يجتمع فريقا الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار مع مجموعة العدالة والتنمية، أي أغلبية ومعارضة، حول سؤال واحد يتعلق ببغاوات شفشاون، فإن الأمر يبدو ذو أهمية بمكان..
الواقعة التي لقيت اهتمام الرأي العام المحلي وجزء من الرأي العام الوطني من فئة زوار مدينة شفشاون، تعود لأيام خلت وتتعلق بحجز الوكالة الوطنية للمياه والغابات لببغاوات المصور حميد بنسعيد من ساحة وطاء الحمام الشهيرة بمدينة شفشاون، حيث تمت مصادرة هذه الطيور، بدعوى عدم قانونية تربيتها، وبأن مكانها الطبيعي خارج التجمعات السكنية.
طيور الببغاوات، كانت قبلة لزوار لمدينة شفشاون، لالتقاط الصور حتى باتت تشكل جزءا من الصورة الجمالية لساحة وطاء الحمام ومحجاً للزائرين الذين كانوا يلتقطون الصور رفقة هذه الطيور..
أسئلة البرلمانيين الثلاثة تمحورت حول الأسباب التي استدعت القيام بهذا الإجراء، في حق مواطن يروج سياحيا لهذه المدينة عن طريق هذه الببغاوات.
من جهته ندد الأستاذ نوفل البعمري، المحامي والناشط الحقوقي، بإجراء وكالة المياه والغابات، "التي تذكرت أن هذه الطيور ممنوع تربيتها!!! وأنه بعد تواجدها في نفس المكان وفي نفس الساحة لأزيد من 27 سنة أنه ممنوع تواجدها هناك فتم حجزها وإيداعها بإحدى الحدائق في الرباط!!"، حسب الحقوقي البعمري.
وأضاف البعمري، أن صاحب الطيور يؤكد أن له وثائق تثبت ملكتيه لها، لكن إدارة المياه والغابات التي أصرت، ودون إشعار، تقول أنه لا يحمل وثائق ملكية لهذه الطيور..!!
ووفق تصريح المتحدث، فإنه بالعودة للقانون 29.05 الذي ينظم تربية هذه الطيور فهو يؤكد على كونه لا يشمل الحالات السابقة على دخول هذا القانون حيز التنفيذ، أي أنه لا يُطبق على الحالات السابقة على سنة 2011، وأن الحالات المعنية بالحجز هي تلك التي تلت هذه السنة، والمصور حميد بن سعيد كانت طيوره تتواجد قبل هذه السنة بالساحة وكانت تزين الساحة قبل هذه السنة!!
وكان على إدارة المياه والغابات أن تجد وسيلة قانونية لتسوية وضعية هذه الطيور، خاصة وأنها كانت تشكل جزءا من الهوية البصرية والجمالية للمدينة، حتى باتت الساحة مقرونة بطيور حميد وباتت طيوره جزءاً جماليا من الساحة..
واعتبر نوفل البعمري، أن القرار فيه تعسف كبير تعرضت له الساحة وليس فقط حميد، فيه تعسف على رجل كان يعتبر تلك الطيور مثل أبنائه الذين لم يرزقهم الله بهم فعوضهم بهذه الطيور، القرار فيه انتقام من الطيور التي كما أكد حميد ستضرب عن الطعام كما صرح بذلك كلما غاب عنها ليوم أو يومين!!