قال تبون أثناء إحدى شطحاته الإعلامية المعتادة: "ترابنا مقدس، لأنه موروث عن الشهداء، ولذلك لن أقدم شبراً منه لإقامة قاعدة عسكرية أجنبية"... قال ذلك إشارةً إلى الأخبار التي توقّعت إنشاء قاعدة عسكرية من فيالق القوات والأسلحة والعتادات الروسية التي فرّ بها جيش فلاديمير بوتين من سوريا، عقب سقوط العرّاب الدموي بشار الأسد، وزاد تبون على ذلك فذلكاتٍ أخرى وهو مزهوّ بقفشاته حول قدسية الشهداء بالذات... والعالم من حوله يدرك أن الجزائر ونظامها العجوز المتهالك لا يملك ما يشكّل لديه مدعاةً للافتخار والاعتزاز والتقديس سوى شهداء التحرير، الذين سبق القول، في مقالات مرّت من هُنا، إنهم ليسوا كشهداء باقي العالم المتحرر، لأن شهداء الجزائر أخذوا معهم إلى القبور فحولتهم، وخصوبتهم ذكوراً وإناثاً، ولذلك ظلوا يتناسلون في خطابات الرؤساء، وعند عبد المجيد تبون بشكل خاص، ليتحول تعدادُهم من مليون شهيد، رحم الله عبد الناصر الذي أسّس لهذه الكذبة البرّاقة، إلى مليونين ونصف، عند بوتفليقة، ثم إلى خمسة ملايين وستمائة وثلاثين بالتمام والكمال عند السي عبد المجيد، الذي لم يجد أدنى حرج في الصعود بهم إلى واحد وثلاثين مليوناً لدى قوله في تصريح سابق: إن فرنسا وجدت في الجزائر عند دخولها إليها سنة 1830 أربعين مليون نسمة، ولكنها حين غادرتها سنة 1962 لم تترك فيها سوى تسعة ملايين... و"سير تضيم" قبل أن يُرفع القلم عن لعبة الضامة، التي قيل والله أعلم إن تبون كان مهووساً بها في إحدى فترات حياته الخالية!!
لا شك أنكم فطنتم، كما فطن هذا العبد الضعيف، إلى أن السي مجيدو قال قولته تلك، وهو يسعى إلى إسماعها للقادم الموشِكِ دخولُه إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، الذي يُخالج الرئيسَ تبونَ شعورٌ غريب بأنه لن يكتفي بدخول ذلك البيت، والإمساك بمفاتيح مكتبه البيضاوي، بل سيدخل في الآن ذاته إلى دهاليز الموراديا لينظفها، ولو عن بُعد، من أوساخ تراكمت فيها طوال السنوات الأربع الأخيرة، منذ صعود جو بايدن إلى سدة الحكم في بلاد العم سام، فيُُزيل تراب وغبار البوليساريو بإحدى يديه بعد الإلقاء به في خانة المنظمات الإرهابية، ويدفع باليد الأخرى باتجاه تصنيف الجزائر كدولة مارقة وراعية للإرهاب، في انتظار أن تغسل هي الأخرى يديها من شيء اسمه الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، وهو "الحق" الذي أريدَ به "باطل" طيلة نصف قرن من الزمن ويَزيد!!
العالم كله يعلم أن تبون، ومِن ورائه الرئيس الحقيقي لدولة العجزة، غير السعيد شنقريحة، لا ولن يجدا أي حرج في فتح حدود الجزائر والتبرع بترابها لإقامة قاعدة عسكرية روسية تحديداً، بدليلٍ ملموسٍ وقف عليه العالم قاطبة، خلال آخر زيارة قام بها السي مجيدو لِمُوسْكُوفا، والتي أتحف فيها كل الأسماع وهو يكيل الثناءَ كلَّه للرئيس بوتين، ويصفه "بالصديق المحبوب عند الجميع"، ثم وهو يتوسل إليه أن ينصّب نفسه حامياً لاستقلال الجزائر واستقرارها وأمنها... فيا لها من لحظات فائقة الخزي والتردّي والمهانة!!
فكيف يتبجح تبون اليوم بادعاء رفضه استقبال أي قاعدة عسكرية فوق تراب الشهداء، وهو الذي ترتعد فرائسه بمجرد استحضاره فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، ويضع على لسانه قطعاً من الرصاص الثقيل حتى لا ينزلق كعادته، وحتى لا يبوح إلاً بما يُرضي سيد البيت الأبيض!!
بيد أن هناك تسريبات أخيرة تؤكد أن دخول القوات الروسية، العائدة من سوريا الأسد إلى الأراضي الليبية، ليس سوى ترتيبٍ مؤقت، في انتظار أن تنتهي ترتيبات موالية لنقلها إلى التراب الجزائري، لأن هذا بالذات هو الذي يتلاءم مع واقع الحال، ولكن اللسان الملتوي من فرط السُّكر والعربدة والخوف لا يُطيق الإفصاح عن ذلك إلى أن يصير أمراً واقعاً يستحيل بعد ذلك تكذيبه أو إخفاؤه، وهذا هو الذي سيقع فعلاً، وبكل تأكيد، لأن كابرانات الموراديا لن يهدأ لهم بال ولن يأمنوا شر الرئيس الأمريكي، العائد بِجَلَبَتِه وصَخَبِه المعهودين، إلا بعد أن تستقر قوات بوتين الآنف ذكرها بالتراب الجزائري، وعند ذلك فقط، ربما يستطيع السي مجيدو أن يمارس عادته الحبيبة إلى قلبه، ألا وهي "التقليز"، بتوجيه أصبع يده الوسطى إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من وراء ظهر بوتين، ومن تحت جُبّته، ثم الاكتفاء بعد ذلك بالتفرج على مستقبل الجدلية الروسية الأمريكية، التي لن تنتهي إلا إلى توزيعٍ مُتوافَقٍ عليه لمصالح الدولتين العُظميَيْن بالمنطقة، وبذلك ربما، أقول "ربما"، يمكن أن يسلم تبون وشنقريحة ومَن معهما ومَن يُوَاليهما من لكمات رجل أمريكي من الوزن الثقيل مثل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب... عجبي!!!
لا شك أنكم فطنتم، كما فطن هذا العبد الضعيف، إلى أن السي مجيدو قال قولته تلك، وهو يسعى إلى إسماعها للقادم الموشِكِ دخولُه إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، الذي يُخالج الرئيسَ تبونَ شعورٌ غريب بأنه لن يكتفي بدخول ذلك البيت، والإمساك بمفاتيح مكتبه البيضاوي، بل سيدخل في الآن ذاته إلى دهاليز الموراديا لينظفها، ولو عن بُعد، من أوساخ تراكمت فيها طوال السنوات الأربع الأخيرة، منذ صعود جو بايدن إلى سدة الحكم في بلاد العم سام، فيُُزيل تراب وغبار البوليساريو بإحدى يديه بعد الإلقاء به في خانة المنظمات الإرهابية، ويدفع باليد الأخرى باتجاه تصنيف الجزائر كدولة مارقة وراعية للإرهاب، في انتظار أن تغسل هي الأخرى يديها من شيء اسمه الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، وهو "الحق" الذي أريدَ به "باطل" طيلة نصف قرن من الزمن ويَزيد!!
العالم كله يعلم أن تبون، ومِن ورائه الرئيس الحقيقي لدولة العجزة، غير السعيد شنقريحة، لا ولن يجدا أي حرج في فتح حدود الجزائر والتبرع بترابها لإقامة قاعدة عسكرية روسية تحديداً، بدليلٍ ملموسٍ وقف عليه العالم قاطبة، خلال آخر زيارة قام بها السي مجيدو لِمُوسْكُوفا، والتي أتحف فيها كل الأسماع وهو يكيل الثناءَ كلَّه للرئيس بوتين، ويصفه "بالصديق المحبوب عند الجميع"، ثم وهو يتوسل إليه أن ينصّب نفسه حامياً لاستقلال الجزائر واستقرارها وأمنها... فيا لها من لحظات فائقة الخزي والتردّي والمهانة!!
فكيف يتبجح تبون اليوم بادعاء رفضه استقبال أي قاعدة عسكرية فوق تراب الشهداء، وهو الذي ترتعد فرائسه بمجرد استحضاره فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، ويضع على لسانه قطعاً من الرصاص الثقيل حتى لا ينزلق كعادته، وحتى لا يبوح إلاً بما يُرضي سيد البيت الأبيض!!
بيد أن هناك تسريبات أخيرة تؤكد أن دخول القوات الروسية، العائدة من سوريا الأسد إلى الأراضي الليبية، ليس سوى ترتيبٍ مؤقت، في انتظار أن تنتهي ترتيبات موالية لنقلها إلى التراب الجزائري، لأن هذا بالذات هو الذي يتلاءم مع واقع الحال، ولكن اللسان الملتوي من فرط السُّكر والعربدة والخوف لا يُطيق الإفصاح عن ذلك إلى أن يصير أمراً واقعاً يستحيل بعد ذلك تكذيبه أو إخفاؤه، وهذا هو الذي سيقع فعلاً، وبكل تأكيد، لأن كابرانات الموراديا لن يهدأ لهم بال ولن يأمنوا شر الرئيس الأمريكي، العائد بِجَلَبَتِه وصَخَبِه المعهودين، إلا بعد أن تستقر قوات بوتين الآنف ذكرها بالتراب الجزائري، وعند ذلك فقط، ربما يستطيع السي مجيدو أن يمارس عادته الحبيبة إلى قلبه، ألا وهي "التقليز"، بتوجيه أصبع يده الوسطى إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من وراء ظهر بوتين، ومن تحت جُبّته، ثم الاكتفاء بعد ذلك بالتفرج على مستقبل الجدلية الروسية الأمريكية، التي لن تنتهي إلا إلى توزيعٍ مُتوافَقٍ عليه لمصالح الدولتين العُظميَيْن بالمنطقة، وبذلك ربما، أقول "ربما"، يمكن أن يسلم تبون وشنقريحة ومَن معهما ومَن يُوَاليهما من لكمات رجل أمريكي من الوزن الثقيل مثل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب... عجبي!!!
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي.