حادث تحطم طائرة ركاب أثناء هبوطها في كوريا الجنوبية، والذي خلف في حصيلة مؤقتة 177 شخصاً، ليس أول حادث، ولن يكون الأخير. وتظل أكبر خسارة في الأرواح على متن طائرة واحدة هي 520 حالة وفاة في حادث رحلة الخطوط الجوية اليابانية عام 1985، وأكبر خسارة في الأرواح في طائرات متعددة في حادث واحد هي 583 حالة وفاة في طائرتا بوينغ 747 اللتين اصطدمتا في 1977 كارثة مطار تينيريفي..
بعيداً عن هذه المآسي، فهناك أسباب شائعة لحوادث الطائرات، لكن من المهم هنا التأكيد على أن عوامل الأمان في الطائرات أكبر بكثير مقارنة بوسائل التنقل الأخرى، فاحتمال وقوع حادثة طيران أقل من احتمالات حوادث السيارات بنحو 200 مرة.
وتبلغ احتمالات تحطم الطائرة حوالي 1 إلى 5.4 مليون، بل إن دراسات تضع النسبة 1 في 11 مليوناً.
فوفقاً لدراسة أجرتها شركة “بوينغ”، حوالي 20% من حوادث الطائرات التجارية تقع نتيجة عطل ميكانيكي، وتُعد هذه النسبة المئوية تطوراً ممتازا مقارنة مع بدايات إقلاع الطائرات قبل عقود، حين كان العطل الميكانيكي يتسبب فيما يقرب من 80% من حوادث التحطم. ويعود الفضل في انخفاض تلك النسبة إلى التطور الذي طرأ على هندسة الطيران.
أما بالنسبة للعامل البشري في حوادث الطائرات، فتختلف الأرقام والإحصاءات، لكن الخبراء يتفقون على أن الخطأ البشري هو السبب الأكبر لحوادث الطائرات. إذ أجرى موقع “بلين كراش إنفو”، دراسة حول أكثر من ألف حادث طيران مميت في جميع أنحاء العالم خلال الفترة من 1950 إلى 2010، وتبين أن خطأ الطيار كان أحد الأسباب في أكثر من 53% من الحوادث خلال تلك الفترة، وبالتالي يحتل الطيارون الترتيب الأول في كثير من الأحيان.
وترتفع تلك النسبة إذا تمت إضافة أخطاء باقي العناصر البشرية المحتملة، مثل أخطاء مهندسي أو فنيي ميكانيك الطائرة ومراقبي الحركة الجوية. وقدرت شركة “بوينغ” أن الأخطاء البشرية يمكن أن تكون عاملاً مشتركاً في حوالي 80% من حوادث الطائرات، كما يمكن للخطأ البشري أن يؤثر سلباً ويزيد من تفاقم الوضع، جنباً إلى جنب مع الأسباب الأخرى الرئيسية التي تسبب تحطم الطائرة.
كما يُعتبر الطقس أحد الأسباب، إذ ساهم في حوالي 23% من حوادث الطائرات، ويؤكد خبراء السلامة الجوية أن العواصف الرعدية تمثل خطورة بشكل خاص على الطائرات، وأن التحليق مباشرة عبر عاصفة رعدية يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، بينما يمكن للطائرة الصمود أمام البرق.
وعلى الرغم من إلغاء معظم شركات الطيران رحلاتها عشية أي إعصار، فإنه من الشائع نسبياً أن تسمح بانطلاق رحلاتها الجوية خلال عاصفة رعدية أو هطول الأمطار، حيث إن هذه التغيرات المناخية تحدث يومياً في جميع أنحاء العالم، والطيارون يتدربون على كيفية المرور خلالها، بل إنهم يؤدون عملهم بشكل جيد بنسبة 99%.
ولعالمنا العربي نصيبه من حوادث الطائرات، ففي 25 دجنبر 1976، تحطمت طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران” كانت في طريقها من مطار القاهرة الدولي إلى بانكوك، ومات جميع ركاب الطائرة وعددهم 52، إضافة إلى 19 شخصاً آخرين كانوا على الأرض في موقع تحطم الطائرة.
وفي عام 1979، وبالتحديد يوم 19 غشت، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية كانت في طريقها من مطار الرياض القديم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وشبت النيران في مخزن الأمتعة بالطائرة؛ مما أدى لوفاة ركابها وعددهم 301، لتسجل كأكبر حادثة طيران في التاريخ من حيث عدد الوفيات بسبب الحريق.