الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

أحمد فردوس: بركة “باخوس” تحمي حجاج الوليّ الصّالح “سِيدِي كَارْفُورْ” بمدينة اليوسفية

أحمد فردوس: بركة “باخوس” تحمي حجاج الوليّ الصّالح “سِيدِي كَارْفُورْ” بمدينة اليوسفية أحمد فردوس
جاء في ديباجة مشروع مسودة بيان "حِزْبْ شَارِبَانْ" أطلعت عليها جريدة “أنفاس بريس” بأن الدستور المغربي "يكفل جميع الحقوق والواجبات، وأن المواطنين سواسية أمام القانون والحرص على تنفيذه دون المس بحقوقهم وواجباتهم"

وانطلاقا من هذه القاعدة القانونية أكد بيان الحزب على أن الموقف الخجول والباهت لإدارة سوق “كارفور” المحدث بمدينة اليوسفية الفوسفاطية، من مسألة “بيع الخمور” هو موقف يفضح مفهوم الحداثة المفترى عليها، والتبجح بالديمقراطية، ويسقط قناع الدفاع عن حقوق الإنسان بمفهومها الكوني، من خلال عدم تحقيق مطالب “حِزْبْ شَارِبَانْ” من مقتنياته ذات الصلة بالمشروبات الكحولية، أكانت نبيذا أم جعة وويسكي وفودكا وغيرها.

وتساءل البيان بالقول: “لماذا تم حرمان جماهير حِزْبْ شَارِبَانْ من حقوقهم المشروعة في التبضع من السوق التجاري كارفور، في غياب محلات تجارية مرخص لها لبيع الخمور محليا وإقليميا؟ وهل المدينة تنقصها المواد الاستهلاكية والمحلات التجارية والأسواق الأسبوعية التي توفر كل شيء باستثناء المشروبات الكحولية؟

في سياق متصل استغرب بيان "حِزْبْ شَارِبَانْ" للحظة افتتاح سوق كارفور يوم الخميس 26 دجنبر 2024، حيث تحول شارع بن جرير بمدينة اليوسفية إلى "مَوْسِمِ حَجٍّ" لأغلب الفضوليين من المنتسبين لـ "حزب حَازِقَانْ".

واندهش بيان حزب "السْكَايْرِيَّةْ" لجحافل المواطنات والمواطنين الذين توافدوا طيلة اليوم على السوق التجاري بسياراتهم ودراجاتهم النارية، ومنهم من فضل المشي على الأقدام من الأحياء الهامشية وكأنهم يتجهون في موكب حجيج للتبرك والقيام بطقوس الزيارة للولي الصالح "سِيدِي كَارْفُورْ".

واعتبر بيان الحزب الذي اطلعت على مشروع مسودته جريدة "أنفاس بريس" أن هناك أياد خفية تتلاعب بحقوق المنتسبين إليه والناصرين والعاطفين إلى جانب أعضائه الفاعلين، ولا يهمها سوى عناية ورعاية مصالح جهات انتهازية بالمدينة وبمحيطها الجغرافي، والتي تستفيد من عدم تقنين بيع الخمور والمشروبات الكحولية بمختلف أنواعها وأصنافها.

وطالب في بيانه الناري حزب "السْكَايْرِيَةْ" الذي يضخ في ميزانية الحكومة ملايير الدراهم سنويا، ويساهم في الدورة الاقتصادية والاجتماعية، بأن تتحمل الجهات الوصية مسؤولياتها على مستوى ما يقع من خلال حرب الطرقات بين جماعة أولاد عمران ومدينة اليوسفية. أو على الطريق المؤدية من اليوسفية صوب مراكش أو أسفي من أجل اقتناء المشروبات الكحولية هربا من الغلاء الفاحش ورداءة الخمور بكل أنواعها.

ولم يفت بيان نفس الحزب الذي حُرِمَ من حقوقه وتم اغتصابها، أن يطالب بضرورة منح رخص بيع الخمور لمحلات تجارية مختصة، وتشجيع الاستثمار في هذا الجانب، وفتح حانات جديدة تستوفي كل الشروط القانونية والمعمارية والهندسية والجمالية لضمان كرامة جماهير "حِزْبْ شَارِبَانْ" المهضوم الحقوق رغم اعتراف الجميع بما يقدمه "السْكَايْرِيَةْ" من سيولة مالية لفائدة ميزانية الحكومة.

وفي نفس السياق استغرب بيان الحزب، لتصريح أحد المسؤولين الإداريين المشرف على إدارة "الولي الصالح سيدي كارفور" حيث صرح بقوله "أنه لا علم له بقرار إحداث جناح خاص ببيع المشروبات الكحولية" وأضاف ملمّحا بأن "القادم أجمل" لتلبية مطالب "حِزْبْ شَارِبَانْ" في إشارة إلى ترسيم قرار بيع المشروبات الكحولية في الأيام القادمة من طرف الإدارة المركزية لـ “كارفور” . وأوضح قائلا: “نحن نطبق القرارات المركزية” دون أن يغفل الإشارة إلى حدث يوم الافتتاح المرتبط باحتجاج أحد الأشخاص ومطالبته للناس بمقاطعة شراء بضائع هذا السوق التجاري.

وندد بيان “حِزْبْ شَارِبَانْ” واستنكر سلوك من “قطر بهم السقف النضالي والتضامني”، المتمثل في الاحتجاج يوم افتتاح “الولي الصالح سيدي كارفور” والمطالبة بمقاطعة شراء بضائع كارفور، بحثا عن “مْدَاوِيخْ” جدد بعد أن انفض من حولهم القوم. وفق وصف البيان

وخاطب “حزب السْكَايْرِيَةْ” في بيانه، من أسماهم بـ “واضعي أقنعة الورع والتقوى”، وذكرهم بأن اليوسفية كانت تسمى “باريس الصغيرة” وعرفت ثقافة الخمور وطقوسها منذ عدة عقود طويلة، ولها تاريخ مشرق في التسامح والعيش المشترك مع الآخر/الأجنبي قبل أن يعرف البعض عظمة “باخوس” إله الخمر الذي كان يحرس ببركاته مناجم الفوسفاط.

ونبه البيان إلى أن الحزب يتداول خلال اجتماعاته المفتوحة في اتخاذ قرارات مصيرية للدفاع والترافع عن مطالبه وحقوقه المشروعة، واختيار الصيغ النضالية بما فيها الوقفات الاحتجاجية وتقديم العرائض، مشددا على ضرورة تلبية مطالب مناضليه “السْكَايْرِيَّةْ” بعيدا عن ما أسماه بالحكرة والإقصاء من الاستفادة من خدمات الولي الصالح “سِيدِي كَارْفُورْ” نفعها الله وإياكم ببركاته.