الأربعاء 5 فبراير 2025
كتاب الرأي

خالد أخازي: نزار بركة الذي فقد بركة "من أين لك هذا..؟".. واحتفظ ب" المغرب لنا لا لغيرنا.."

خالد أخازي: نزار بركة الذي فقد بركة "من أين لك هذا..؟".. واحتفظ ب" المغرب لنا لا لغيرنا.." خالد أخازي
بعض الوزراء والقادة السياسيين يصمتون طويلا...
خلاف الذين يتحدثون في كل شيء وعن أي شيء...
خلاف... " الكوارث اللغوية" الذين حباهم الله ب" سنطيحة" قاسحة...
هم نوع خاص من الخاصة...
"ثقال"... شادين لسانهم....
لأنهم يعرفون أنهم " ما عندهم  لا زهر بنكيران، ولا قبة وهبي، ولا وسامة المهدي، ولا بوليصة تأمين فورفي، على جميع الحوادث...
لكن بعض الساسة والوزراء يختفون عن الأنظار طويلا ولا نسمع لهم لا حسا ولا هسا...
حتر نشتاق لهم...
بل ننسى وجوهم...
قد يشيخون في الحكومة، تبيض شعورهم أو يصابون بالصلع أو هزال السكري، ثم يظهرون فجأة..
فنسأل من هؤلاء...
بعضهم... تبدو عليه نعمة الكرسي..
ينبت له الشعر...
يسود بياض شعره الذي ابيض بمعاول الزمن أو الإخوة أو الرفاق...
بعضهم يسوي " دركومو" فتختفي الأسنان المتطلعة... بعيدا عن شفتيه...
يسويها... ليخفي أثر الفقر القديم...
فعلا... يتغيرون...
كالنجوم... والممثلات...
حين نسخر من صورهم القديمة
زمن النية... والقهرة...
بعضهم ما إن يذق نعمة الوزارة...
حتى يكتشف أن زوجته " خايبة"... مقارنة بالكاتبة والمدلكة...
وهذا حال حتى بعض الرفاق...
ما علينا... ليس هذا موضوعنا...
المهم هو هؤلاء الذين فجأة يخرجون ليتحدثوا... بعدما نسينا أنهم وزراء...
يصمتون... عملا بالحكمة التي تقول " الصمت من ذهب" لمن لا سند له ولا غلبْ... لمن تعوزه فراسة تقفي الأسرار في لون الجوارب مهارة العفط بالصياح والتحياح...
عفوا...
بعض هؤلاء... والله مساكين...
يقولون كلاما في لقاءات مملة تليق لأي زمن... ولأي كوكب...
فاسمعوا يا مغاربة...!
ماذا قال نزار... الشريف عم مول المزار...و قريب سيدة الإعصار ومهندسة المنطقة الوسطى بين أبي العلاء وأبي الغلاء...
 تقول المصادر حرفيا: "أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة، أن نموذج الحكامة المغربي يقوم على رؤية بعيدة المدى، مدعومة بدستور يعزز استمرارية السياسات العمومية بغض النظر عن تعاقب الحكومات"...
واو... كلام جميل... لا يفتح بئرا في دوار ناءٍ
كلام جميل لا يفتح طريقا مسلكيا نحو دوار  في عمق تارودانت مازال يبحث عن طريقة للتخلص من الردم والركام...
كلام راق، لكن لا يمطر له السحاب رأفة بالعطشى...
 لنعرف السياق والمناسبة... فكل حديث تأصيل..
فالمناسبات الرسمية شرط بعض الوزاراء لممارسة الاستغباء... وتعريهم... بل تفضحهم من حيث لا يعلمون....
المناسبة يا سادة هي مداخلة وزيرنا الشريف نفعنا له ببركة جده وبركة التعادلية والنقد الذاتي... 
مداخلة...خلال جلسة نقاش نظمت في إطار الدورة الـ 13 للمؤتمر الدولي السنوي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد “حوارات أطلسية”...
تعابير الشريف... جميلة براقة... 
تليق لأي دولة... يهيم سياسيوها بالعفيط اللغوي... ولوك المصطلحات...
حكامة... شفافية... مخطط... استراتيجية.... رؤية.... مدخلات... مخرجات... النزاهة... التنمية...
وزيد كل المصطلحات حتى ديال مدرسة الريادة بلا ريادة... والرقمنة ومقاربة النوع... وكل الكلام الجميل... 
لنربط قوله بأثره سياسته كوزير للتجهيز والماء وحكامته وانتظارات الشعب...
فزمنه التدبيري لسوء حظه .. زمن العطش... ومسيرات العطش...
لصقوها ف " السما" ... كيف العادة  وتهناو...
عفاك ..لا تقل لي الجفاف...!فالحكامة تدبير وتوقع واستباق وتخطيط...
في زمن الوزير مول المزار ... انقطع الماء وأغلقت الحمامات وعطش الناس والبهيمة...
كرروا معي جملته الجميلة التي تليق لكل مداخلة حكومية...
أسأله أنا فقط عن أثر حكامته في تدبير الماء... والتجهيز لا التخرميز... والتنباز... 
راك ما سهلش... ما فعلته في ولادة اللجنة التنفيذية ضربة معلم...
وتعيين رئيس مجلس النواب ضربة معلم...
وخاف كتبان درويش ما ونوضش دجاجة على بيضتها... راك بخبيزتك
أسألك فقط عن هذه الحكامة المظلومة التي من كثرة استعمالهما كرهناها... طلعات لينا ف ...
قل لنا ماذا فعلن لفك فك العزلة عن آلاف الدواوير ضحايا الزلزال على الأقل...والنهوض بالقطاع الطرقي خارج أجندة كأس العالم...
 تحدثت يا رجل الثلج... صاحب المقام والسنام عن "جهود المملكة من أجل إدماج السياسات العمومية على المستوى المحلي، وذلك على الخصوص بفضل الجهوية المتقدمة التي تتيح التنزيل المجالي للمشاريع."
بالله عليكم...  هذا التنزيل المحلي الذي يتحدث عنه ... والله لا يوجد إلا في خياله... هل يتحدث عن دولة أخرى...؟
حال ضحايا زلزال الحوز وتارودانت يرد عليه ردا... ويدحض قوله....
تحدث عن أثار الجهوية المتقدمة...
بلا ما نتكلم أنا... شوف آش قالت لالة زينب العدوي....عن الجهوية المتقدمة في التقرير الصادم...
الوضع الاجتماعي المقلق للمغاربة يا صاحب" من أين لك هذا" مؤلم... وأنت تتحدث كأنك وزير في مملكة فلندا... 
ربما نسيت شعار من أين لك هذا وأنت تساهم مع الأغلبية في الصمت عن قتل مشروع" من أين لك هذا" بسحب قانون الإثراء غير المشروع، واكتفيت ب" المغرب لنا... لا لغيرنا..."...
"لنا" هذه كبرت واتسعت....
وغيركم.... نحن الشعب الذين مازلنا نسأل أين الثروة...
وغيركم... نحن الذين لم نعد قادرين على الاستشفاء إلا تسولا...
وغيركم... نحن الذين قهرتنا برامج دعم للسكن التي في ظاهرها رحمة وفي باطنها ريع ونقمة 
غيركم... نحن الذين يموت أبناؤنا في البحر بحثا عن أمل مزيف...
غيركم... نحن... من نختفي ببطء بين مخالب الشجع والنهم والقهر...
ومعنا.... نساء الضيعات المقهورات...
ومعنا نساء الأرصفة العفنة... حيث الجسد مقابل العيش تجارة... نساء مسلوبات الكرامة.
معنا... عمال...وعاملات في مصانع القهر... تصنع الطائرات والعجب... يتم بيعهم لشركات المناولة كالقطعان... بلا أفق ولا أمان 
معنا... جيل جديد من ضحايا الاتجار بالبشر باسم القانون... في مصانع تمتص الدماء وترحل بالأموال وراء البحر..
معنا كل عمال وعاملات شركات ومصانع تمنح كل القهر إلا الاستقرار والرقي...
معنا... كل الشعب... الذي فقد طعم القفة... الشعب الذي حكامته في أسعار اللحوم...
ومعنا كل المعذبين العابدين الصابرين...
وكل السكارى الحالمين للوجع مؤجلين...
معنا... كل ضحايا أقراص الهلوسة، وهو يبحثون في جلد الذات عن الملاذ...
معنا... كل الرجال والنساء الذين تركوا لكم الوطن واحتموا بالصمت والفراغ...
حتى المجانين... والمهابيل...
حتى العقول والأقلام التي اختارت كريستال الخليج بدل كؤوس الشاي من الزجاج المدور... 
معنا... حتى أهل السافل الذين قسوا علينا بغواية الرفاهية وقيم الشرفات... فصعدوا بمال الشعب باسم الشعب...
فالجاه غواية... جامحة حاكمة...
لا يسلم منها عابد ولا مناضل ...
والزعامة لعنة... فتنة.. تفرق ما لا يفرق...
يتقاتل عليها الأشقاء ذبحا ونحرا...
يا نزار... كن معنا... 
فالمغرب لنا جميعا...
قم بالنقد الذاتي..
رحم الله علال الفاسي...
ولا تسمح لهم بتحويل حزب عتيد إلى مزمار في موسم سيدي غنام...
تذكر" من أين  لك هكذا...؟"
كنتم السباقين... زمن المهرولين 
فلا تكونوا أول الناكثين بالعهود التاريخية...
نعم...بعض الوزراء والقادة السياسيين يصمتون طويلاً...
بل إن بعضهم يختفي عن الأنظار لفترات طويلة، ولا نسمع لهم لا حسا ولا هسا...
 ثم فجأة، يخرجون ليتحدثوا...
فقط..ليقولوا كلاما من تغريبة...
كلامًا يليق لأى زمن... لكن بلا ذخيرة...