هل صدق وهبي حين اعتبر العفو الملكي ليس بحصانة...؟
هل صدق مع نفسه على الأقل ليفجر جدلا جديدا...؟
فكثيرا ما حذرت هذا الرجل المتحمس من حماسة زائدة مورطة ونبهته إلى أن خطاب المسؤول السياسي والحكومي يحتاج إلى مسودات ذهنية تخفف صدمة التعابير الشعبوية...؟
للأسف المقاربة القانونية في تدبير الخلافات السياسية وحتى في وجهات النظر قد لا تحقق المبتغى في تصريف منظومة قيم توازي بين الحرية والمسؤولية... وبين حرية انتقاد شخصية عمومية في مجمل سلوكها الإنساني وعلاقته بالمسؤولية التنفيذية...أو السياسية
بالنسبة لي... تعلمت من الصحافة الدولية الحكيمة أن الإعلام ليس " براحا" ولا مجرد أداة للخبر، وهو علاة على صانع رأي عام، قوة ضاغطة وسلطة تسهم ضمن باقي السلط في صناعة القرار السياسي وتعديله
فالنبش في التاريخ الشخصي مثلا للنخب السياسية في أمريكا جزء من عملية التأثير على قرارات الكونغرس...واخيار المسؤولين...
قد تتهرب من الخدمة العسكرية... فتحرم من منصب حكومي...
قد تكون لك علاقة جنسية عابرة في الجامعة فتتبعك أينما حللت
قد تكون لك مخالفات مرورية فتدينك وتسقط عنك المصداقية
قد ينبش الصحافيون في حياة المقربين لك بحثا عن مصائب ما... فيسقط الترشيح...
في تولي المناصب الحكومية... للصحافة والمعارضة الحق في النبش في الحياة الخاصة متى كانت لها علاقة بالقيم والمسؤولية والقانون...
لهذا في الديمقراطية... من يخاف من النبش في حياته الخاصة لا يطلب موقع مسؤولية عامة...
فالمشروعية القيمية تأتي قبل المشروعية السياسية...
وفي عهد الراحل الحسن الثاني كان الأجهزة الاستخباراتية تزكي كل مرشح لمسؤولية سامية، بالبحث في مروءته وما من شأنه أن يستغل من لدن الخصوم....
لهذا السيرة الذاتية القيمية تربط الخاص بالعام...
لهذا على السياسي الذي يتحمل حقيبة تتفيذية أن يعي أن ما هو شخصي وما هو عام بينهما مسافة ضيقة جدا حين تتعلق الأمر بالتدبير العام... وبسمعة البلد... وبالتحصين ضد الابتزاز بل حتى ضد الاستغلال الدولي...
في أمريكا مثلا... في الصراع الانتخابي الرئاسي واقتراح التعيينات للمصادقة... يتم النبش على كل شيء... في العلاقات الغرامية... البحث عن ضحايا... عن جنح... عن سهرة ماجنة... عن علاقات دولية مشبوهة...
طبعا... دون تلفيق ولا كذب ولا صناعة فضيحة...
نعم يا حامل أختتام المملكة...
العفو الملكي حصانة... وحصانة من لا حصانة له..
حصانة ضد القسوة غير المتناسبة مع الجرم... والخطأ..
حصانة ضد الاختلالات التي تنجم عن تطبيق القانون لا فقه القانون
حصانة ضد العنف الشرعي...
حصانة ضد التغول... والتحكم...
حصانة ضد الانتقام بآليات قانونية وإن كانت سليمة... فأحيانا العدالة تكون منسجمة مع الضمير المهني والجوهر القضائي بلا شطط ولكنها لا تحقق العدل... تتحقق العدالة لا العدل... وشتان بينهما...
تذكر لمَ لباس المحامين أسود...
سواد... شهادة على تنفيذ حكم إعدام... في حق مدان ظهرت براءته فيما بعد...
ككل مهنة الأخطاء واردة دون سوء نية...
لأن العدل لا يختصر في العدالة بمفهومهل التقني ...
العدل أوسع كبر من النصوص والقوانين والترافع والمرجعيات...
العدل نتاج تبصر قضائي و" سند رباني " لا أورتوكسية قضائية تلزم نفسها بالنص لا غير دون الحدس وترجيح كفة مقاصد القانون...
العفو الملكي رحمة... وحصانة ضد اليأس رغما عن أنفك...
والرحمة صون للكرامة... وبداية جديدة...
العفو الملكي حصانة للأفراد والمجتمع من عماء النصوص والمساطر...
العفو الملكي.. طوبى لنا لنظامنا السياسي به...حصانة ضد الاختلالات ولو طبقا للقانون...
العفو الملكي فرصة ثانية للأمل... تحول ممكن في المصائر...
حصانة ضد الجريمة حين يمنح حتى المجرم حق بداية جديدة...
العفو أفق يتوق إليه كل سجين فجر كل مناسبة...
فهو حصانة ضد اليأس.. ضد تحجر القلوب وعماء البصائر، وطغيان السلط الخفية...
هو حصانة... أصيلة لا مكتسبة ارتبطت بالرحمة قبل النص..
العفو الملكي... حصانة ضد احتمال استغلال القانون في معارك باسم القانون وطبقا للقانون...
ويعيش بينا ألاف من الذين عانقوا الحرية برحمة العفو...
وعاد لبيوتهم وذويهم وحياتهم العادية...
ومنهم من يشغل مناصب مهمة في الدولة والمؤسسات والنسيج المجتمعي...
آلاف بنوا مع الدولة المغرب الجديد... العفو عليهم هو من مكنك من الوصول للحكم...
فمنهم من يخدم وطنه من موقع الداعية والسياسي والنقابي والمثقف لأن الملك حصن القلوب اليائسة بالعفو فزرع الأمل...وجفف ينابيع الضياع...فتلاشت الأحقاد التاريخية...
العفو لا يعني بالضرورة خللا قضائيا... ولا ظلما وقع...
فقد يكون الحكم متماسكا قانونيا ولكن تنقصه بصيرة وحكمة الملك...
فلا تلعب يا حامل أختام المملكة في المياه العكرة...
ولا تؤلب قلوب القضاة ضد من عانوا حرقة السجن ومازالوا يدفعون ببراءتهم... لأنك لم تقض ليلة واحدة في زنزانة قصية...
ولا تؤلب المجتمع ضد كل تدوينة زلة...
فالمحاكم... ل فيها يكفيها..ظ
لهذا خفف من حدة غضبك..
يبدو أن العفو الملكي أوجعك....
يبدو أنه صدمك...هزك هزا حتى فقدت بوصلة الخطاب السياسي...
نعم... العفو الملكي حصانة.... لمن لا حصانة له...
فهو رحمة تصنع الأمل... وتصالح المجتمع والمدانين...
تحصن النفوس ضد الضياع...
والأسر ضد التفكك والانحلال...
العفو أعطى للمجتمع أمثال من كان في ديوانك عبد الوهاب رفيقي... فتحول صانعا للأمل...بعد رحلة ضياع...
ماذا كان سيتفيد المغرب لو بقي الشيخ الفيزازي مثلا في السجن...؟
ألم يغدو سياسيون معتقلون اليوم صمام الأمان لديمقراطيتنا...؟
مع من أسسنا العدالة الانتقالية...؟
العفو الملكي أكبر منك ومن ظاهرتك الصوتية...
فهو عفو صانع للأمل...ومحصن للحقوق الضائعة ظ. وقد يكون اسئناف على استناف...
فعلى كل حال... فالاحكام تصدر باسم الملك وطبقا للقانون، ومنطقيا من يصدر الحكم باسمه له حق في مراجعته وإلغائه، والملك قد يلغي بالعفو ما لا يلغى بالمحاكم...
العفو الملكي رسالات لها دلالة...
هذا نقاش فقهي دستوري قد يوجع رأسك...
للأسف من راهن عليك في معادلة المجال الشعبوي ضد شعبوية بنكيران راهن على ظاهرة صوتية تشط عن العقلانية كلما ركبها الغضب...
تمنيت أن يسكت بنكيران...
فأخلاقيا وسياسيا بنكيران غير مؤهل للفتوى السياسية...
وعليه أن يترك المغاربة لربهم الذي يعرفونه خارج الأحكام السلطانية..
فكل نقاش عمومي يكون فيه بنكيران طرفا يفشل الإرادة الاصلاحية، لأن التغيير تحت لغطه وتحامله لا تقبله أي جهة سيادية...
دعنا با بنكيران ندبر شؤوننا بعيدا عن لغطك... فقد نحقق ما ما نريد ساعة تبتعد عن قضايانا...
لأن خطبك تزيد القلوب قسوة...
وتجهض كل تحول ممكن...
العفو حصانة إذن ضد اليأس..وحاضنة للأمل ومشتل للتقويم السديد..
هل صدق مع نفسه على الأقل ليفجر جدلا جديدا...؟
فكثيرا ما حذرت هذا الرجل المتحمس من حماسة زائدة مورطة ونبهته إلى أن خطاب المسؤول السياسي والحكومي يحتاج إلى مسودات ذهنية تخفف صدمة التعابير الشعبوية...؟
للأسف المقاربة القانونية في تدبير الخلافات السياسية وحتى في وجهات النظر قد لا تحقق المبتغى في تصريف منظومة قيم توازي بين الحرية والمسؤولية... وبين حرية انتقاد شخصية عمومية في مجمل سلوكها الإنساني وعلاقته بالمسؤولية التنفيذية...أو السياسية
بالنسبة لي... تعلمت من الصحافة الدولية الحكيمة أن الإعلام ليس " براحا" ولا مجرد أداة للخبر، وهو علاة على صانع رأي عام، قوة ضاغطة وسلطة تسهم ضمن باقي السلط في صناعة القرار السياسي وتعديله
فالنبش في التاريخ الشخصي مثلا للنخب السياسية في أمريكا جزء من عملية التأثير على قرارات الكونغرس...واخيار المسؤولين...
قد تتهرب من الخدمة العسكرية... فتحرم من منصب حكومي...
قد تكون لك علاقة جنسية عابرة في الجامعة فتتبعك أينما حللت
قد تكون لك مخالفات مرورية فتدينك وتسقط عنك المصداقية
قد ينبش الصحافيون في حياة المقربين لك بحثا عن مصائب ما... فيسقط الترشيح...
في تولي المناصب الحكومية... للصحافة والمعارضة الحق في النبش في الحياة الخاصة متى كانت لها علاقة بالقيم والمسؤولية والقانون...
لهذا في الديمقراطية... من يخاف من النبش في حياته الخاصة لا يطلب موقع مسؤولية عامة...
فالمشروعية القيمية تأتي قبل المشروعية السياسية...
وفي عهد الراحل الحسن الثاني كان الأجهزة الاستخباراتية تزكي كل مرشح لمسؤولية سامية، بالبحث في مروءته وما من شأنه أن يستغل من لدن الخصوم....
لهذا السيرة الذاتية القيمية تربط الخاص بالعام...
لهذا على السياسي الذي يتحمل حقيبة تتفيذية أن يعي أن ما هو شخصي وما هو عام بينهما مسافة ضيقة جدا حين تتعلق الأمر بالتدبير العام... وبسمعة البلد... وبالتحصين ضد الابتزاز بل حتى ضد الاستغلال الدولي...
في أمريكا مثلا... في الصراع الانتخابي الرئاسي واقتراح التعيينات للمصادقة... يتم النبش على كل شيء... في العلاقات الغرامية... البحث عن ضحايا... عن جنح... عن سهرة ماجنة... عن علاقات دولية مشبوهة...
طبعا... دون تلفيق ولا كذب ولا صناعة فضيحة...
نعم يا حامل أختتام المملكة...
العفو الملكي حصانة... وحصانة من لا حصانة له..
حصانة ضد القسوة غير المتناسبة مع الجرم... والخطأ..
حصانة ضد الاختلالات التي تنجم عن تطبيق القانون لا فقه القانون
حصانة ضد العنف الشرعي...
حصانة ضد التغول... والتحكم...
حصانة ضد الانتقام بآليات قانونية وإن كانت سليمة... فأحيانا العدالة تكون منسجمة مع الضمير المهني والجوهر القضائي بلا شطط ولكنها لا تحقق العدل... تتحقق العدالة لا العدل... وشتان بينهما...
تذكر لمَ لباس المحامين أسود...
سواد... شهادة على تنفيذ حكم إعدام... في حق مدان ظهرت براءته فيما بعد...
ككل مهنة الأخطاء واردة دون سوء نية...
لأن العدل لا يختصر في العدالة بمفهومهل التقني ...
العدل أوسع كبر من النصوص والقوانين والترافع والمرجعيات...
العدل نتاج تبصر قضائي و" سند رباني " لا أورتوكسية قضائية تلزم نفسها بالنص لا غير دون الحدس وترجيح كفة مقاصد القانون...
العفو الملكي رحمة... وحصانة ضد اليأس رغما عن أنفك...
والرحمة صون للكرامة... وبداية جديدة...
العفو الملكي حصانة للأفراد والمجتمع من عماء النصوص والمساطر...
العفو الملكي.. طوبى لنا لنظامنا السياسي به...حصانة ضد الاختلالات ولو طبقا للقانون...
العفو الملكي فرصة ثانية للأمل... تحول ممكن في المصائر...
حصانة ضد الجريمة حين يمنح حتى المجرم حق بداية جديدة...
العفو أفق يتوق إليه كل سجين فجر كل مناسبة...
فهو حصانة ضد اليأس.. ضد تحجر القلوب وعماء البصائر، وطغيان السلط الخفية...
هو حصانة... أصيلة لا مكتسبة ارتبطت بالرحمة قبل النص..
العفو الملكي... حصانة ضد احتمال استغلال القانون في معارك باسم القانون وطبقا للقانون...
ويعيش بينا ألاف من الذين عانقوا الحرية برحمة العفو...
وعاد لبيوتهم وذويهم وحياتهم العادية...
ومنهم من يشغل مناصب مهمة في الدولة والمؤسسات والنسيج المجتمعي...
آلاف بنوا مع الدولة المغرب الجديد... العفو عليهم هو من مكنك من الوصول للحكم...
فمنهم من يخدم وطنه من موقع الداعية والسياسي والنقابي والمثقف لأن الملك حصن القلوب اليائسة بالعفو فزرع الأمل...وجفف ينابيع الضياع...فتلاشت الأحقاد التاريخية...
العفو لا يعني بالضرورة خللا قضائيا... ولا ظلما وقع...
فقد يكون الحكم متماسكا قانونيا ولكن تنقصه بصيرة وحكمة الملك...
فلا تلعب يا حامل أختام المملكة في المياه العكرة...
ولا تؤلب قلوب القضاة ضد من عانوا حرقة السجن ومازالوا يدفعون ببراءتهم... لأنك لم تقض ليلة واحدة في زنزانة قصية...
ولا تؤلب المجتمع ضد كل تدوينة زلة...
فالمحاكم... ل فيها يكفيها..ظ
لهذا خفف من حدة غضبك..
يبدو أن العفو الملكي أوجعك....
يبدو أنه صدمك...هزك هزا حتى فقدت بوصلة الخطاب السياسي...
نعم... العفو الملكي حصانة.... لمن لا حصانة له...
فهو رحمة تصنع الأمل... وتصالح المجتمع والمدانين...
تحصن النفوس ضد الضياع...
والأسر ضد التفكك والانحلال...
العفو أعطى للمجتمع أمثال من كان في ديوانك عبد الوهاب رفيقي... فتحول صانعا للأمل...بعد رحلة ضياع...
ماذا كان سيتفيد المغرب لو بقي الشيخ الفيزازي مثلا في السجن...؟
ألم يغدو سياسيون معتقلون اليوم صمام الأمان لديمقراطيتنا...؟
مع من أسسنا العدالة الانتقالية...؟
العفو الملكي أكبر منك ومن ظاهرتك الصوتية...
فهو عفو صانع للأمل...ومحصن للحقوق الضائعة ظ. وقد يكون اسئناف على استناف...
فعلى كل حال... فالاحكام تصدر باسم الملك وطبقا للقانون، ومنطقيا من يصدر الحكم باسمه له حق في مراجعته وإلغائه، والملك قد يلغي بالعفو ما لا يلغى بالمحاكم...
العفو الملكي رسالات لها دلالة...
هذا نقاش فقهي دستوري قد يوجع رأسك...
للأسف من راهن عليك في معادلة المجال الشعبوي ضد شعبوية بنكيران راهن على ظاهرة صوتية تشط عن العقلانية كلما ركبها الغضب...
تمنيت أن يسكت بنكيران...
فأخلاقيا وسياسيا بنكيران غير مؤهل للفتوى السياسية...
وعليه أن يترك المغاربة لربهم الذي يعرفونه خارج الأحكام السلطانية..
فكل نقاش عمومي يكون فيه بنكيران طرفا يفشل الإرادة الاصلاحية، لأن التغيير تحت لغطه وتحامله لا تقبله أي جهة سيادية...
دعنا با بنكيران ندبر شؤوننا بعيدا عن لغطك... فقد نحقق ما ما نريد ساعة تبتعد عن قضايانا...
لأن خطبك تزيد القلوب قسوة...
وتجهض كل تحول ممكن...
العفو حصانة إذن ضد اليأس..وحاضنة للأمل ومشتل للتقويم السديد..
خالد أخازي، روائي وإعلامي