الاثنين 13 يناير 2025
كتاب الرأي

خالد أخازي: آخر شطحات تبون.. مكالمة للدعم والمساندة صبيحة هروب بشار الأسد .."نحن معكم.."

خالد أخازي: آخر شطحات تبون.. مكالمة للدعم والمساندة صبيحة هروب بشار الأسد .."نحن معكم.." خالد أخازي
نظام العسكر الجزائري النسخة المعدلة جينيا لنظام بشار الأسد هو الخاسر الأكبر عربيا من سقوط نظام بشار الدموي، بعد  أطول ثورة متعددة الأطراف والمرجعيات، نظام سقط بهذه السهولة بعد اقتتال طويل ومكلف في الأرواح والمقدرات والبنيات الأساس... والخاسر أيضا كل الدول التي ظلت تساند نظام بشار الذي غدا بلا حاضنة شعبية، ولا عقيدة عسكرية، تسانده لآخر رمق وتتغاضى عن قتله لشعبه بشتى الطرق اللإنسانية والوحشية...

فنظام الجنرالات بالجزائر ظل للأسف يساند هذا العار على جبين التاريخ العربي لآخر لحظة، ويمرغ سمعة بلد المليون شهيد في وحل تاريخ القتل الطائفي، ضد ثورة قامت ضد القهر، بغض النظر عن العقيدة والعرق، فالثورة كانت ضد الطغيان والاستبداد والحكم من حديد، ومن أجل مجتمع دولة ديمقراطية تتسع لكل الأطياف والأعراق والمذاهب، وتدار بمرجعية قانونية مدنية مواطنة تضمن الكرامة والعدالة والحرية، يلتقي في الوطن الكل مهما تعددت مرجعياتهم وأطيافهم...

للأسف التلفزيون الرسمي لنظام الجنرالات بالجزائر  ظل يعمم خبرا بحماس قبل سقوط الطاغية مفاده أن وزير خارجية عسكر تبون، تواصل هاتفيا مع نظيره السوري وجدد له الدعم والمساندة...أي أعطى من جديد الضوء الأخضر لمزيد من الوحشية وإراقة الدم الشامي، لولا... خروج الكبار من اللعبة كرها، وانسحاب جيش النظام الذي هو استغرب بشار نفسه من تراجع أدائه وهروبه، الجيش الذي عانى الجوع وضعف أجور لا تتعدى ثلاثة دولارات في الشهر.. ناهيك عن الإنهاك الاقتصادي للحصار الاقتصادي الأمريكي ضمن الخطة المسماة " قيصر"، التي تعاقب كل متعامل مالي واقتصادي مع نظام الأسد.

سقط النظام الدموي... وأرى الجزائر في حيص بيص، وجنرالاتها يقضمون أطافرهم ويتحسسون رؤوسهم، فسقوط بشار الأسد هو زخم جديد للثورة  الجزائرية التي تم قمعها، ورهاب يقض مضجع كل نظام يحكم بالنار والحديد، تأييد الجزائر لنظام بشار وهو تحصين لنظامها من الانهيار، وسقوط بشار حتما سيقوي عزم الثورات المجهضة، ويصحح الثورات المختطفة على شاكلة نظام سعيد قيس.

فلا أظن قيس سعيد سينام هذه الأيام.. فبشار الأسد منح سوريا ومقدراتها لكل مظلة حمائية  مقابل البقاء في كرسي  للسلطة... كرسي العار والذل الذي خنق شعبا عربيا أصيلا وكرديا أبيا وكل الأعراق الشامية بعقائدها المختلفة لعقود، حتى انهار وهم " العقيدة البعثية" وحل مكانه وهم الانتماء الطائفي الذي كلف نصر الله سمعته كمقاوم وهو يزج بحزب الله في حرب ظالمة ضد السنيين، وضد كل التواقين للحرية، ويده في يد نظام الخذلان إيران ودولة الخذلان التاريخي روسيا ...والآن هل تأخذ الجزائر العبرة وتخرج من أحقادها ضد المغرب، وهي ترى أن خطاب الستينيات لم يعد يؤسس دولة ولا موقفا وأن الاصطفاف القديم هش ولا يضمن حتى بقاء الرؤوس على الرقاب ..هل يتعقل هذا النظام وهو يرى أن الشعوب حين تزحف... لا يوقفها غير ما وقع لرؤوس الأنظمة الشمولية العسكرية التي تقتات بخطاب بائد...؟

ربما قد تغفر الذاكرة السورية لما فعلته روسيا وحتى إيران، ويقلبون الصفحة وهو يعلمون حرب المواقع الجيو إقليمية للاعبين الكبار، لكن أن تكون الجزائر وتونس ضد الثورة السورية، وتدعم الجزائر نظام بشار الأسد الدموي  لآخر رمق، فلا أظن أن أهل الشام سينسوون ذلك إلا إذا تغير النظام وتغيرت مواقفه المعادية... للشعوب التواقة للحرية.

سقوط بشار الأسد أوجع نظام الجزائر الذي طالما راهن على الوهم والأحصنة الخاسرة في السياسة... أكاد اللحظة أسمع زحف الشعب الجزائري في الشوارع لإسقاط آخر نظام عسكري... وزحف التونسيين لاستعادة ثورة الياسمين... زحف شعبنا المحتجز في مخيمات تندو ضد الاحتجاز مكسرا الطوق الحديدي، داهسا الأسلاك الشوكية التي تحيل بينهم وبين العودة لوطنهم... فحتى لشعبنا في مخيمات القهر تلوح ثورة في الأفق للتخلص من شرذمة تتاجر بالمآسي ومن نظام جزائري اتخذهم رهينة في مواجهة مصالح المغرب...