عبر عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، وزير الخارجية المصري الأسبق في لقاء مع " القناة الثقافية " مساء الخميس 21 نونبر 2024 عن رفضه لحديث نتنياهو عن نظام إقليمي جديد تقوده إسرائيل، مشيرا بأن هذا أمر مستحيل، فلسنا " أمم من الأغنام "، بعد كل ما حصل في غزة والضفة الغربية ولبنان ، علما أن إسرائيل دولة صغيرة وقد انكشف أمرها، فلا هي " شيء يخيف " ولا هي " سوبير باور "، فلولا الحماية المباشرة التي قامت بها دول غربية كبرى لإسرائيل لما استطاعت مواجهة المقاومة، وأضاف أن هذه الأخيرة تنطلق من قاعدة ظالمة تقوم على إزالة قضية عادلة وهي القضية الفلسطينية من مائدة المشاكل التي يواجهها العالم، مشيرا بأن هذا الاحتلال العسكري هو سبب ما حصل في 7 أكتوبر، فالسابع من أكتوبر لم ينطلق من فراغ بل هو رد فعل لهذا الظلم والطريقة التي أدير بها الاحتلال من دموية ودمار وإهانة للفلسطينيين.
وأضاف موسى إن الغضب في الشارع العربي وفي المنتديات والجامعات العربية وفي المجتمع مكتوم لحد الآن، وسوف ينفجر يوما، مشيرا بأن السابع من أكتوبر عبر عن غضب مكتوم لما حصل ويحصل في الضفة الغربية وفي القدس وفي غزة، معتبرا الغضب المكتوم ب " الأمر الخطير للغاية " وإزالة هذا الغضب لا يمكن أن يكون بالقمع، بل من خلال الوقوف جميعا ضد الإساءة وضد إنهاء القضية الفلسطينية. وواصل حديثه قائلا : " لا يمكن إنهاء القضية الفلسطينية. واذا انتهت في الظاهر وفي لحظة ما، فسوف تظهر في اللحظة التالية.." .
كما تطرق موسى الى السياسات الأمريكية في العالم والتي قد نتفق أو نختلف معها، لكن في القضية الفلسطينية فلنا حق الاختلاف – يضيف موسى – وأن نصر على الحديث في القضية الفلسطينية، مبديا رفضه لحل القضية الفلسطينية عن طريق الضغط والتطبيع مع الدول العربية لنسيان ما حصل، فهذا الأمر – يقول موسى - لن يحصل، " لا يمكن نسيان ما حصل، فلابد من الجلوس مع الولايات المتحدة الدولة العظمى.." .
وذكر موسى في معرض حديثه عنه حركة المقاومة الفلسطينية، أن القضاء على حركة " حماس " ممكن، لكن لا يمكن القضاء على المقاومة، وعلى رفض الاحساس بالمهانة، داعيا الى الوقوف الى جانب كرامة الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يمكن التطرق له مه الولايات المتحدة الأمريكية، لكن قبل ذلك لابد من لم صفوف الدول العربية وإنهاء جميع الخلافات العربية كما أن على الفلسطينيين أن ينهوا الخلافات بينهم لأن مخاطر الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني تساوي وجود الاحتلال الإسرائيلي.
وقال موسى إن حل القضية الفلسطينية قد يؤدي الى إقامة سلام حقيقي في الشرق الأوسط، لكن لا يمكن أبدا – بحسب موسى – إقامة سلام مع نتنياهو، بل هو ممكن مع المجتمع الإسرائيلي، لأن إسرائيل بدأت تعاني من هجرة، فما يقرب من ثلث الشعب الإسرائيلي بدأ يهاجر خوفا على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم لأنهم أدركوا أن استمرار السياسة الإسرائيلية على ماهي عليه اليوم لا يمكن أن تؤدي إلى خير، ولا يمكن هزيمة الشعب الفلسطيني الذي يتشبث بحقوقه وأرضه، فقد يتم قمعه من طرف إسرائيل، لكن هذا قد يؤدي الى 8 أكتوبر بعد وقوع 7 أكتوبر ، واذا لم تنجح ستحدث 9 أكتوبر، واذا لم تكن حركة " حماس " ستكون هناك حركة " نضال " أو حركة " كفاح " أو أي مسميات أخرى، لأن المقاومة طبيعة من طبائع الأمور طالما أن هناك احتلال عسكري غير مشروع.
كما تطرق موسى الى انعكاسات الأوضاع في الشرق الوسط على التنمية، مؤكدا بأن هذا الواقع سيؤدي الى تعطيل عملية التنمية في مناطق الشرق الأوسط وما حولها، مقدما مثال الاضطراب في اليمن نتيجة الحوثيين والذي أثر على قناة السويس حيث فقدت نصف مداخيلها على الأقل نتيجة الأحداث، ولذلك لابد من فتح الحوار بين الدول العربية و الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الخصوص، داعيا السعودية ومصر الى تحمل مسؤولية التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع العالم حول ماذا يريد العرب بالنسبة للقضية الفلسطينية، وما وقع لغزة، فهذا الثنائي – يضيف – اذا تجمع حوله العرب وأعلنوا رفضهم التطبيع مع إسرائيل إلا في حالة إقامة الدولة الفلسطينية، فمهمتنا اليوم تفرض دعم السعودية ورفض التطبيع بعد كل ما حصل في غزة والضفة الغربية ولبنان، فالتطبيع ليس هو المشكل كي يجري الحديث عنه اليوم – ولابد من حل القضية الفلسطينية أولا، علما أن التطبيع منصوص عليه في المبادرة العربية، وهو ليس ممنوعا وليس " طابو " ولكن له شروطه، وهو ليس مسألة مجانية ولا يمكن القبول بتحويله الى وسيلة للقضاء على آمال الشعب الفلسطيني..