أكثر من ألفي مواطن من جهة الداخلة وادي الذهب حلوا بمنطقة لكَلات في تخوم تيرس وبالقرب من الجدار الأمني، وذلك ضمن الاحتفالات بالذكرى 69 لعيد الاستقلال، يوم الإثنين 18 نونبر 2024، تحت شعار: "ملحمة لكَلات: وفاء الأبناء في سبيل الوحدة الترابية للبلاد".
الاحتفال الذي ترأسه الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، حضره أعضاء المجلس الجهوي، وعدد من البرلمانيين والمنتخبين، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني وجموع من المواطنين من مختلف مكونات المجتمع.
وقد استُهلت الفعاليات بزيارة رمزية إلى مثوى مجاهدي جيش التحرير الذين قدموا أرواحهم الطاهرة دفاعًا عن حرية الوطن واستقلاله، وخلال هذه المناسبة، تمت قراءة الفاتحة ترحماً على أرواحهم الزكية، اعترافًا بتضحياتهم التي شكلت أساساً لاستقلال المغرب ووحدته.
وأكد رئيس جهة الداخلة، وادي الذهب، أن هذا الحدث التاريخي، هو مناسبة سانحة لتجديد البيعة للملك محمد السادس، كما تمثل فرصة لتأكيد الولاء والإخلاص له، مشددا على أن هذه الاحتفالات تأتي في ظل الدينامية الإيجابية التي يعرفها ملف وحدتنا الترابية، المتمثل في العديد من المكاسب والانتصارات الدبلوماسية المحققة مؤخرا، نتيجة الجهود الملكية المكثفة، والمتجلية خاصة في فتح قنصليات لمجموعة من الدول، بمدينتي العيون والداخلة، ومراجعة العديد من الدول لمواقفها السابقة من الجمهورية الوهمية المزعومة، والتي توجت بمواقف حاسمة بإعلان قرارات تاريخية للجمهورية الفرنسية والولايات المتحدة الأمريكية؛ وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا وهولاندا واللوكسمبورغ، وكذا العديد من الدول الأخرى الإفريقية والعربية والأوربية، ومن أمريكا اللاتينية، والقاضية بالاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة على الصحراء المغربية، والتي تأتي تكريسا لجهود الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس.
واستعرض الخطاط ينجا، تصدي الساكنة بجهة الداخلة بالمرصاد لكل الأطماع الأجنبية التي كانت تحوم بالمنطقة، وأبانوا عن شجاعة وبسالة كبيرتين في صفوف المقاومة وجيش التحرير عبر معارك عديدة ك: "أم التونسي"، "وادي الشياف"، "تكَل"، "لكَلات"، "اطويرف" و"العركَوب" وغيرها من المعارك البطولية..
وأكد رئيس الجهة، على أن هذا الاحتفال يندرج في إطار صيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بملاحم الحرية والاستقلال، حيث أن حفظ الذاكرة الوطنية والحفاظ على التراث الوطني، لَقَمِينٌ بالتعريف بتاريخ الشعوب ونضالاتها ونقله للأجيال القادمة، لاستلهام العبر والدلالات والحرص على التماسك الوطني بين العرش والشعب..
وناشد الخطاط ينجا ساكنة مخيمات تندوف ومن ورائهم الجزائر، للجنوح للسلم والعودة إلى جادة الصواب، وعدم تضييع هذه الفرصة التاريخية الثمينة للانخراط في مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لما يضمنه من حقوق ومكتسبات وفرص واعدة لتحقيق ازدهار وتنمية المنطقة وأمنها واستقرارها، ولكونه حلا سياسيا مشرفا للجميع، وذا مصداقية، ويحظى بدعم وتزكية المجتمع الدولي.
ولأن هذا الملتقى ينعقد في تخوم تيرس وبالقرب من الجدار الأمني، تم توجيه تحية إجلال وتقدير للقوات المسلحة الملكية بكل مكوناتها، تحت القيادة الملكية، لتدخلاتهم الباسلة ويقظتهم الدائمة في حماية حوزة التراب الوطني وحفظ الأمن والاستقرار من طنجة إلى لكَويرة، وهو ما يؤكد استعداد المملكة الدائم للتصدي لكل المناورات والدسائس التي تحاك من طرف خصوم وحدتنا الترابية لاستهداف وحدة المغرب وأمنه واستقراره.