الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
فن وثقافة

راهنية الأدب والفن بالمغرب بين التحولات الإبداعية والرؤى الفكرية

راهنية الأدب والفن بالمغرب بين التحولات الإبداعية والرؤى الفكرية جانب من الندوة
نظم مركز مدى للدراسات والأبحاث الإنسانية مؤخرا ندوة علمية بعنوان: "راهن الأدب والفن بالمغرب"، وذلك ضمن أشغال الملتقى الأول حول "راهنية الثقافة المغربية". احتضن اللقاء فضاء المركب الثقافي سيدي بليوط بمدينة الدار البيضاء، بمشاركة الأساتذة إبراهيم أزوغ، حسن الإدريسي، وعبد الله الشيخ، تحت تنسيق الأستاذ كمال فهمي.

في مداخلته الأولى، تناول الباحث إبراهيم أزوغ، الأستاذ بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول بسطات، تطور الشكل الروائي في المغرب.
 
أوضح أن الرواية المغربية شهدت تحولات بارزة على المستويين الفني والموضوعاتي، إذ انتقلت من كونها وسيلة لمعرفة الذات إلى شكل جمالي يعكس تحولات المجتمع. في مطلع الألفية الجديدة، أصبحت الرواية المغربية أكثر انتقاداً، مركزة على إعادة الاعتبار للحكاية، وتشخيص أعطاب الذات واستشراف المستقبل، مع الحفاظ على الموروث الثقافي كمكون أساسي للهوية المغربية.

وأشار أزوغ إلى أن الألفية الثالثة شهدت بروز جيل جديد من الروائيين الشباب الذين عززوا المدونة السردية المغربية إلى جانب أسماء راسخة مثل محمد برادة ومبارك ربيع. ولفت إلى أن أصواتاً مثل طارق بكاري وإسماعيل غزالي وغيرهم قد أثبتت حضورها في المشهدين المغربي والعربي، سواء من خلال التلقي النقدي أو الجوائز الأدبية.

خصص حسن الإدريسي، أستاذ الفلسفة السياسية المعاصرة، مداخلته للحديث عن "الفلسفة كسبيل للتسامح والحوار". أشار إلى رمزية الموضوع الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي للتسامح. استعرض تجربة الفيلسوف المغربي محمد المصباحي كنموذج، مبرزاً رؤيته التي تجمع بين العقلانية والانفتاح على الآخر. أوضح أن المصباحي استلهم من عقلانية ابن رشد أسساً فلسفية تؤكد على التعددية والاختلاف، معتبراً أن العيش المشترك يقوم على المساواة والاعتراف بالآخر.

تناول عبد الله الشيخ، الناقد في مجال الفنون التشكيلية، تطور الفن التشكيلي المغربي، مشيراً إلى جذوره في الفنون التقليدية مثل الزخرفة والنقش على الخشب. أوضح أن القرن العشرين شهد تحولاً معاصراً مع فنانين مغاربة استلهموا من التراث المحلي وأضافوا تقنيات حديثة. رغم غنى هذا الفن بتنوعه الثقافي والجغرافي، أشار الشيخ إلى التحديات التي تواجهه، لا سيما ضعف التلقي والمتابعة، مما يحول دون تحقيق مكانته المستحقة كرافد أساسي للهوية الثقافية المغربية.