الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

احتقان وصفيح ساخن بسبب ديك بسيدي إسماعيل

احتقان وصفيح ساخن بسبب ديك بسيدي إسماعيل

شعار أم رمز المرحلة؟ بهذا التساؤل، طرح الموضوع في موقع للتواصل الاجتماعي "سيدي اسماعيل نيوز" للاستفتاء عن آراء الساكنة والمواطنين بعرضه فوق صورة ومطالبتهم بالتعبير عنه ومعرفة التحولات التي تتوخى معرفة دور المهمشين في المجتمعات المدنية وكسر احتكار وسائل أخرى يستعملها البعض وهكذا اختلفت الآراء بين مستحسن وبين رافض..

ومدى تأثير وسائل تواصل الشبكة التفاعلية في إيجاد بيئة فكرية تقدم مجالا للتعبير وطرح آفاق التغيير وولدت بالتالي مشاركة مكثفة بدون قيود أو حواجز رأس مالها حرية التعبير، أعادتنا إلى طرح الخلافات والحروب القديمة بكل جدية مرة وأخرى بتهكم ودعابة من حيث بناء النسق (النصب) ثم هدمه، تكوين الفكرة ثم نقيضها كما يقول الفلاسفة.

في سخرية شاملة تنتقد مظاهر البعد عن القيم الحقيقية وتعيد الإنسان إلى تشبثه بقيم أخلاقية واجتماعية وهكذا تولدت فكرة علامة/ نسق: وحمولة (صورة الفروج) الديك/ النصب بحل عقدة لسان والعديد من ألسنة الساكنة في التعبير وتجميع شتات أفكار وتكوين وطرح مبادرات..

في حين تطرقت الكثير من التعليقات إلى السبب الحقيقي وظروفه التي تتوازى والتغييرات التي يعرفها المركز من حيث تحرير الملك العام، متسائلين عن دلالة الأيقونة والرمز وتواجده وسط محفة داخل المركز له أكثر من بعد استراتيجي ورمز للمنطقة بكونها محطة كبرى لبيع وتجارة وسوق للدجاج.. ومن يستفيد منه؟ وما هي الدلالات العميقة بتواجد هذا الرمز داخله..؟ ودلالة ومعنى الديك كأيقونة وصورة لمشهد داخل البلدة ..؟ وهل هي نهاية مرحلة أم بدايتها والتعبير لأحد المعلقين استقلال أم بداية احتلال ممنهج..

نصب ديك يثير زوبعة من الانتقادات:

وبالتالي فقد أثار نصب نسق فروج/ ديك ابيض وسط مدارة صغيرة لتسهيل عملية المرور داخل مركز سيدي إسماعيل الكثير من الانتقادات والكتابات المضادة على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك منتقدة الطريقة التي تم بها اختيار الشعار دون استشارة فعاليات المجتمع المدني وهي تستفرد بهذا على حساب جهة معينة بغية الاستفادة.

وأشار الكثير من النشطاء أن الساكنة عبرت عن امتعاضها من الطريقة التي اختير بها الديك شعارا وسط المركز في إشارة إلى النشاط التجاري للمنطقة وهيمنة الجهة السياسية على المشهد والتي تتحمل مسؤولية تدبير وتسيير الشأن المحلي..

وحسب ما جمعناه واستقيناه من آراء وتعاليق النشطاء، فإن لجماعة سيدي إسماعيل خصوصية تاريخية واقتصادية وثقافية وعلمية ودينية وإن إقرار اتخاذ الديك كرمز للبلدة كان يجب على الأقل استشارة مسؤولي الشأن المحلي أو مثقفي المنطقة، وبالتالي توحيد الجهود واستغلال الحدث من أجل البحث عن موروثها الثقافي  رغم أن الجماعة المذكورة لها شعار يميزها..

سقوط واختفاء:

وفي خضم الجدل والنقاش الافتراضي وسخونة الحراك نتيجة هذه الظروف المعرقلة لمسار الحراك الاجتماعي والأخلاقي التي تؤدي إلى شكل من أشكال المقاومة والرد المضاد من قبل النشطاء، تبدو مدينة وزاوية سيدي إسماعيل فوق صفيح ساخن بواسطة تعاليق مجموعة شبكة التواصل الاجتماعي التي يتابعها العديد من النشطاء داخل البلدة ومن خارجها وفعاليات المجتمع المدني مثيرة الكثير من الردود إلى درجة الاحتقان والاستنكار الشعبي، استيقظ السكان ذات صباح مشمس على سقوط التمثال/ النصب واختفاء الديك من أعلى إلى أسفل مما أشعل الكثير من التساؤلات الساخرة والتندر على الواقعة...

من أسقطه ومن حطمه ومن..  وما هي ردود فعل الاخرين، المسؤولين..؟

إلى ذلك فقد احتفل النشطاء وهللوا بانتصارهم الرمزي ضد رموز بذاتها بتدمير النسق العلامة وكانت الدافع لفك عقدة لسان العديد منهم في حرية التعبير والتهاب نقاش طويل بما شمله من قوة وتهكم وسخرية حتى كتب وقيل أنه تم طبخه بمذاق طعم "الرفيسة".

وأشارت بعض الفعاليات الثقافية بضرورة البحث عن موروث ثقافي محلي يتفق عليه الجميع ويعبر عن دلالات البلدة وعمق تجذرها في التاريخ والهوية وتشبثها بحب الوطن وحسن تسيير وتدبير الشأن المحلي على أسس ديموقراطية بتقبل الآخر ونبذ الخلافات تأسيسا وحفاظا على مرجعية دستور 2011 المصادق عليه مؤخرا.