الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

الناشط الأمازيغي كجي: المجازر التي يتعرض لها الأكراد فضحت انتقائية الإسلاميين وبقايا القوميين

 
 
الناشط الأمازيغي كجي: المجازر التي يتعرض لها الأكراد فضحت انتقائية الإسلاميين وبقايا القوميين

حسب الناشط الأمازيغي منير كجي، فالوقفة الاحتجاجية التي تعتزم الحركة الأمازيغية تنظيمها يوم غد زوالا أمام السفارة التركية تدخل في سياق الأحداث الجارية بالشرق الأوسط وبروز تنظيم "داعش" الذي يشن هجوما واسعا على المسيحيين والأقليات والمذاهب الأخرى بما فيها الأكراد. مشيرا إلى أن الوقفة هي إدانة للصمت التركي تجاه ما يقع على حدودها وبالضبط بمنطقة كوباني، مشيرا الى أن أمن واستقرار مجموعة من البلدان بات مهددا، بما فيها المغرب، من قبل تنظيم أبو بكر البغدادي. داعيا المجتمع المدني إلى الخروج من صمته والتنديد بالمجازر المرتكبة من قبل "داعش" في الشرق الأوسط، ومنتقدا الانتقائية المعتمدة من قبل جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية وبقايا القوميين العرب والبعثيين فيما يتعلق بالتضامن مع الشعوب المضطهدة. "أنفاس بريس" التقت الناشط الأمازيغي منير كجي وأجرت معه هذا الحوار:

- في أي سياق يدخل تنظيمكم للوقفة الاحتجاجية أمام السفارة التركية يوم غد الأحد؟ ولماذا اخترتم هذا التوقيت بالذات لتنظيم هذه التظاهرة؟

+ وقفتنا الاحتجاجية التي ستقام يوم غد الأحد في الساعة 12 زوالا أمام السفارة التركية، تظاهرة فريدة من نوعها، تدخل في سياق المذابح والحروب التي يعرفها الشرق الأوسط وبروز تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يسمى "داعش" والتي شنت هجوما واسعا على المسيحيين والأقليات والمذاهب الأخرى، بما فيها الأكراد. والوقفة هي إدانة للصمت التركي تجاه ما يقع على حدودها، وبالضبط بمنطقة كوباني التي يتعرض أهاليها لهجومات من طرف مقاتلي "داعش".. هذا الصمت الذي يأتي في سياق حراك وتكثل دولي تقوده القوى العظمى من أجل استئصال هذا الورم  المجسد في"داعش".

- لكن بروز "داعش" تم بداية انطلاقا من سوريا، حيث ارتكبت العديد من المجازر في حق الأكراد السوريين، فلماذ يأتي تحركم الحالي متزامنا مع هذا التحرك الدولي ضد "داعش"؟

+ ينبغي الإشارة إلى أن وقفتنا، التي ستنظم يوم غد، سبقتها وقفات أخرى أطرها نشطاء أمازيغ في باريس، إسبانيا، بلجيكا، تضامنا مع الأكراد.. فما تقوم به "داعش" من مجازر وقطع للرؤوس، وبشاعة هذه الحرب التي تقودها "داعش" والتي تحمل مشروع يعود إلى القرون الوسطى تود تطبيقه، ومن الطبيعي جدا أن تكون هناك حملة للتضامن مع الشعب الكردي.

وفيما يخص علاقة الأمازيغ مع الأكراد فقد كانت دائما طيبة.. فهناك تجارب جمعوية للصداقة مع الأكراد بالمغرب، وكإحالة للتاريخ مثلا، تجب الإشارة إلى أنه خلال مذبحة حلبجة 1988 والتي ذهب ضحيتها 5000 كردي وكان قد نفذها الرئيس الراحل صدام حسين في العراق، أن أحد مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وهو محمد شفيق، اضطر لتقديم استقالته بسبب رفض هذه الهيئة إصدار بيان إدانة لهذه المجزرة بعد أن تقدم بطلب في الموضوع إلى جانب الراحل المهدي المنجرة وعبد العزيز بناني، وصرح قائلا "كنت أعتقد أنكم تدافعون عن حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، وبما أنكم ترفضون إدانة هذه المجرزة ضد الأكراد لكونهم ليسوا عرب، أعلن عن تقديم استقالتي".

- ما هي أبرز الرسائل التي تودون بعثها من خلال تنظيم وقفتكم أمام السفارة التركية؟

+ كنا نتوقع خروج جماعة العدل والإحسان والقوميين العرب، وهم الذين كانوا ينددون بالأمس بمجازر غزة، لإدانة ما يقع في الشرق الأوسط، لكن هذا لم يحدث، وهو ما يعني وجود انتقائية في التضامن لدى أصحاب الطروحات القومية والإسلاموية في المغرب، وهو ما فرض على 20 تنظيما أمازيغيا مثل حركة تاوادا، التجمع العالمي الأمازيغي، الكونغرس العالمي الأمازيغي.. قادمين من طنجة، الحسيمة، مكناس، الدار البيضاء، الرباط للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام سفارة تركيا ستتضمن شعارات منددة بما تقوم به حركة "داعش" مع تحميل تركيا مسؤولية ما يحدث من مجازر بحق الأكراد في العراق، حيث يرتقب أن تتسلم السفارة التركية رسالة تتضمن إدانة الصمت المطبق إزاء ما يحدث في الحدود التركية بمنطقة كوباني، إذ أنها منعت الأتراك أمس من الالتحاق بكوباني لمساندة أكراد العراق.. وفي الأيام الأخيرة صادق إقليم كردستان العراق بالإجماع على أساس بعث مقاتلين أكراد من العراق لمساندة المقاتلات والمقاتلين الأكراد في كوباني. إذن "داعش" هو سرطان يزحف على مجموعة من البلدان ويهدد استقرار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والسلم بصفة عامة، والدليل هو التحاق 2000 مغربي للقتال في صفوف "داعش".

- ما هي المقاربة التي تعتمدونها في التعاطي مع قضية الأكراد؟

+ الأمازيغ والأكراد هم ضحايا سياسات القوميين والبعثيين التي تعتمد مثلا على التعريب القسري، عدم الاعتراف بالمكونات اللغوية والثقافية، الدفاع عن العلمانية من صميم نضالات الأكراد والأمازيغ.. هناك الكثير من نقاط التقاطع بين الشعب الكردي والشعب الأمازيغي بصفة عامة، ويمكن ملاحظة هذا التجاوب الكردي-الأمازيغي من خلال المظاهرات في العراق وسوريا حيث ترفع الأعلام الأمازيغية.. وفي المغرب كذلك شاهدنا في مسيرة تاوادا وفي مسيرات أكادير وفي الدار البيضاء وفي طنجة، رفع أعلام كردستان.

- وما هي أبرز تداعيات بروز "داعش" في العراق وسوريا على القضية الكردية؟

+ بروز "داعش" في الشرق الأوسط ستكون له تداعيات بالطبع، أبرزها وقوع تغيير في الخريطة الجيوسياسية، حيث يرتقب أن تعرف المنطقة تحولات كبيرة وانقسامات. وأعتقد ان الفكر "الداعشي" بصفة عامة ما هو إلا تكملة للفكر القاعدي لأسامة بن لادن، ولو أنه أكثر حدة في العنف من القاعدة. والخطير في الأمر هو تهديد أمن واستقرار مجموعة من الدول بما فيها المغرب. فالمغرب، سواء أردنا أم كرهنا، مهدد من قبل "داعش"، وبالتالي على المجتمع المدني المغربي أن يقول كلمته، وأن يندد بما يحدث بالشرق الأوسط، "وما كرهناش نشوفو حتى العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية" ينددون بما يحدث في الشرق الأوسط، ونفس الأمر بالنسبة لبقايا القوميين العرب والبعثيين أمثال جبهة النصرة والجمعية المغربية للتضامن مع فلسطين... فعدم خروجهم للتنديد بما يحدث، يعني أنهم انتقائيون فيما يتعلق بالتضامن مع الشعوب المضطهدة.

- لكن السؤال الذي يطرح بالمقابل، هو لماذا تركزون أنتم على نصرة الأكراد في الوقت الذي يتعرض فيه الأرمن والمسيحيون بالشرق الأوسط  للاضطهاد، إضافة إلى معاناة إقليم الأحواز الذي يضم أقلية عربية بإيران؟

+ وقفتنا جاءت للتضامن ليس فقط مع الأكراد، بل أيضا مع المسيحيين... وسواء أردنا أم كرهنا، فالقضية الكردية هي المسيطرة إعلاميا وحتى في الواقع، والأكراد هم الآن الذين يقفون في خندق مواجهة "داعش"، وقوات البشمركة الكردية بالعراق هي التي الآن تقاتل "داعش"، البشمركة تقاتل من أجل إنقاذ العالم من همجية "داعش".. البشمركة التي تضم مقاتلات كرديات تركن بيوتهن وعملهن وأسرهن من أجل القتال ضد التنظيمات الإرهابية، والمهاجرين الأكراد الذين تركوا عملهم في أوسلو وفي أمريكا وفي كندا وغادروا صوب جبهة القتال، والأكراد الذين تعرضوا للحصار والمنع.. كل هذا يدل على درجة الوعي والإرتباط بالوطن.

- إضافة إلى الدعم المعنوي الذي تقدمونه الآن للأكراد في العراق، ما هي أشكال الدعم المادي التي تدرسونها مستقبلا لمساعدة الأكراد على مواجهة "داعش"؟

+ خروج الأمازيغ للتضامن مع الأكراد هو دعم معنوي ونفسي كبير، له درجة مهمة في هذه الحرب ضد الفكر الظلامي الداعشي.. ولكن من الصعب الحديث عن أشكال الدعم المادي، فالأمازيغ إمكانياتهم محدودة، والأكراد هم الذين من المفروض أن يدعموا الأمازيغ لأنهم يتوفرون على إمكانيات البترول.