إشبيلية، 26 أكتوبر 2024 - في زمن من المفترض أن تتسم فيه وسائل النقل الجوية بالراحة والأمان، تركت رحلة رايان إير Ryanair بين إشبيلية ومراكش مسافرين مصدومين ومهانين. فلقد أقلعت الطائرة ساعتين بعد الموعد المحدد لرحلتها، مما وضع الركاب في وضع غير مريح للغاية نظرا لالتزاماتهم المرتبطة بهذا السفر .
وتحت سطوة الانتظار، كان على المسافرين تحمل عدم الراحة وتهوية سيئة في الطائرة المغلق أبوابها لمدة ساعة ونصف، مما أدى إلى احتقان و استياء من عدم إخبار من طرف طاقم الطائرة. وأثناء ذلك، حاول البعض و منهم أحد الركاب، البحثً عن تفسير لهذه الحالة، من خلال التحدث إلى المضيفة الرئيسية، لكنه ووجه بردود فعل مزعجة وغير مريحة.
فالمضيفة، التي شعرت بالإحباط من السؤال، بررت التأخير بمعلومات غير مقنعة، مما زاد من قلق المسافرين الذين تدخلوا أيضا بالتأكيد على أن الأمر لا يهم شخصا واحدا بل يهمهم جميعا و يمس راحتهم كليا باعتبار أن الطاقم تجاهلهم منذ البداية أي منذ وقت إغلاق أبواب الطائرة الذي طالت مدته كثيرا مما خلق جوا غير صحي بل إنهم لم يسمعوا من المضيفين أو الطيار أي تفسير لا مباشر و لا عن طريق مكبر الصوت. وفي مواجهة هذه الفوضى، طلب الركاب حضور الطيار شخصيا للحصول على توضيحات. لكن النتيجة كانت محبطة: الطيار، بدلاً من تزويدهم بالإجابات المقنعة، اتصل بالشرطة و أمر باعتقال الراكب ككبش فداء و الذي لم يكن يسعى إلا للحصول على معلومات توضيحية.
هذا الفعل، بعيدًا عن كونه شائعًا في هذه الرحلات المنظمة من طرف هذه الشركة، يعكس تدهورًا في العلاقات بين الخطوط الجوية وركابها. فلم يؤدِّ تقديم معلومات مضللة من قبل الطاقم إلى إثارة غضب مشروع فحسب، بل ترك أيضًا أثراً دائماً على جميع الشهود. المشهد الفوضوي تطور في مناخ من التهديد، حيث فرض الطاقم خيارًا قاسيًا على المسافرين : إما السكوت أو مغادرة الطائرة.
علاوة على ذلك، حدثت مآساة أخرى عندما واجهت المضيفة عائلة مع طفلها الرضيع و التي لم تكن لديها بطاقة بنكية للدفع. لقد تم رفض قبول الدفع نقدًا مقابل زجاجة مياه و قنينة غازية، مما أدى إلى استدعاء الدرك عند وصولهم إلى مراكش، مما أحرج العائلة في ظل بكاء الزوجة الأجنبية و بنتها. ا الأمر يطرح سؤالًا محوريًا: أين احترام العميل في هذه القضية؟
للأسف، ترك الركاب بلا خيارات، غير قادرين على تقديم شكوى لدى السلطات أو خدمة العملاء في رايان إير. يبدو أن هذا الانعدام في الاحترام والاستماع أصبح اتجاهًا مقلقًا لمثل هذه الخطوط الجوية، حيث تتكرر مثل هذه الحوادث من التأخيرات وسوء الإدارة بشكل ملفت في المغرب الطاقم، الذي غالبًا ما يكون غير قابل للفهم وغير كفء، يبدو أنهم يواجهون الركاب بشكل متكرر، مما يزيد من مناخ الاستياء.
هل يجب علينا التساؤل عن أسباب هذه المشاكل المتكررة؟ وما هو دور الجهات المختصة المغربية في حماية حقوق المواطنين في مواجهة مثل هذه الإهانات؟ من الضروري اتخاذ تدابير لضمان كرامة الركاب ومنع أي تجاوزات في المستقبل من قبل شركات الطيران مثل رايان إير، التي ليس لديها مقر في المغرب، مما يجعل الشكاوى وإجراءات الاسترداد صعبة للغاية.
يستحق المواطنون أن تُسمع أصواتهم وأن يحصلوا على تعويض مادي عن المعاناة التي واجهوها. هناك حاجة ملحة لإجراء عمل جماعي وزيادة الضغوط على السلطات لتحقيق ذلك، ولتتحمل رايان إير مسؤولياتها وتحترم حقوق عملائها.
بينما ينتظر الركاب إجابات وإجراءات ملموسة من رايان إير والسلطات المغربية، يبقى هناك سؤال معلق: من سيعيد لهم حقوقهم ومصالحهم بعد مثل هذه الإهانة؟ يجب أن تثير هذه القضية قلق إدارة الشركة بشأن ضرورة مراجعة عاجلة لبروتوكولات التدخل والاستماع للركاب.
لم تفقد رايان إير فقط الرحلة في الوقت المحدد، ولكنها، أيضًا، فقدت ثقة عملائها.