الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى المتوكل الساحلي: النصر للشعب الفلسطيني وكل المدعمين له

مصطفى المتوكل الساحلي: النصر للشعب الفلسطيني وكل المدعمين له مصطفى المتوكل الساحلي
كلنا مع إقرار دولة فلسطين بتحرير كل أراضيها وتحرير كل الأراضي المحتلة بالشرق الأوسط.

(يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةٗ فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اُ۬للَّهَ كَثِيراٗ لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَۖ * وَأَطِيعُواْ اُ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْۖ وَاصْبِرُوٓاْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ مَعَ اَ۬لصَّٰبِرِينَ*) . الانفال

وثق التاريخ الدول التي خططت واحتلت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا...إلخ، وأنها كانت وراء صناعة وفرض إحداث دولة على أرض فلسطين التي هجر إليها يهود العالم، وبموازاة مع ذلك تعمدت تشريد غالبية الشعوب الأصيلة في كل دول الجوار والأرض، كما عملت قوى الإحتلال العالمية لصالح من سيحكم ويدير الهيمنة على من بقي من السكان بالترهيب السياسي والحربي وبالاغتيالات والاعتقالات بغاية التوسع حتى تصبح "حدودهم" كما يزعمون باطلا بأنها (من نهر الفرات إلى نهر مصر)، فمنذ نهاية الأربعينات والشعب الفلسطيني والشرق الأوسط غير مستقرين، تستهدفهم قوات الإحتلال العدوانية بتخـريب المدن والقرى والممتلكات و البنيات التحتية وحتى المآثر التاريخية العريقة والتمادي في القتل بهمجية وبشاعة الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والجرحى بالمستشفيات والمؤمنين بالمعابد والتلاميذ والتلميذات بالمؤسسات التعليمية والتربوية، إنهم تجاوزوا "الفاشية والنازية" في أساليب انتهاك للحرمات وحقوق الانسان.

إن ما حصل ويحصل حتى اليوم مخطط له بخلفيات إجرامية "مافيوزية" لإشعال حروب غايتها التهجير أو الإبادة لتوسيع رقعة الإحتلال وتشريد المزيد من الشعب الفلسطيني وسكان من المنطقة مع السعي التآمري الكيدي والاستئصالي للقضاء على: المقــاومـة المسلحة، والمقــاومـة السياسيــة، والمقــاومــة الديبلوماسيـة والإقتصاديـة وكل صيغ رفض الإحتلال والممانعة التي كانت تقــوم بها سابقـا غالبية الدول والشعوب الإسلامية والعربية وفتح الباب لشرق أوسط يجعل المنطقة خاضعة ورهن إشارة دولة الصهاينة وفي خدمتها.

الحرب على الشعب الفلسطيني والمقاومة تقودها وتمولها وتدعمها الدول التي كانت تحتل الشرق الأوسط بقيادة تحكمية لأمريكا حيث تستعمل أسلحة برية وجوية وبحرية بما فيها المحرمة دوليا، كما تضخ بشكل مستمر وممنهج مبالغ مالية ضخمة لدعم كل مجالات تقوية العدوان، إنهم ينوبون بوقاحة وصلافة وتآمر عن قوى الإحتلال بالمنتديات الدولية ويبررون الإبادة والتخريب مع السكوت عن كل جرائم الحرب والجرائم الحقوقية والإنسانية طوال العقود الماضية والتي تعرض لها الشعب الفلسطيني خاصة والسوري واللبناني والأردني والمصري، ويتزايدون فيما بينهم لإرضاء الصهيونية بتعطيلهم لكل القرارات والنداءات الأممية والعالمية وتجاهلهم الوقح للتظاهرات والمسيرات الجماهيرية التضامنية مع الشعب الفلسطيني والوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي.

لقد انكشف للجهلة حقيقة بعض الدول التي تتغنى بدفاعها عن حقوق الإنسان والديموقراطية والشفافية وتحتكر سلطة دولية سمتها "حق الفيتو"، إنهم فعليا ضد كل شيء يتعارض مع مصالحهم ويستعملونه لابتزاز الدول التي تكون خارج تسلطهم اللامشروع.

لقد قدم الشعب المغربي شهداء وضحايا في مواجهة الإحتلال الغاشم كما قدم شهداء وضحايا بالشرق الأوسط دفاعا عن فلسطين و سوريا ومصر ولبنان في مواجهة الكيان الصهيوني وامتزجت دماؤهم هنا وهناك مع دماء كل المجاهدين الشهداء في كل المعارك منذ الإحتلال الإمبريالي إلى اليوم. شهداء منهم قياديون من السنة والشيعة والمسيحيين والشيوعيين والتقدميين والدروز وكل مكونات شعوب المنطقة، هؤلاء الشهداء هم تيجان المقاومة والوفاء والصدق والبطولة وهم شرف كل الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية والقوى السياسية والنضالية المؤمنة بوحدة النضال والمصالح المشتركة الضامنة لكرامتنا وعزتنا جميعا في أفق بناء قوتنا القارية باقتصادها وتنميتها وعدالتها وتقدمها العلمي والاجتماعي وبانسانيتها وديموقراطيتها.

إننا بالمغرب لانزال نناضل ونعمل بكل الطرق السياسية والديبلوماسية والإعلامية في كل المحافل والمنتديات والمؤسسات من أجل استكمال استقلال كل الثغور المحتلة، وإفشال ومواجهة ورفض كل مخططات التقسيم وخلق "كيانات" وهمية بشمال إفريقيا، ونرفض أي مؤامرة في مختلف بقاع الأرض تسعى للتحكم في العالم بصناعة الصراعات والحروب بالوكالة لتقسيم أية دولة أو المساس بسيادتها، كما أننا لانقبل من أية جهة كانت دولة أو "عقيدة " أو منظمة التخندق سرا أو علانية مع أعداء وحدتنا الترابية والوطنية والعقدية.

إننا نؤمن ونعتبر القضية الفلسطينية قضيتنا الوطنية ونعمل من أجل استكمال استقلال واسترجاع الأراضي المحتلة بالشرق الأوسط ولا نقبل بأي تفاوض يؤدي إلى التنازل عن حقوق وأرض وكرامة الشعب الفلسطيني واللبناني...، إننا لا نغير مبادئنا ومواقفنا وإيماننا بسبب سلوكات ومواقف تآمرية ومعادية تستهدف وطننا ورؤيتنا الوحدوية المغاربية بما يحقق بناء قوة اقتصادية واجتماعية تكاملية تحقق لشعوبنا العدالة والديموقراطية والتقدم والرخاء.

( اَ۬لَٰنَ خَفَّفَ اَ۬للَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفاٗۖ فَإِن تَكُن مِّنكُم مِّاْئَةٞ صَابِرَةٞ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِۖ وَإِنْ يَّكُن مِّنكُمُۥٓ أَلْفٞ يَغْلِبُوٓاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اِ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ مَعَ اَ۬لصَّٰبِرِينَۖ * ) الانفال .