الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد صدقي: محاولة لتفسير ظهور شقوق بحقول واحة تودغى

أحمد صدقي: محاولة لتفسير ظهور شقوق بحقول واحة تودغى أحمد صدقي
ظاهرة استرعت انتباه العديد من المواطنين وتمثل في ظهور شقوق على السطح بالحقول تمتد احيانا لمئات الامتار وقد تتفرع ولها وسع سنتيميتري وعمق غير معروف.

يصعب تحديد أسباب هذه الظاهرة إلا إن تم إجراء مسح جيوفيزيائي بهذه المواقع ولكن تبقى مجموعة من الفرضيات مطروحة ومنها حسب رأي الشخصي:
 
-باعتبار هذه الشقوق ظهرت مباشرة بعد الموجة الاولى من الأمطار الغزيرة الاخيرة فإن ذلك يوافق ملاحظات مماثلة مسجلة ببعض المواقع على الصعيد العالمي والتي جاءت بشأنها تقارير تفيد تزامن ظهور مثل هذه الشقوق مع تهاطل الأمطار القوية. ومما يمكن به تفسير هذه العلاقة هو أن هذا النوع من الأمطار بحدث تأثيرا سريعا على السطح بقوة التفاعل وثقل المياه  خصوصا وأن الأمطار الغزيرة يرافقها مفعول يسمى مفعول "الدفقة" Effet Splash حيث تحدث قوة تساقط القطرات المطرية تغييرات في بنية التربة وتشتيت مكوناتها وتشكيل طبقة سطحية غير نفوذة مما يجعل المياه لا تتسرب إلى الطبقات السفلى لتأخذ طابع السيلان القوي الذي يساهم في إحداث هذه الشقوق في المواقع التي لها قابلية لذلك، قابلية تعود مثلا الى وجود تأثير قبلي تعرضت له التربة والطبقات الصخرية في الموقع بفعل نشاط زلزالي او تحول بنيوي ناتج عن الإفراط في استغلال المياه الجوفية او حتى تأثير الجفاف ووقع الحرارة على الطبقات السطحية أو كل ما يسهل اختراق السيول للطبقات واحداث الشقوق بل الأخاذيذ احيانا. 
 
-تفسير آخر يمكن تقديمه بشأن تشكل هذه الشقوق ويتمثل في أثر النشاط الزلزالي على التربة وفق مفعول التسييل Liquéfaction والذي يفقد البنية الصخرية السطحية خصوصا التربة المشبعة بالماء قدرتها على تحمل الثقل ومن تم تعرضها للانهدام والخسف والتشقق وتبرز البحوث المتوفرة أن التربة الرملية وتربة الطمي هي الأكثر قابلية لمفعول التسييل المذكور وهذا النوع من التربة هو السائد في المواقع التي شوهد فيها تشكل هذه الشقوق بالواحة مع أن هذا التفسير الأخير يمكن أن يجد حجيته في كون المنطقة شهدت هزة أرضية ليلة زلزال الحوز والتي لم تسجل بالمنطقة بهذه الشدة منذ أكثر من 30 سنة وحتى وإن مرت عنها سنة كاملة فإن التساقطات الاخيرة هي الأولى من حيث قوتها وغزارتها بعد ذلك الزلزال.

وإذ أبسط هذه الفرضيات التفسيرات المحتملة للظاهرة فإني أرجو أن تعمد الجهات المعنية إلى القيام بالمتعين استجلاء للأسباب الدقيقة لها.