الاثنين 23 سبتمبر 2024
مجتمع

تيزنيت.. بلوكاج الدخول المدرسي يوسّع الهوة مع خطاب الوزارة ويهدد بتقويض الإصلاحات المنشودة !

تيزنيت.. بلوكاج الدخول المدرسي يوسّع الهوة مع خطاب الوزارة ويهدد بتقويض الإصلاحات المنشودة ! الأمازيغية، والإنجليزية شكيب بنموسى
أثار الدخول المدرسي الحالي 2025/2024 وطنيا موجة من النقاش السّاخن عبر مواقع التواصل الإجتماعي عبر فيه الآباء عما يشغلهم من تخوفات، وامتد صداها لمختلف المنابر الإعلامية. كما  صاحب ذلك تفاعل كبير لممثلي فدراليات جمعيات الأمهات والآباء وأولياء أمور التلاميذ وطنيا، وممثلي جمعيات حماية المستهلك، والنقابيين... أدلوا فيه عن آراءهم من مجموعة من المواضيع والقضايا، وعلى رأسها أزمة تدبير الموارد البشرية، جراء مشاركة الأساتذة في الإحصاء، وتداعياته على سير  الدراسة، وصدمة إلغاء مبادرة مليون محفظة، في ظل التحديات الإقتصادية والإكراهات المالية التي عصفت بالأسر، التي لم تخفي تخوفها من العودة مجددا لزوبعة الإحتقان إلى البيت التعليمي، بعدما كشفت الكثير من المعطيات الميدانية التي تم تداولها بشأن اتساع الهوة بين خطاب الإصلاح، وواقع الممارسة.
 
وقد دفع ذلك، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى لعقد  ندوة صحفية بتاريخ  06 شتنبر 2024، بمقر مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، أطلع من خلالها الرأي العام التربوي والوطني على أهم المستجدات والمعطيات التي تميز الدخول المدرسي الحالي 2024/2025، الذي يشكل مرحلة مهمة في تنزيل برامج خارطة الطريق 2022-2026. مشيرا إلى أنها تحمل دينامية تحول المدرسة العمومية، بفضل تعبئة كل من هيئة التفتيش والتأطير والمراقبة، والأستاذات والأساتذة الملتزمين، والمكونين، باعتبارهم فاعلين في مجال تجويد المحتويات البيداغوجية، مدعومين بالأطر الإدارية، وبالوسائل المادية، والرقمية، التي توفرها الدولة.
 
وأشار بلاغ الوزارة في الموضوع أنها قد تمكنت من تجريب مشروع الريادة على مستوى السلك الإبتدائي، وقررت توسيعه في 2000 مؤسسة إضافية، ليشمل مليون و300 ألف تلميذ، ما يمثل 30% من تلاميذ السلك الإبتدائي. 
 
وأضاف أن الوزارة قررت تجريب ذات المشروع  في خظم هذا الموسم الدراسي في السلك الثانوي الإعدادي، في 232 مؤسسة ليشمل 10% من مجموع التلاميذ الإعدادي، بعد تعبئة 7.000 أستاذ(ة) منخرط، و800 مفتش(ة) يغطون معظم التخصصات، كالتوجيه المدرسي، والدعم النفسي والاجتماعي. وأكد أن هذا يندرج في مأسسة النموذج الجديد للمدرسة العمومية. وأضاف أن العرض التربوي عرف تجهيز 37 ألف فصل دراسي بمسلاط ضوئي، وتوفير 50 ألف حاسوب محمول لفائدة الأستاذات والأساتذة، مع تخصيص غلاف مالي يقدر ب 370 مليون درهم لتمويل مشروع المؤسسة المندمج PEI بمؤسسات الريادة.
 
وانسجاما مع خطوات وتوجيهات الوزارة الوصية، وبشكل استباقي، نظمت مديرة أكاديمية سوس وفاء شاكر سلسلة من اللقاءات التأطيرية، والتواصلية، همت مختلف الفاعلين، والمتدخلين، والشركاء. 
 
وكانت البداية بتنظيم لقاء تأطيري تنسيقي جهوي موسع بتاريخ 26 يوليوز، هم الفاعلين التربويين من مختلف البنيات
الإدارية للأكاديمية، ومديرياتها الإقليمية، حضره المدراء الإقليميون، وهيئة تنسيق التفتيش الجهوي، وفريق تنسيق التفتيش التخصصي، وشمل أيضا عبر تقنية المناظرة، رؤساء المصالح، ورؤساء البرامج التحويلية بالمديريات الإقليمية. بسطت فيه مديرة الأكاديمية مستجدات الموسم الدراسي 2025/2024، كتوسيع مشروع الريادة جهويا، وتعميم تدريس الأمازيغية، والإنجليزية، بعدما قدمت حصيلة الموسم الدراسي 2023/2022 معززة بالأرقام، والمؤشرات. كما أبرزت ماتوليه من أهمية قصوى للمنتدى الوطني للأستاذ، إلى جانب أولوية تفعيل الشراكات في المجال التربوي.
 
وفي نفس السياق،  شهد اللقاء التواصلي الجهوي مع مكاتب النقابات الأكثر تمثيلية فتح نقاش موسع عن الحصيلة المقدمة، والتدبير الإداري، والمالي، والتربوي، لتختم لقاءاتها بتنظيم ندوة صحفية بتاريخ بتاريخ 30 يوليوز عن ملامح الدخول المدرسي 2025/2024، وحصيلة الموسم المنتهي. وعرفت ذات الندوة تقديم  كافة المؤشرات، والأرقام التي ميزت عمل الأكاديمية بشفافية لم يعهدها القطاع من قبل، وبمهنية عالية، كبلوغ نسبة 78,25%. وذكرت بالإكراهات المسجلة، كزلزال الأطلس، التي تم تجاوزها بتظافر جهود الأطر التربوية، والإدارية بالقطاع. وأبرزت اهتمامها بتوسيع تدريس الأمازيغية، والإنجليزية، وتدريس البرمجة بالمستويين الخامس والسادس، ومواصلة كافة الجهود لتوسعة العرض المدرسي...
 
كما نظمت مديرة الأكاديمية فور انتهاء العطلة الصيفية بتاريخ 22 غشت 2024 لقاء تنسيقيا جهويا، خصص لتدارس الترتيبات النهائية لانطلاق الدخول المدرسي، حضوره رؤساء الأقسام، وصاحبه تفعيل لجان جهوية تقنية برئاسة رئيس قسم التخطيط، تفقدت العديد من المؤسسات المحدثة، بالمجالين القروي والحضري، للوقوف على جاهزية المؤسسات التعليمية، وتوفرها على الشروط الضرورية لاستقبال التلميذات والتلاميذ. 
 
وفي غشت  الماضي، عقدت لقاء تنسيقيا جهوي، حضوره المدراء الإقليميون، ورؤساء الأقسام، والمصالح، استعرضت فيه المديرة الكهوية لسوس ماسة مستجدات الدخول المدرسي، وكافة الاجراءات التي اتخدتها الأكاديمية لضمان انطلاق سلس للدراسة، وقدم المدراء الإقليميون عروضا، بعضها معطياته مضخمة ومغلوطة (مديرية تيزنيت)، واختتم اللقاء بتقديم مجموعة من التوصيات الواجب تنفيدها على مستوى المديريات الإقليمية.
 
وفي إطار نفس الدينامية، عقدت مديرة الأكاديمية بتاريخ 29 غشت لقاء تواصليا مع ممثلي جمعيات الأمهات والآباء وأولياء التلاميذ، وجمعيات التعليم الخصوصي، ومؤسسات التعليم الأولي بالمجلس الإداري للأكاديمية، قدمت فيه عرضا مفصلا حول الدخول المدرسي، بما فيه المناطق المتضررة من الزلزال. كما أشادت بالمجهودات الكبيرة للأطر التربوية والإدارية. ودعت للتعبئة الشاملة من أجل كسب رهان مدرسة الجودة للجميع. بتاريخ 4 شتنبر 2024 وجهت مديرة الأكاديمية رسالة مليئة بمشاعر التقدير، والإحترام، للأطر التربوية والإدارية، نوهت من خلالها بمجهوداتهم الكبيرة، داعية كافة المتدخلين للعمل الجماعي لتجاوز التحديات، واقتراح الحلول المبتكرة لتحقيق كسب رهان الجودة، وهي المبارة لاقت استحسانا كبيرا في الأوساط التعليمية.
 
وفي سياق مواكبتها الميدانية، فقد سجلت مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، حضورا قويا لمديرة أكاديمية سوس-ماسة، كتفقدها إعادة بناء وتأهيل المؤسسات المتضررة من الزلزل بتارودانت، وتدخلها في الوقت المناسب، بعد معاينة آثار الفياضانات، بوحدة ووكرضا التابعة ل م/م سموكن بطاطا. كما تدخلت بشكل فوري لإعادة تلاميذ الوحدة المدرسية المتضررة بإقليم طاطا، بعد تجهيز قاعة مؤقتة، وتوزيع الكتب، واللوازم المدرسية، وتزويد المتعلمين بألوح إلكترونية برمجت فيها دروس رقمية. وقد فعلت بشكل ناجع مجموعة من الإجراءات الإحترازية، والاستباقية، كمواكبة وتتبع تشكيل لجنة يقظة إقليمية بطاطا، والاستعانة بأطر الدعم النفسي، والاجتماعي، لتقديم الدعم اللازم، والمواكبة النفسية للتلاميذ وأسرهم.
 
وعلى النقيض من ذلك، فقد سجل مراقبون الاستمرارية بالمديرية في تقويض كل جهود الإصلاح، الذي أسست له الوزارة، ويسرت سبله مديرية الأكاديمية كل الإمكانيات، من خلال جملة من الممارسات الإدارية، وعلى رأسها عرقلة المتعمدة للسير العادي للمؤسسات الإبتدائية، ضدا على كل  توجيهات مديرة أكاديمية سوس ماسة. بداية بقطعه الطريق، ومنعه بكل إصرار وحتى غاية 22 شتنبر 2024 إصدار المذكرة الإقليمية لتنظيم مقاطعات التفتيش، في خرق سافر لمنطوق المذكرتين الوزاريتين 113و 114، وهو مافرمل المفتشين التربويين، وجعل أغلبهم في عطالة، وخارج الخدمة، وفي ترقب مستمر لمعرفة المؤسسات المسند لهم تولي تأطيرها. وبقيت 56 مؤسسة تعليمية ابتدائية، وآلاف الأطر التربوية بدون تأطير أو توجيه، ما أوقف عملية التباري على السكنيات، وعرقل معالجة ملفات الامتحانات المدرسية، وتسبب في انعدام خدمة مسار تفتيش على منظومة الاعلام بتيزنيت، وتسبب في توقف إدماج أبناء المهاجرين الوافدين على مؤسسات تيزنيت، خصوصا أن رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية بالمديرية الإقليمية منشغل ومتفرغ لمتابعة عمليات الإحصاء... وهو ما تسبب في بلوكاج تربوي وإداري شامل، لم يسبق أن عاشت على إيقاعه مديرية التعليم بتيزنيت.
 
 هذا وقد سبق لمديرة أكاديمية سوس- ماسة أن شددت في اجتماعها الجهوي التأطيري بتاريخ 26 يوليوز 2024 على ضرورة احترام وتنفيد جميع ما جاء به مقرر تنظيم السنة الدراسية 2025/2024. وأصدرت توجيهات صارمة للمدير الإقليمي لتيزنيت، بضرورة احترام مبدأ التناوب في تنظيم مقاطعات التفتيش، والتغيير السنوي للمفتشين المؤطرين للمؤسسات الخصوصية بتيزنيت، على اعتبار ما سجل بتيزنيت من تستر على الكثير من خروقات المؤسسات الخصوصية، وشبهات في تتبيث بعض المفتشين التربويين لسنوات بنفس المؤسسات الخصوصية، مما جعل الدخول المدرسي بتيزنيت استثنائيا، وبعيدا عن سياق شعارات الإصلاح التي أعلنتها الوزارة.
 
وصرح مصدر من داخل هيئة التفتيش  ل"انفاس بريس"، أن البلوكاج التربوي والإداري الحاصل بمديرية تيزنيت يعود في أساسه لعدم تقبل شبكة المستفيدين من ريع التعليم الخصوصي لتوجيه مديرة الأكاديمية، القاضي بالتغيير السنوي لمؤطري الخصوصي، وهو مارضح له المدير الإقليمي، مستعينا باللعب على وثر الوقت، لإقبار توجيهات مديرة الإكاديمية، فيما سجلت فعاليات المجتمع المدني بتيزنيت استنكارها الشديد للإقبار التام لتشكيل لجان المفتشين التربويين، لتتبع، وتقييم الدخول المدرسي 2025/2024.
 
وأكد مصدر نقابي أن عدم إصدار مذكرة تنظيم مقاطعات التفتيش التربوي سابقة، عرقلت تقييم أداء الأساتذة المترشحين للترقية بالاختيار برسم سنة 2023، والتي حددت الوزارة أجلها قبل نهاية الشهر الجاري، وهو ما ارتفعت بشأنه أصوات من داخل النقابات، تنادي بالتدخل العاجل لمديرة الأكاديمية، وتطالب الوزارة بإيفاد لجان مركزية مختصة لافتحاص، وتفتيش تراكمات التدبير الإداري لقطاع التعليم بتيزنيت، قبل استفحال المزيد من الكوارث التدبيرية، التي تنذر بإقبار، وتقويض جهود الوزارة في أجرأة، وتتبيث الإصلاحات المعلنة.