تعيش منظومتنا التربوية حالة من التباين الحاد بين مؤسسات التعليم الريادي والمدارس التقليدية، مما يفضي إلى ظلم واضح بحق الأطفال. ففي الوقت الذي يتمتع فيه التلاميذ في مدارس الريادة بإمكانيات تعليمية متقدمة وأساليب تدريس مبتكرة، يضطر زملاؤهم في المدارس العادية لمواجهة تحديات جمة، من نقص الموارد إلى عدم ملاءمة طرق التدريس.
إن التفاوت في مستوى التعليم يخلق نوعًا من التمييز، حيث يتوجب على كلا الفئتين من التلاميذ اجتياز نفس الامتحانات، مثل امتحان الباكالوريا، رغم الفجوة الكبيرة في تجارب التعلم التي مروا بها. كيف يمكننا الحديث عن المساواة وتكافؤ الفرص في ظل هذه الظروف؟
إن هذا التباين لا يضر فقط بالتلاميذ، بل ينعكس سلبا على المجتمع ككل. إذ يعزز الشعور بالظلم والإقصاء، وينتج جيلا غير متساوي في فرص النجاح. لذلك، آن الأوان للانتقال من مرحلة التجريب إلى تنفيذ الحلول العملية والشاملة. فتكلفة الجهل والفوارق الاجتماعية تفوق بكثير كلفة التعليم الجيد.
ندائي إلى المسؤولين: حان الوقت لنضمن تعليما متكافئا لجميع الأطفال، بغض النظر عن خلفياتهم أو مؤسساتهم التعليمية. فكلنا مغاربة، ويستحق كل طفل فرصة عادلة في التعليم والنمو. لننهض بتجربتنا التعليمية نحو تحقيق العدالة والمساواة، لنضمن لمستقبلنا الأفضل.
التعليم من مؤشرات التقدم و التراجعات على مستوى التنمية البشرية فكلما تقدم التعليم في كل بلد إلا وكان له انعكاس على مساره التنموي وكلما كان التعليم به أعطاب يقوض مسارات التنمية ، وتصنيف المغرب في مؤشر التنمية لن يكون بناء على مؤسسات الريادة بل بشمولية التعليم المزدهر وليس التعليم بمنطق التفاوتات و اللامساواة.