الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

قصص مرعبة فوق الخيال من "عام الجوع" بالمغرب

قصص مرعبة فوق الخيال من "عام الجوع" بالمغرب

مخزون مرعب وكثيف تحتفظ به الذاكرة الشعبية المغربية عن عام الجوع الذي مر بالمغرب. فقد عانى المغاربة خلال القرون السابقة من أعوام هي الأكثر حلكة وقسوة في تاريخه. أعوام طبعها الجفاف والقحط والجراد والطاعون والتوفيس، ولم تخف وطأة نسبتها إلا خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ففي هذه الفترة قدم المغاربة أبناءهم قربانا لـ "وحش الجوع" وباع آخرون أراضيهم بأبخس الأثمان، وتنازل عنها آخرون مقابل كسرة خبز جافة يطعمون بها أفواها جائعة، في حين اضطر آخرون افتراس الكلاب والقطط والخنازير...

لم يجد المغاربة في أعوام انحباس المطر وتفشي المجاعات والأوبئة ملاذا سوى الانزواء والتضرع وأداء صلوات الاستسقاء لمرات متعددة والتي لم تشفع في إيقاف المأساة...

مجاعات غيرت العادات الاستهلاكية للمغاربة بشكل كبير، وفرضت عليهم الانتشار في مناكب الأرض بحثا عن ما يقيم العوز من الأعشاب، وتقاطروا من كل حدب وصوب لحفر جذور نبتة "إيرني" والإقبال على "البقولة" و"الكرنينة" و"الترفاس"، بل حتى الجراد المقلي والمشوي الذي تحول إلى وجبة رئيسية تقيهم من سطوة الجوع الفتاك..

وتبقى مجاعة عام 1945 هي الأخطر على الإطلاق في تاريخ المغرب، إذ لم يشهد المغرب مثيلا لها منذ عهد المولى إسماعيل، كما قال المؤرخ الراحل جرمان عياش الذي عايش ظروف المجاعة... إذ عانى المغاربة خلالها من استنزاف خطير للمواد الغذائية لتمويل المجهود الحربي الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، مما انعكس سلبا على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة حسث جعلتهم المجاعة عاجزين عن دفع ما يتربص بهم من الأمراض والأوبئة...

"الوطن الآن" في عددها الجديد (تجدونه في الأكشاك) سلطت الضوء على آخر فاجعة إنسانية عرفها المغرب، وذلك بتقليب بعض صفحات التاريخ المؤلمة، وأجرت حوارا مع الباحث بوجمعة رويان صاحب كتاب "الطب الكولونيالي الفرنسي بالمغرب 1912 – 1945 والذي يتطرق فيه بتفصيل لهذه الفاجعة الإنساني.