الخميس 21 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عمر المصادي: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في خدمة الشباب 

عمر المصادي: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في خدمة الشباب  عمر المصادي
ككل سنة يحتفي المغاربة بذكرى عيد الشباب يوم 21 غشت، وهي مناسبة مواتية للاحتفاء بالشباب الذي يعتبر ثروة حقيقية داخل منظومة كل الدول، هذه الذكرى التي تتزامن مع عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، قائد مسيرة التنمية من خلال الخطوات والمبادرات التي يتبناها لتحقيق التنمية المنشودة ولإقرار العدالة الاجتماعية وتوفير ظروف العيش الكريم لشعبه الوفي.
 
لقد كان الملك محمد السادس نصره الله، سباقا دائما للإعلان عن مبادرات وبرامج حققت نهوضا اجتماعيا تجسد في التجديد المستمر والتغيير الكبير الذي شهدته المملكة المغربية الشريفة، مما ساهم في تكريس وتوطيد الأمن والرخاء والإزدهار والنماء للشعب المغربي.
 
ولعل من أبرز المبادرات التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي قاربت العقدين من تبنيها محققة الأهداف المرجوة منها، هي ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال البرامج الأربعة لمرحلتها الثالثة والتي تضطلع بدور حاسم في النهوض بالعنصر البشري، من خلال إعادة توجيه برامجها للتركيز على الأجيال الصاعدة وتحسين الإدماج الإقتصادي للشباب.
 
وقد كان الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ19 لعيد العرش المجيد، بمثابة خارطة طريق هذه المرحلة الثالثة، بعدما قال خلاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله:
 
...“إن الشأن الإجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان… فإني أؤكد على التركيز على المبادرات المستعجلة في المجالات التالية… إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بتعزيز مكاسبها، وإعادة توجيه برامجها للنهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ودعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل”...
 
ومنذ أن أعلن جلالته خلال هذا الخطاب عن خارطة طريق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإعطاء انطلاقتها من طرف جلالته نصره الله، يوم 19 شتنبر 2018، عملت وزارة الداخلية، التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تزيل هذه التوجيهات عبر جهات المملكة الـ12 وعلى تفعيل تصور هذه المرحلة الثالثة.
 
ووضعت هذه المجالات كهدف أسمى لها بالدرجة الأولى، كلا من تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية الاجتماعية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ثم الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.
 
ويعد إنجاح الإدماج الاقتصادي للشباب رهانا أساسيا بارزا لتحقيق التنمية. فباعتبار تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب أحد برامج المرحلة الثالثة، يسعى هذا الورش إلى الرفع من قابلية تشغيل الشباب وتطوير سوق الشغل وضمان استدامة المشاريع، ويتأتى ذلك، على الخصوص، من خلال رفع التحديات على مستوى دعم قابلية تشغيل الشباب، وضمان استدامة المقاولات الصغرى والصغيرة جدا والمتوسطة من أجل خلق القيمة المضافة.
 
وفي هذا الإطار تم إحداث منصات الشباب بكافة عمالات وافاليم المملكة، والتي تتمثل أبرز مهامها في استقبال الشباب والإنصات إلى انشغالاتهم، وتقديم خدمات التوجيه للباحثين عن العمل وإلى حاملي المشاريع في أفق تحسين الدخل وتحقيق الإدماج الاقتصادي لفائدة هذه الفئة، تظهر حصيلة واثار هذه المنصات جد مشجعة في الإدماج الاقتصادي للشباب.
 
فبالإضافة إلى ما توفره منصات الشباب من دعم مالي وتقني للشباب الراغبين في إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة، من خلال تمويل المشاريع وتقديم التدريب، المواكبة، الاستماع، التوجيه وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي للشباب، ومساعدتهم على اكتساب مهارات حياتية أساسية.
 
فقد ساهمت المبادرة في إنشاء وتطوير مراكز للتكوين المهني بهدف تزويد الشباب بالمهارات اللازمة للدخول إلى سوق العمل، هذه المراكز توفر برامج تدريبية في مجالات متعددة مثل الحرف، التكنولوجيا، والخدمات...
 
 كما تقوم المبادرة بدعم الشباب في تطوير مواهبهم من خلال إنشاء مراكز ثقافية ورياضية... مما يساهم في تعزيز التماسك الإجتماعي والتنمية الشخصية.
 
بالإضافة إلى محاربة الأمية والهدر المدرسي خاصة في صفوف الشابات، وذلك بهدف زيادة فرصهن في الحصول على وظائف مستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة.
 
هذه الجهود أسفرت عن تحسين كبير في حياة الكثير من الشباب المغربي، حيث ساهمت المبادرة في خلق فرص عمل، وتحسين التعليم، وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية والاجتماعية للشباب في مختلف مناطق المملكة المغربية.
 
لقد ظلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ولازالت إلى الآن تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تضع العنصر البشري وتحسين أوضاعه الإجتماعية أولى أولوياتها، ما جعل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية تسعى أيضا لتتمة ما تم التوقف عنده في المرحلتين الأولى والثانية من خلال السعي لتحقيق هدف مزدوج يتمثل في تعزيز المكتسبات وبناء المستقبل من خلال محاربة معيقات التنمية البشرية، حيث تفتح برامج المرحلة الثالثة من خلال مختلف المشاريع الدامجة التي تم تسطيرها أمام الشباب كافة فرص تحقيق مستقبل واعد في مختلف قطاعات النشاط، بما يمكن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من مواصلة مسيرتها في خدمة أبناء الوطن وتطوير كافة مؤشرات التنمية.