لا يزال انتشار فيديوهات تصور انحسار مياه البحار، وتعليق لوحات الإخلاء في حال وقوع تسونامي تثير مخاوف المواطنين بعدد من المدن الساحلية المغربية. غير أن عددا من الخبراء المغاربة، يستبعدون احتمالية وقوع تسونامي، مؤكدين أن الوضع الحالي بالسواحل الوطنية عادي ولا يدعو إلى القلق.
وطيلة الأيام الأخيرة، عجت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار تتوقع حدوث تسونامي خطير بعدد من دول البحر الأبيض المتوسط، ومنها المغرب، وهذه الأخبار تناقلتها غالبية صفحات رواد "فيسبوك" وحتى بعض المثقفين والمختصين، دون تكليف أنفسهم عناء التحقق من الموضوع، بل ذهب البعض إلى تحذير المواطنين من الذهاب إلى الشاطئ خلال هذه الفترة، مخافة أن يمسهم مكروه.
في هذا السياق، تؤكد مصادر علمية أن عملية نشر لوائح الإخلاء بشواطئ مدن مثل الجديدة، تندرج ضمن مشروع علمي للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، يتم إنجازه بشراكة مع جامعة أبي شعيب الدكالي بالمدينة تحت إشراف منظمة اليونسكو، التي صنفت الجديدة ضمن المدن المؤهلة للتصدي لـ «تسونامي» كثاني مدينة في إفريقيا.
وارتباطا بالموضوع، أكد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، أن الوضع ببلادنا طبيعي ولا يدعو إلى القلق، خاصة وأن تراجع مياه البحر يحدث بشكل دوري وأحيانا يبلغ مستويات قياسية إذ تزامن مع مواقع جذب إضافي للكواكب وتغير التيارات البحرية.
واعتبر جبور، في تصريح لـ«العلم»، أن المشروع الذي أقدمت على تنفيذه جامعة شعيب الدكالي، بتوصيات من اليونسكو، جاء بهدف التخفيف من الأضرار التي يمكن أن تحدثها موجات التسونامي على ساكنة ساحل مدينة الجديدة ومرتاديها من السياح والزائرين، وذلك عن طريق التوعية والتحسيس وتبني إجراءات كفيلة بالحد من آثاره.
وأوضح، أن وضع اللافتات في الأماكن المرتفعة كان مرحلة استباقية لأن شاطئ مدينة الجديدة من الشواطئ التي توجد ضمن محور تسونامي، والذي سبق له أن تضرر من زلزال لشبونة لعام 1755، إضافة إلى أنه تم تجهيز ميناء الجرف الأصفر السنة الماضية بجهاز قياس مستوى البحر في أفق استكمال التجهيز بمحطة زلزالية إضافية وصافرات إنذار، وتعقيم هذه الإجراءات تدريجيا على كافة شواطئ المملكة بالواجهتين البحريتين الأطلسية والمتوسطية.
وحول ارتباط هذه الظواهر بارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده عدة مناطق ببلادنا، أشار المتحدث إلى أنه ليس هناك تأثير مباشر لارتفاع درجة الحرارة في المغرب على هذه الظواهر، قائلا: «ربما على المستوى العالمي يمكن أن يحدث اختلالات، أو يجعلها أكثر حدة».
من جانبه، أكد الحسين يولعابد، رئيس مصلحة التواصل بالأرصاد الجوية الوطنية، أن التوقعات تدعو للاطمئنان، خاصة وأن حالة البحر على السواحل الأطلسية عادية جدا، حيث إن شمال العرائش هادئ إلى قليل الهيجان، مع أمواج بارتفاع لا تتعدى 0.4 متر إلى 1 متر، في حين أنه في أماكن أخرى، فالبحر قليل الهيجان إلى هائج، مع أمواج بارتفاع 1 متر إلى مترين.
وأضاف في تصريح لـ«العلم»، أن ما يتم تداوله بخصوص اللافتات الموضوعة بشاطئ مدينة الجديدة يندرج في إطار مشروع جاهزية «تسونامي»، الذي تديره جامعة شعيب الدكالي وتموله منظمة اليونسكو.
من جهته، أكد خالد الخالدي، منسق مشروع «كوست ويف»، في تصريح لـ«العلم»، أن هذه الإجراءات لا علاقة لها بأي تكهنات أو إشاعات حول حدوث تسونامي إلى مدينة الجديدة، وإنما هي إجراءات استباقية تهدف إلى تعزيز القدرات وتأهيل المدن الساحلية، لتكون قادرة على مواجهة هذا النوع من الأخطار، ومدينة الجديدة مثال ستحتذي به مدن أخرى على الصعيد الوطني والدولي.
عن يومية العلم.. الاثنين 29 يوليوز 2024
ملحوظة: العنوان من اختيار هيأة التحرير