الأحد 8 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

الطيب دكار: عيد العرش.. المغرب تنين أفريقيا!

الطيب دكار: عيد العرش.. المغرب تنين أفريقيا! الطيب دكار
في بداية عهد جلالة الملك محمد السادس، قيل في الأوساط الاقتصادية والسياسية المغربية إن المملكة المغربية أصبحت تنين أفريقيا، أي كوريا الجنوبية الجديدة الأفريقية. 

ومن الواضح أن هؤلاء الخبراء والمتخصصين المغاربة، بمن فيهم أندريه أزولاي، مستشار جلالة الملك، استندوا إلى التقدم الكبير الذي حققته المملكة، ولا سيما المشاريع المهيكلة، التي كانت في طور الإنجاز أو المبرمجة، وتعزيز سيادة القانون والحريات الأساسية وتدفق الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات.

وبعد خمسة وعشرين عاما، يمكننا أن نؤكد بكل ارتياح أن المغرب قد قطع بالفعل خطوات عملاقة، منذ عام 1999، في جميع المجالات، وأن تدفق الاستثمارات الأجنبية ونقل صناعات مكتملة إلى بلادنا، في السنوات الأخيرة، في قطاعات إستراتيجية مثل الطيران والسيارات والهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية، ترشح بلدنا بكل بساطة، إلى درجات الريادة في أفريقيا. 

وفي غضون عقدين من الزمن، نجح المغرب في ترسيخ مكانته في قطاع تصنيع السيارات بين المصنعين الكبار في العالم، من خلال رفع معدل التكامل إلى مستويات مشرفة (أكثر من 64 في المائة)، حيث أصبح المصدر الأول في أفريقيا. كما قامت المملكة المغربية، خلال الربع الأخير من القرن، بتنفيذ مشاريع واسعة النطاق في قطاع النقل وذلك بتوسيع شبكة الطرق السيارة وإطلاق الخط فائق السرعة (LGV)، الذي لا يشكل، كما يعتقد البعض، وسيلة نقل  فاخرة غير مناسبة للمواطن المغربي بالعكس ، فإن المواطن المغربي في القرن الواحد والعشرين يطوق إلى الاستفادة من التحولات التكنولوجية الكبرى، والتنقل في جميع أنحاء البلاد، بسلاسة وسرعة كبيرتين، وبوسائل سريعة ومريحة، والتي ستمتد مستقبلا إلى أغادير و مراكش ولاحقا إلى  فاس ووجدة. 

لم يسبق أن كانت مدن المغرب في منتهى الجمالية كما هي اليوم، فهي مزينة بالكثير من المساحات الخضراء والترفيهية، والشوارع المعبدة ، وسواحل بحرية حديثة، والعشب في كل مكان، وملاعب القرب الرياضية المضاءة ليلا. ولا يمكن لأحد أن ينكر الجهود المبذولة، في عهد جلالة  الملك محمد السادس، لجعل مدننا أكثر جاذبية وجمالا ونظافة و صيانة. اليوم، لا نكاد نفرق بين مدننا و مدن غربية شهيرة. كما يمكن للمرء  السفر بسيارته من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، في أمان وسلام ، وذلك بفضل الطريق السيارة  التي تصنف كأفضل شبكة في أفريقيا. لقد سارع المغرب إلى إنجاز برنامج طموح وسريع في مجال البنية التحتية البحرية الرئيسية من خلال موانئ كبرى من مستويات دولية، كطنجة المتوسط والناظور بني أنصار، وقريبا ميناء من نفس العيار في الداخلة.

 شهدت بداية الحكم تعبئة كبيرة على جميع مستويات أجهزة الدولة. أخذ جلالة  الملك "عصاه" ليجوب البلاد طولا وعرضا، مفضلا قضاء الليلة في مدينة تاوريرت، على سبيل المثال، التي لم تكن تحتوي على مساكن فخمة،على  عكس رأي مستشاريه، وذلك ليبلغ الساكنة برغبته الأكيدة في قضاء الليلة بينهم. وكان جدول أعمال الحكومة ومستشاري الملك حافلا على غرار برامج الملك بنفسه.

وكان الملك محمد السادس قد حدد مشاريع تنموية كبرى ووضع إستراتيجية وطنية في مختلف القطاعات.  وكانت التعبئة، مثل المتابعة، مطلقة ومستمرة. وفي جميع المجالات، حقق المغرب قفزات نوعية، بما في ذلك في السياسة الخارجية، من خلال النجاح في حشد الدعم العربي والإفريقي والغربي التوافقي حول قضيتنا الوطنية.
 
 
الطيب دكار/ صحفي وكاتب