أعتقد أن المؤشرات الميدانية الخاصة بسوسيولوجيا الانتخابات تشير بأن هذه ظاهرة العائلات السياسية لن تتوقف عند المستويات الحالية ومؤشراتها مازالت في تصاعد مثير، ومكمن الخطورة في هذا التحول هو أن مؤشر تطور تمثيلية العائلات السياسية بالتجربة المغربية يسير بشكل عكسي مع مؤشر تطور فعلية الأحزاب السياسية، بمعنى أنه كلما ازدادت قوة العائلات السياسية، كلما ضعفت قوة الأحزاب السياسية والعكس صحيح، وبالتالي فإن الحل الأساسي لمحاصرة هذه الظاهرة قد يكون في جانب منه مرتبط بتغيير طبيعة القواعد الانتخابية التي تتحكم في العملية الانتخابية من قبيل “تقليص عدد أعضاء مجلسي البرلمان، اعتماد اللوائح المفتوحة بدون ترتيب...”، لكن الجانب الأساسي من معادلة الاصلاح يرتبط بتقوية دور الأحزاب السياسية ودمقرطتها وتعزيز تمثيليتها للمجتمع.
عبد المنعم لزعر، باحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط