السبت 27 يوليو 2024
فن وثقافة

الشركة الملكية لتشجيع الفرس مطالبة بتوضيح أسباب فضيحة ظاهرة "الْخَيْلْ الْمَدْﮜُوكة"

الشركة الملكية لتشجيع الفرس مطالبة بتوضيح أسباب فضيحة ظاهرة "الْخَيْلْ الْمَدْﮜُوكة" الزميل أحمد فردوس
على حد علمنا في جريدة "أنفاس بريس" أنه إلى حدود كتابة هذا المقال، لم يصدر أي بلاغ عن الجامعة الملكية للفروسية التقليدية أو حتى عن الشركة الملكية لتشجيع الفرس فضلا عن الصمت المطبق الذي تعرفه الحارسات الجهوية التي تنتسب لها الخيول مجاليا ـ بلاغ ـ تحدد بموجبه المؤسسات ذات الصلة المسؤوليات حول ما حصل ومتى وكيف وقعت جريمة تزوير شرائح التعريف المزروعة في جسد الخيول المشاركة في منافسات التبوريدة بعد نتائج التحاليل الأخيرة التي خضعت لها الخيول، وأكدت النتائج المختبرية أنها مجهولة ومخالفة لشروط المشاركة؟ اعتبار أن التواصل مع الرأي العام في عالم التبوريدة يبدد الشكوك والمخاوف ويضع حدا لكل الشائعات التي تتناسل بعد قرار إبعاد ومنع عشرات الخيول من المشاركة في منافسات جائزة الحسن الثاني بدار السلام برسم موسوم 2024.

يقول المثل المغربي: "مَحَدْهَا تْقَاقِي وْهِيَ تْزِيدْ فِي الْبَيْضْ"

على هامش مقال جريدة "أنفاس بريس" المعنون بـ "مِنْ تزوير "السَّاشِي" و "دَكّانْ" السّيّارات إلى "دَكَّانْ" الشرائح التعريفية لخيول التبوريدة" يوم السبت 25 ماي 2024، بعد الوقوف على فضيحة تزوير شرائح التعريف بسلالة وأصل الخيول التي ستشارك في منافسات فن ورياضة التبوريدة كتراث لامادي سواء بجائزة كأس الحسن الثاني بدار السلام بالرباط، أو بالنسبة أيضا المشاركة في منافسات جائزة محمد السادس بمعرض الفرس، مما نتج عنه إقصاء ومنع عشرات الخيول "الْمَدْﮜُوﮜَةْ" ـ حسب تعبير جهابذة تزوير سَاشِّي الطُّمُوبِيلَاتْ ـ من المشاركة بعد أن قامت لجنة علمية مختصة بتحليل مختبري لفصيلة دمها خلال الإقصائيات الأخيرة بمدينة بوزنيقة، في هذا السياق طفت على سطح واقع الحال عدة معطيات خطيرة تتداول في أوساط فرسان التبوريدة، تتعلق بكيفية استبدال هذه الشرائح ومن أين يتم الحصول عليها لزرعها في جسد خيول أخرى توصف بأنها مجهولة الأصل.

طريقة ومسار الحصول على شرائح التعريف الخاصة بالخيول "الْمَدْﮜُوﮜَةْ"

يحكي مصدر جريدة "أنفاس بريس" فضّل عدم ذكر اسمه بالقول أنه: "حين يتعرض حصان يتوفر على أوراق سليمة وصحيحة على مستوى النسل والأصل ـ بربري أو عربي بربري ـ حين يتعرض لإصابة خطيرة لا أمل في علاجها وشفاءها، يتم بيعه لبعض الجزّارين المختصّين في بيع لحوم الخيل، حيث يتم إزالة شريحته التعريفية التي زُرِعَت سابقا في جسده، من أجل بيعها لمن يرغب في الحصول على أوراق ثبوتية النسل والأصل لحصانه المجهول الهوية، بعد أن يتم انجاز وثائق هوية جديدة".

وأكد نفس المصدر من داخل ميدان حقل التبوريدة قائلا: "إن ظاهرة تزوير هوية الخيل التي تناسلت في ساحة خيول التبوريدة، مردّها إلى قرار سابق للشركة الملكية لتشجيع الفرس يقضي بمنع وإبعاد الخيول المجهولة النسب من منافسات التبوريدة سواء بدار السلام أو بمعرض الفرس، وكان هذا القرار قد لقيّ معارضة قوية من طرف مْقَادِيمْ وفرسان التبوريدة". على اعتبار ـ يضيف مصدرنا ـ "أن الخيول التي طالها هذا القرار لها مواصفات جميلة، تتناسب وفن التبوريدة سواء من حيث القوة والجمال، وكذا القدرة على الركض السريع إلى جانب أنها موروثة من نسل خيول سجلت حضورا رائعا في مجال تراث التبوريدة منذ القدم".

وعن سؤال للجريدة أوضح مصدر الجريدة بأن "هناك من يجني من وراء عملية زرع الشرائح التعريفية المشبوهة مداخيل مالية جد مهمة، إلى درجة تخصص البعض في هذا الميدان بعد توظيف وسطاء وسماسرة يلعبون هذا الدور حيث نسجوا بدورهم علاقات عنكبوتية في الميدان سهلت مأمورية وضع اليد على شرائح التعريف وبيعها للراغبين فيها". وأضاف موضحا بأن "نفس الشيء يقوم به بعض السماسرة حين نفوق بعض الخيول لسبب من الأسباب، حيث يتم إزالة شريحة التعريف من الحصان النافق، وبيعها لمن يدفع أكثر من أجل هوية جديدة لحصان مجهول الهوية والنسب والأصل".

من هي الجهة المسؤولة عن ظاهرة "الخيل الْمَدْﮜُوﮜَةْ"؟

هناك أصوات عديدة من داخل ميدان تراث فن التبوريدة شدّدت بالقول على أن "هناك فرسان كانوا قد وقعوا في شباك ومصيدة بعض "لَفْرَاقْشِيَّةْ" المتخصصين في بيع وشراء الخيول حيث يدّعون في رحبة بيع الخيول بالعديد من الأسواق المغربية، بأنها من السلالة البربرية والعربية البربرية، وتتوفر على وثائق ثبوتية الهوية معترف بها من طرف الجهات المختصة في هذا الشأن، مما يجعل التنافس شرسا بين الْبَرْغَازَةْ والوسطاء على مستوى تحديد السُّومَةْ والمبالغ الباهظة لشراء بعض الخيول".

في سياق متصل يتساءل العديد من المراقبين في ميدان التبوريدة بالقول: "ما ذنب من اشترى من رحبة الخيول حصانا كلفه ملايين السنتيمات، في حين أنه ـ مَدْﮜُوا ـ بعد أن تم زرع شريحة التعريف في جسده وأصبح بقدرة قادر، يتوفر على أوراق تؤكد أنه ينتمي لهذه السّلالة أو تلك ولم يعد مجهولة الهوية والنسب؟"