السبت 27 يوليو 2024
سياسة

19 ماي 1991.. هكذا خاطب الملك الراحل الحسن الثاني ساكنة أسا الزاك معلنا إحداث العمالة

19 ماي 1991.. هكذا خاطب الملك الراحل الحسن الثاني ساكنة أسا الزاك معلنا إحداث العمالة الراحل الملك الحسن الثاني
33 سنة هي عمر إقليم أسا الزاك، بعد أن قرر الراحل الملك الحسن الثاني الإعلان يوم 19 ماي 1991، عن إحداث عمالة آسا-الزاك. و ذلك خلال زيارته لتلك الربوع، حيث ألقى خطابا هاما أمام حشود غفيرة من مختلف مكونات المجتمع.
جريدة "
أنفاس بريس" تعيد نشر الخطاب الملكي، احتفاء بهذه الذكرى التاريخية: 
                                  
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله و آله وصحبه. 
سكان قبيلة آيت اوسى 

لا زالت صورتكم أنتم وإخوانكم من آقا مرسومة في ذهني وعالقة بقلبي حينما زرتمونا في مدينة فاس. فآنذاك جاء ممثلو آسا وآقا التي تحملت الصدمات الأولى لحرب الصحراء. وقد واجه أفراد تلك القبائل تلك الصدمات بما عرفه فيهم التاريخ منذ قرون من شجاعة وثبات وإيمان. وقلت لكم في  فاس ووعدتكم آنذاك بأننا سنتخذ جميع التدابير لوقايتكم من أن تصلكم ولو شرارة واحدة مما يجري في أقاليمنا الصحراوية.
ورمزا لذلك العطف وذلك التقدير، وزعنا عليكم أنتم رؤساء القبيلة بنادق كما كان يوزع آباؤنا و أجدادنا السيوف. وكان عملنا هذا رمزيا. يعني أن اللحمة بيني وبينكم ستتقوى وأن التضامن الواجب بين الملك وشعبه هو تضامن يكون عمادا وعنصرا من العناصر الراسخة التي بني عليها مجتمعنا منذ المولى إدريس الاول طيب الله ثراه إلى يومنا هذا. 
وقبل ان آتي إليكم طلبت أ يعطوني ما هي مطالب آسا. وبعدما قرأت ذلك وجدت أن مطالبكم وحاجياتكم كثيرة وكثيرة جدا. لكن مقامكم عندنا عزيز وعزيز جدا. فقررنا عوض أن نقوم بعمل هنا أو هناك أن ننشا إقليم آسا-الزاك. فبمجرد رجوعنا سنعين على رأس الإقليم في الحين وفورا، رجلا نثق فيه، رجلا يمكن أن يفي بوعودنا وأن يطبق ما أردناه وما طلبتم. 
وهكذا سيمكن حل مشاكل المستشفيات والمدارس والتشغيل والطرق والمياه وغير ذلك في عين المكان. 
وقد أصدرنا أوامرنا إلى وزيرنا الأول وإلى حكومتنا وإلى وزيرنا في الداخلية كي ينكبوا في الحين على إنجاز مطالبكم. لانكم و الله في حاجة إليها أنتم وسكان الزاك.
فسيروا على بركة الله في مسيرتكم المعمارية المقبلة. وربوا أبنائكم شبابا وشابات على الخصال التي رباكم عليها آباؤكم حتى تبقى هذه الناحية من المغرب يذكر مجدها في الشدة والرخاء. 
ولا أريد أن اختم هذه الكلمة دون أن نقرأ جميعا آيات من كتاب الله العظيم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا) صدق الله العظيم.