الاثنين 25 نوفمبر 2024
اقتصاد

كشفته ‭»‬فيلا‭ ‬ميامي» ‬لابن‭ ‬الصفريوي‭ ‬وصهر‭ ‬أخنوش.. هكذا يتم تهجير أموال الاتجار فـي سكن الفقراء!

كشفته ‭»‬فيلا‭ ‬ميامي» ‬لابن‭ ‬الصفريوي‭ ‬وصهر‭ ‬أخنوش.. هكذا يتم تهجير أموال الاتجار فـي سكن الفقراء!
إن‭ ‬أكبر‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬مالك (‭ ‬33‭‬سنة)،‭ ‬نجل‭ ‬أنس‭ ‬الصفريوي‭ ‬المستثمر‭ ‬العقاري‭ ‬الكبير‭ ‬ورئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬الضحى،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬صهر‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الغلاف‭ ‬المالي‭ ‬للاقتناء‭ ‬قصر‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمبلغ‭ ‬يفوق‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬(حوالي‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬سنتيم‭ ‬مغربية)‭. ‬وليس‭  ‬حدوث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إدعاء‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬الصهر‭ ‬الكبير‭ ‬إقامة‭ ‬"الدولة‭ ‬الاجتماعية"،‭ ‬ولكن‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬الواقعة‭ ‬تأتي‭ ‬كتعبير‭ ‬صريح‭ ‬عن‭ ‬قدرة‭ ‬منظومات‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭ ‬على‭ ‬خرق‭ ‬مضامين‭ ‬الخطابات‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭  ‬نبهت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬ترشيد‭ ‬السلوك‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وإلى‭ ‬توجيه‭ ‬الثروة‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وضمنها‭ ‬خطاب‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬15‭ ‬لاعتلائه‭ ‬العرش‭ ‬حيث‭ ‬طرح‭ ‬الملك‭ ‬فكرة‭ ‬مآل‭ ‬الثروة‭ ‬المغربية‭ ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬المغاربة‭ ‬«لا‭ ‬يستفيدون‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬الثروة‭ ‬المحصلة‭ ‬في‭ ‬البلاد»‭. ‬
 
كما‭ ‬أن‭ ‬النازلة‭ ‬هي‭ ‬خرق،‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك،‭ ‬لكل‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ ‬ذات‭ ‬نفس‭ ‬المضمون،‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬تشكل‭ ‬أذى‭ ‬لاقتصاد‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬سنوضح‭ ‬ذلك‭.‬
‭ ‬
قبل‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬شرح‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الآثار‭ ‬والدلالات،‭ ‬لِنعدْ‭ ‬تركيب‭ ‬الصورة‭ ‬كما‭ ‬فجرتها‭ ‬جريدة‭ ‬«ميامي‭ ‬هيرالد»‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬التي‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬المعني‭ ‬بالأمر‭ ‬قد‭ ‬اقتنى،‭ ‬من‭ ‬مصمم‭ ‬المجوهرات‭ ‬العالمي‭ ‬بول‭ ‬موريلي،‭ ‬قصرا‭ ‬فاخرا‭ ‬بمنتجع‭ ‬«ميامي‭ ‬بيتش»‭ ‬بجزيرة‭ ‬هيسبيكوس‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬ألفي‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬وهو‭ ‬يتكون‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬طابقين،‭ ‬لينضم‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬نادي‭ ‬أثرياء‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬بمبلغ‭ ‬محدد‭ ‬في‭ ‬15.375‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬

 
وأضافت‭ ‬الجريدة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬المالك‭ ‬الجديد‭ ‬بهدم‭ ‬البناية،‭ ‬وإعادة‭ ‬تكييفها‭ ‬عمرانيا‭ ‬لتلائم‭ ‬الصيغ‭ ‬الهندسية‭ ‬الأكثر‭ ‬حداثة‭. ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬زوج‭ ‬ابنة‭  ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬وانه‭ ‬يشغل‭ ‬حاليا‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬شركة‭ ‬«اسمنت‭ ‬أطلس»‭. ‬وانه‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬أنس‭ ‬الصفريوي‭ ‬الذي‭ ‬تفوق‭ ‬ثروته،‭ ‬حسب‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬الأمريكي،‭ ‬1.1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬فوربيس‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭.‬
إن‭ ‬الصورة‭ ‬الإعلامية‭ ‬كما‭ ‬حاولنا‭ ‬إعادة‭ ‬تركيبها‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬البديهي‭ ‬التالي:
‬ـ‭ ‬كيف‭ ‬هاجرت‭ ‬أموال‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬الفقراء‭ ‬إلى‭ ‬جنة‭ ‬الثراء‭ ‬العالمي؟
‭ ‬هل‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬وفق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإدارية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬؟
أم‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالوطن‭ ‬وترواثه؟
 
المثير‭ ‬الأكثر‭ ‬للتساؤل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المعني‭ ‬بالأمر‭ ‬وشبكاته‭ ‬المؤسسية‭ ‬والأسرية‭ ‬قد‭ ‬سكتت‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬ولم‭ ‬تعره‭ ‬أدنى‭ ‬اهتمام‭ ‬واخترام‭ ‬حق‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬مسارب‭ ‬تحويل‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬(هل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وبأي‭ ‬طريقة)،‭ ‬بما‭ ‬يوضح‭ ‬كواليس‭ ‬الاقتناء‭ ‬وتدحرج‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬هناك،‭ ‬وبما‭ ‬يحفظ‭ ‬سيرة‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر،‭ ‬وذمتهم‭ ‬المالية،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الشبكات‭ ‬من‭ ‬وزن‭ ‬مالي‭ ‬وعائلي،‭ ‬علما‭ ‬بأنها‭ ‬هي‭ ‬المعنية‭ ‬الأولى‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬«هجرة»‭ ‬الأموال‭ ‬باعتبار‭ ‬والد‭ ‬المعني‭ ‬بالأمر‭ ‬من‭ ‬النافذين‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والعقارية‭ ‬الريعية‭. ‬وبالتالي‭ ‬فسكوت‭ ‬الصفريوي‭ ‬الابن،‭ ‬والصفريوي‭ ‬الأب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬سكوت‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬«الصهر»‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬متورطين‭ ‬في‭ ‬«شبهة»‭ ‬الصمت‭.‬
ثم‭ ‬لماذا‭ ‬سكت‭ ‬مكتب‭ ‬الصرف‭ ‬والسلطات‭ ‬الحكومية‭ ‬الوكية‭ ‬على‭ ‬المالية‭ ‬عن‭ ‬النازلة؟
 
علما‭ ‬بأن‭ ‬المكتب‭ ‬المعني‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬بأن‭ ‬قد‭ ‬أقر،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬فاتح‭ ‬يناير ‭2022‬، رفع‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬للمخصصات‭ ‬المالية،‭ ‬المسموح‭ ‬للمسافرين‭ ‬بنقلها‭ ‬للخارج،‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬سنتيم‭ ‬سنويا،‭ ‬تستعمل‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬بهدف‭ ‬السياحة‭ ‬أو‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة‭ ‬أو‭ ‬الاستشفاء‭. ‬كما‭ ‬"حدد‭ ‬سقف‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاستثمارات‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬و50 مليون‭ ‬درهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقارات‭ ‬الأخرى،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬تسهيلات‭ ‬لفائدة‭ ‬تطوير‭ ‬المقاولات‭ ‬الناشئة‭ ‬الوطنية‭ ‬المدرجة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وكالة‭ ‬التنمية‭ ‬الرقمية"‭. ‬وبالطبع‭ ‬فلا‭ ‬حديث‭ ‬ولا‭ ‬نص‭ ‬عن‭ ‬اقتناء‭ ‬القصور‭ ‬والفيلات‭ ‬الفاخرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬الفارهة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مبرر‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬إرضاء‭ ‬النفس‭ ‬الأمارة‭ ‬بالسوء‭. ‬
 
في‭ ‬غياب‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬مغرب‭ ‬اليوم‭.‬
‬هل‭ ‬هي‭ ‬إرادة‭ ‬حكومة‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬هشة‭ ‬وعاجزة‭ ‬عن‭ ‬تطويق‭ ‬منظومة‭ ‬الفساد؟‭ ‬أم‭ ‬هو،‭ ‬بصريح‭ ‬اللفظ‭ ‬والمعنى،‭ ‬الوجه‭ ‬البشع‭ ‬للنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬نددنا‭ ‬بترسخه‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬أركان‭ ‬ذلك‭ ‬الفساد،‭ ‬وأحد‭ ‬عناصر‭ ‬الأغطية‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬الفاسدون‭ ‬المغاربة؟
 
قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لهذا‭ ‬الفساد‭ ‬معنى‭ ‬كبير‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفساد‭ ‬صار‭ ‬عملة‭ ‬رائجة‭ ‬ومتأصلة‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬الحكومي‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬منذ‭ ‬تشكيل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬النيواليبرالية‭ ‬المتوحشة‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬شعار‭ ‬«الدولة‭ ‬الاجتماعية»‭. ‬فعزيز‭ ‬أخنوش،رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬«الصهر»،‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬المتورط‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاغتناء‭ ‬بعد‭ ‬تحرير‭ ‬سوق‭ ‬المحروقات،‭ ‬وبتواصل‭ ‬الجشع‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الأوكسجين‭ ‬وتحلية‭ ‬المياه‭ ‬والفلاحة‭ ‬والعقار،‭ ‬وغيرها‭ ‬بما‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬تداخل‭ ‬مصالح‭ ‬المال‭ ‬والسياسة‭ ‬والأعمال‭. ‬
 
ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬«القيادي‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة»‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬المحاط‭ ‬بشبهة‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬أنماط‭ ‬سلوك‭ ‬الفساد‭ ‬الأخرى‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬زيف‭ ‬الشعارات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬بسط‭ ‬الوعود‭ ‬والتطمينات‭ ‬بيد،‭ ‬وإعلان‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عيش‭ ‬المغاربة‭ ‬بيد‭ ‬أخرى‭.‬
 
لكن‭ ‬المعنى‭ ‬قد‭ ‬يتغير‭ ‬بدرجة‭ ‬قياسية‭ ‬إذا‭ ‬استحضرنا‭ ‬أن‭ ‬انفجار‭ ‬هذه‭ ‬الفضيحة‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬فيه‭ ‬فتح‭ ‬ملفات‭ ‬الفساد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬الحزبي‭ ‬الحاكم،‭ ‬ومن‭ ‬نواب‭ ‬برلمانيين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأحزاب‭ ‬وصل‭ ‬عددهم‭ ‬إلى‭ ‬الثلاثين‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مستشارين‭ ‬جماعيين‭ ‬وموظفين‭ ‬ومحامين‭ ‬ووسطاء‭ ‬للمساءلة‭ ‬القانونية،‭ ‬وبعضها‭ ‬للاعتقال‭ ‬بتهم‭ ‬وشبهات‭ ‬تبذير‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬والاختلال‭ ‬المالي‭ ‬والإداري،‭ ‬واستغلال‭ ‬النفوذ‭ ‬وتسخير‭ ‬العلاقات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محلها‭ ‬إلى‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المتابعات‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسب‭ ‬والقذف،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬المغربية‭.‬
 
لكن‭ ‬الأخطر‭ ‬يتجاوز‭ ‬شأننا‭ ‬الوطني‭ ‬ليسائل‭ ‬صورة‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬نفسه‭ ‬كبلد‭ ‬للاشتغال‭ ‬الفعال‭ ‬للمؤسسات‭ ‬حيث‭ ‬المواطن‭ ‬يتمتع‭ ‬باتساع‭ ‬نسبي‭ ‬للحريات‭ ‬والحقوق،‭ ‬وحيث‭ ‬هناك‭ ‬اقتصاد‭ ‬ناشىء‭ ‬تتزايد‭ ‬فيه‭ ‬فرص‭ ‬تدفق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬نهضة‭ ‬مجالات‭ ‬صناعية‭ ‬حديثة‭. ‬واعتمادا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوصفات‭  ‬بالضبط‭ ‬صار‭ ‬بلدنا‭ ‬يحتل‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوما‭ ‬مكانة‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬بذلك‭ ‬مؤكدة‭ ‬«صمود‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني‭ ‬أمام‭ ‬الصدمات‭ ‬والازمات»‭.‬
‭ ‬
فهل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬الاستثمار،‭ ‬أو‭ ‬طلبات‭ ‬المديونية‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬إليها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬العالم؟‭ ‬ام‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬«ما‭ ‬يحرثه‭ ‬الفلاح‭ ‬يدكه‭ ‬الجمل»،‭ ‬وبأن‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬المقول‭ ‬الشعبي‭ ‬«المال‭ ‬السايب‭ ‬تيعلم‭ ‬السرقة»؟‭ ‬ويقال‭ ‬كذلك‭ ‬«ثلاثة‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إخفاؤها‭ ‬عن‭ ‬أنظار‭ ‬الناس:‭ ‬المال‭ ‬والعطر‭ ‬والحب»‭. ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬هذه‭ ‬المأثورة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فاسد‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والعطر‭ ‬والحب‭ ‬أصلا‭ ‬لأن‭ ‬الفاسد‭ ‬تُعطى‭ ‬رائحته‭ ‬بدون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الإخفاء‭.‬
هل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تُشتم‭ ‬رائحته‭ ‬اليوم؟