لم يهضم كراغلة الجزائر وصنيعتهم "البوليساريو" والشبكات المأجورة لمؤيديهم في إسبانيا الإخفاقات الدبلوماسية المتتالية التي منيت بها الديبلوماسية الإرشائية، وخاصة بعد تعيين سيدي محمد بيد الله، الصحراوي المولد والنشأة ومن قبيلة ضاربة الجذور في عمق الصحراء، قنصلا عاما في بيلباو، أي في المكان الذي درجوا على النظر إليه بوصفه معقلا منيعا لهم بإسبانيا. غير أنهم أخذوا بتلاشي أطروحاتهم أمام أنشطة المغرب المكثفة، مما دفعهم هم وأعوانهم إلى محاولة فرملة حيوية القنصل العام المغربي، ومحاولة "استنساخ أنشطته" دون أي حرج أو حياء.
ولعل أوضح مثال على ذلك من الإعلان عن إطلاق الجزائر لقافلة قنصلية أياما بعد قيام المغرب بتنظيمها، مما عزز الوجود المغربي بالمنطقة.
وقد حدد مراقبون بعين المكان الأنشطة التي أزعجت السلطات الجزائرية والانفصاليين وأعوانهم، دفعتهم إلى التحرك في كل اتجاه، فيما يلي :
- إنشاء المنتدى المغربي-الإسباني:
أ. الدورة الأولى في مورسيا، في مارس 2021، حول تعزيز مغربية الصحراء.
ب. الدورة الثانية في مورسيا، في مارس 2022، حول النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس في عام 2015;
ج. الدورة الثالثة في الكلية المتعددة التخصصات بالسمارة، في أكتوبر 2023، حول التراث السياحي الثقافي لجهة العيون الساقية الحمراء;
د . الدورة الرابعة للملتقى الإسباني المغربي الذي سيعقد في السمارة (الكلية المتعددة التخصصات، 14 و15 نونبر 2024)، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء، حول موضوع "البعد الأطلسي والساحلي للصحراء المغربية";
- تنظيم يوم ثقافي مغربي في لوركا (مورسيا)، يوم 6 نونبر 2021، حيث تمكن المغاربة المورسكيون من تنظيم يوم ثقافي مغربي بمناسبة الذكرى الـ 46 للمسيرة الخضراء .
- تنظيم زيارتين لوفدين متعددي التخصصات من مورسيا:
أ. زيارة، في مارس 2022، إلى منطقة العيون الساقية الحمراء (العيون، طرفاية، السمارة):
ب. زيارة، في أكتوبر 2023، إلى منطقة العيون الساقية الحمراء (العيون، طرفاية، السمارة، بوجدور) والداخلة وادي الذهب (الداخلة، أوسرد، والمركز الحدودي المغربي الموريتاني، إلخ).
هكذا إذن يتضح الانزعاج الكبير الذي يشعر به العسكر الجزائري الذي يراكم الخسارات الديبلوماسية على أكثر من صعيد، إذ لم تنفع أموال الغاز، ولا الابتزاز، ولا التهديد والوعيد، ولا تغيير الديبلوماسيين، ولا إرشاء الإعلام، لزحزحة المغرب قيد أنملة عن قضيته العادلة، وهي القضية التي استطاع بيد الله، القنصل العام للمغرب، أن يجعلها محور تحركاته حتى يتأكد الإسبان بأن الانفصال مجرد "صنيعة جزائرية" بعدما تأكدت حكومتهم أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي الوحيد لتسوية النزاع المفتعل.