لازال القصف الإسرائيلي مستمرا على قطاع غزة. ولازال مسلسل الإبادة الجماعية والقتل الهمجي في حق المدنيين والنازحين الأبرياء. وهذه حقيقة مرعبة يعيها المنتظم الدولي والمؤسسات الأممية، لكنهم لا يفعلون شيئا. وبينما يجتمع الساسة على الخصوص على طاولات الإجتماعات في مجلس الأمن بقاعات مكيفة، يتبادلون الاتهامات ويتراشقون الألفاظ ويخرجون في نهاية المطاف خاويي الأيادي إلا من الدماء المسفوكة على أرض فلسطين . يقتل طفل كل خمس دقائق في قطاع غزة المحاصر من طرف الجيش الإسرائيلي النازي. فقد تحولت غزة لمقبرة جماعية للأطفال حتى من هم في حكم الأجنة، ذاهبون إلى الموت بلا إسم ولا عنوان ولا مدفن. أما الأحياء منهم فهم بلا ماء ولادواء ولا غذاء ولا مأوى. وبينها تكتظ المستشفيات بالمرضى والجرحى الذين اوشكوا على الموت ، تأمر قوات الإحتلال الصهيوني النازي بإخلاء المدارس والمستشفيات وتبادر بقصفها وقطع الكهرباء والمولدات الكهربائية بالكامل وهو ما يعني إصدار حكم الإعدام على أمراض القلب والفشل الكلوي والسرطان والأطفال الممدين على أسرة الحضانات.
إن إستمرار القصف الإسرائيلي غير المبرر يمحو عائلات وأحياء بكاملها، والمسؤولون في المنظمات الاممية يصرخون يوميا والكل عاجز إن يفعل شيئا أمام انحياز السلطات الأمريكية الداعمة للغطرسة الصهيونية.
لقد فشلت هيئة الأمم المتحدة في تحقيق السلم العادل في منطقة الشرق الأوسط. وهذا الفشل هو جرح مؤلم بسبب الشلل العالمي الذي يعود للدور الوقائي الذي تلعبه أمريكا في حماية إسرائيل من المساءلة في مجلس الأمن. ويعتبر المصدر الرئيسي لهذا الفشل..
إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من يعطي الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بقصف المدنيين العزل وتهجيرهم إلى وادي غزة جنوبا. وللتذكير فالجيش الإسرائيلي يأمر المهجرين برفع الراية البيضاء وارتداء ملابس خفيفة و حقيبة ظهر صغيرة وبطاقات هوية..كلها هذه التعليمات هدفها تضييق الخناق على السكان.
إن انحياز السلطات الأمريكية لإسرائيل منهج تابت وليس موقفا عابر. فالولايات المتحدة الأمريكية استخدمت 81 مرة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإفشال القرارات التي تنتقد إسرائيل والإحتلال الإسرائيلي النازي لفلسطين.
إن العلاقات الثنائية الأمريكية الإسرائيلي قوية ومدينة منذ سنوات ، وترتكز على أكثر من 3 مليارات دولار من التمويل العسكري ويشمل التدريبات المشتركة والبحوث العسكرية وتطوير الأسلحة والقنابل الفوسفورية والعنقودية المحرمة دوليا، لمكافحة الإرهاب. فالحرب على غزة إرادة أمريكية بالوكالة لإسرائيل تحت مبرر إرهاب حماس.
ففي الواقع، لايوجد سبب منطقي وموضوعي معلن للإنحياز الأمريكي لسفك الدماء، في انهيار لكل القيم الإنسانية التي طالما صدعت أمريكا رؤوس الشعوب منها طوال العقود الماضية.
إن ما تقوم به إسرائيل حاليا بغزة أمام مرأى ومسمع من المنتظم الدولي وكل الشعوب يهدف بالاساس إلى الإطاحة بالقضية الفلسطينية وعدم الإلتزام بأية عهود ومواثيق دولية تم الإتفاق عليها سابقا. . فالتاريخ يوثق . فكل الكيانات المصطنعة كإسرائيل تسير عكس التاريخ . مصيرها هو الزوال. فهل من حكماء وعقلاء يوقفون نزيف السلام في المنطقة؟ ام ستبقى دار لقمان على حالها؟ غطرسة إسرائيلية و إبادة جماعية ومساعدة ودعم أمريكي مستمر.
خليل البخاري، استاذ مادة التاريخ.