الجمعة 17 مايو 2024
ضيف

مصطفى قشو: معركتنا هي انتزاع الاعتراف بالباعة المتجولين

 
 
مصطفى قشو: معركتنا هي انتزاع الاعتراف بالباعة المتجولين

يرى مصطفى قشو المنسق الوطني لتنسيقية الباعة المتجولين، أن الهدف من تشكيل لجنة التنسيق الوطنية هو تنظيم احتجاجات الباعة المتجولين في مختلف المدن. وشدد المنسق الوطني في حواره مع موقع "أنفاس بريسأن ظاهرة الباعة المتجولين هي نتاج للظلم الاجتماعي واستفحال البطالة والفوارق الطبقية، لكن رغم كل ذلك، يضيف قشو، فإن المخزن ما زال يتعامل مع الظاهرة بنهج المقاربة الأمنية عوض المقاربة الإنسانية والاجتماعية، بتسليط القمع على الفراشة وقطع أرزاقهم ومصادرة سلعهم وبالتالي الإجهاز على قوتهم اليومي...

+ نظم الباعة المتجولون لقائهم الوطني الأول ببني ملال تحت شعار: "يا فراشة المغرب اتحدوا.." يوم السبت 13 شتنبر 2014، ما هو السياق العام الذي يندرج فيه هذا اللقاء؟

- السياق العام الذي يندرج فيه هذا اللقاء هو توحيد كلمة الباعة المتجولين والفراشة كي نكون على قلب رجل واحد، وصوتا موحدا في جميع المدن المغربية، للدفاع عن هذه الفئة من المواطنين، لاسيما مع ما نستحضره من خطورة جسامة الهجوم الممنهج علينا كفئة اجتماعية مهمشة ومحرومة في ظل غياب أية رؤية اقتصادية تراعي الوضع الاجتماعي والإنساني لهذه الفئة، وبعد الوقوف على ظاهرة "الفراشة" في أبعادها السياسية والاجتماعية، حيث تعتبر نتيجة لإفلاس السياسات العمومية للدولة المغربية في الميادين الاجتماعية (التشغيل، التعليم، السكن...الخ). وفي سياق وطني يتسم بالهجوم على القدرة الشرائية للشعب المغربي وغلاء الأسعار والقمع المسلط على الحركات الاحتجاجية الشعبية التي تعتبر حركة "الفراشة" جزءا مهما منها، موازاة مع الفشل الذريع للبرامج والمبادرات التي يتم الترويج لها. اليوم نجد أن المبادرات التي أعلنت عنها الدولة كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لم يستفد منها الباعة المتجولون بل استفاد من الدعم المخصص لمشاريع المبادرة أشخاص لا علاقة لهم بالباعة المتجولين، حيث نجد أن المستفيد من بعض مشاريع المبادرة الوطنية شريحة "البزنازة" والسمسارة وتجار مخدرات. مثلا في مدينة ابن ملال نجد أن رئيس المجلس البلدي وافق على مشاريع في إطار المبادرة لبعض الأشخاص لدوافع انتخابية صرفة، لا علاقة لهم بشريحة الباعة المتجولين والفراشة.

+ أعلنتم كتنسيقية عن يوم الأحد 12 أكتوبر 2014، كموعد لغضب الباعة المتجولين والتجار على الرصيف، لماذا هذا اليوم بالضبط؟

- كما لا يخفى على الجميع هناك عدد من الباعة المتجولين مهددين بالمتابعة القضائية، فمثلا نحن في مدينة بني ملال عندنا جلسة يوم 13 أكتوبر، 2014 ضد رئيس المجلس البلدي، كما أن هناك بعض أعضاء التنسيقية في الدار البيضاء متابعون قضائيا. انطلاقا من القمع المسلط علينا وللدفاع عن مطالبنا قررنا دعوة الباعة المتجولين للانخراط الفعلي في اليوم الاحتجاجي الوطني "للفراشة" المقرر يوم 12 أكتوبر2014، وذلك بتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية بسائر المدن دفاعا عن حقوقنا كاملة، كما اتفقنا خلال الملتقى الوطني على جعل يوم 13 شتنبر يوما وطنيا لغضب الباعة المتجولين والتجار على الرصيف. هذا مع العلم أن ظاهرة الباعة المتجولين هي نتاج للظلم الاجتماعي واستفحال البطالة والفوارق الطبقية. لكن رغم كل ذلك فإن المخزن ما زال يتعامل مع الظاهرة بنهج المقاربة الأمنية عوض المقاربة الإنسانية والاجتماعية بتسليط القمع على الفراشة وقطع أرزاقهم ومصادرة سلعهم وبالتالي الإجهاز على قوتهم اليومي...

+ ما هي أهم المطالب والملفات التي ستشتغل عليها التنسيقية الوطنية للباعة المتجولين والتجار على الرصيف؟

- المعركة التي سنخوضها هي الاعتراف بالباعة المتجولين، خاصة مع خطورة واقع الباعة المتجولين، من خلال طرح قضاياهم ومعاناتهم في مجموعة من المدن والمتسمة بالقمع اليومي ومصادرة السلع والمحاكمات الصورية. كما أن لدينا ملفا مطلبيا متكاملا يتمثل أساسا في: المطالبة بإسقاط كل المتابعات القضائية المتخذة في حق هذه الشريحة من المواطنين، ودعوة الدولة بنهج سياسات عمومية تخدم مصالح الفئات الشعبية الفقيرة والمحرومة. نحن لا نطالب بأمور مستحيلة كل ما نسعى إليه هو الاستفادة من الأسواق النموذجية في المستوى تتوفر على جميع المرافق الضرورية. فالملاحظ أن عددا من الأسواق النموذجية التي تم إحداثها في بعض المدن لم يستفد منها الباعة المتجولون، لكن للأسف الشديد يتسابق على الظفر بها سماسرة الانتخابات. كما نطالب الجهات المسؤولة بفتح حوارات جادة مع ممثلي الباعة المتجولين عوض استغلال البلطجية والجمعيات المشبوهة والصفراء في الهجوم عليهم.

+ أطلقت الدولة عدة مبادرات لاحتواء ظاهرة الباعة المتجولين، ومع ذلك لم تستطع الحد من هذه الإشكالية، ما السبب في ذلك في نظرك؟

- السبب في نظري في فشل البرامج التي أطلقتها الدولة منذ عهد حكومة ادريس جطو، هو سيادة منطق الزبونية والمحسوبية في التعامل مع الظاهرة، حيث تبقى بعض الحلول المقترحة لمعالجة الظاهرة (كالأسواق النموذجية والدكاكين) خاضعة لمنطق الولاءات الحزبية والعائلية ومكافآت لفائدة البلطجية. فوعيا منا بأهمية التنظيم والوحدة في مواجهة سياسات القمع والقهر والتفقير، والرفض المطلق لكل الأساليب البشعة لاستغلالنا كورقة في يد المخزن لامتصاص الغضب الشعبي تارة وورقة انتخابية تارة أخرى، قررنا تأسيس تنسيقية الباعة المتجولين والفراشة.