أخيرا ظهر إبداع العقل الحكومي...
وتفتقت عن عبقرية فاقت عبقرية " لولا" وكل برامج الدعم في دول العالم...
لأننا مبدعون... حد التخمة...
أجابت حكومتنا عن سؤال قديم جديد..
من يستحق الدعم الاجتماعي...؟
هل الفقراء والمعوزون...؟
هل العاطلون والبؤساء...؟
هل من لا دخل لهم، ولا مصدر عيش...؟
هل المتعففون الذين لا يشهرون جوعهم...؟
كيف تفكر خوارزميات برنامج الدعم الاجتماعي وتحلل الفاقة والعوز بل حتى الإملاق...؟
كيف يتصور البرنامج الفقر في مغرب اليوم...؟
إن كنت في مغرب اليوم فقيرا معدما لا دخل لك، قد تحرم من الدعم إن فضحك حمارك أو معزتك أو حتى دجاجتك...
إن كنت لا تملك شيئا، قد يحرمك من الدعم حساب بنكي لا تملك منه إلا رقما الحساب...
وقد يشي بك أحد... وبدراجتك النارية والخوذة ...
إن كنت فقيرا تمد اليد للعيش، قد يحرمك التلفاز الذي في غرفتك البئيسة أو كوخك القصديري من الدعم الاجتماعي...
فالتلفاز علامة على سعة في العيش...
لأنك محكوم عليك أن تحرم من المتعة ولو من كوميديا مغربية متعثرة..
إن كنت مقهورا اجتماعيا، قد تحرمك الثلاجة من الدعم...
الثلاجة تعني وفرة الطعام..
فلا يدخر غير الفائض...
وأنت مشبوه ملتبس بالفائض من الطعام...
تهتمك أيضا شرب الماء عذبا باردا...
حذار ...! فما...إن تنطق بأنك تملك حاسوبا حتى يخرجك البرنامج من دائرة المحتاجين...إلى فضاء المترفين...
فالحاسوب شبهة وتهمة بعدم الحاجة...
الحاسوب.... ليس حليف الفقراء...
أما الانترنت... فذاك هو التلبس بالأكبر بالترف..
إن كنت تملك سكنا اقتصاديا... فلا داعي لتقديم الطلب...
أن كنت تملك سهما على الشياع في عقار ولو غير قابل للقسمة أو أرض في خلاء، فلا تطلب الدعم الاجتماعي...
فأنت من الملاك...
من يحتاج للدعم إذاً؟
إنسان بلا هاتف... لا يتصل به أحد، ولا يتصل بأحد...
إنسان بلا حساب بنكي، يدخر ما عنده إن توفر في مكان خفي...
في وسادة أو زليجة...
إنسان بلا أنترتيت... ولا حاسوب.... ولا تلفاز.... ولا ثلاجة...
إنسان بلا عمل... ولا تجارة... ولا فلاحة، ولا يملك ولو معزة...
حتى المجانين يملكون تفازا...
حتى الذين يسكنون الشوارع يملكون هاتفا ورقما....
بحثت عن إنسان من هذا النوع...
إنسان مرشح للاستفادة من الدعم الاجتماعي...
فوجدته في المقابر...
الموتى وحدهم من هم في غنى في هذا الزمن عن الهاتف والحاسوب والتلفاز والثلاجة...
الموتى وحدهم من ليسوا في حاجة للإنترنت..
الدعم للموتى لا للأحياء...
الموتى من تتوفر فيهم كل الشروط... لا غير..
أما الأحياء، فحتى كلبهم الهجين يرفع مؤشرهم...
لو تطعم قطط الشارع...
فلست جديرا للدعم...
لو تملك أملا، لا تطلب دعما...
لو تملك بئرا لا تطلب دعما...
هم الذين تركوا الدنيا بما فيها..
فنوبوا علينا أيها الموتى...
وسجلوا أنفسكم في الدعم...
يا سارة...رمموا على الأقل المقابر والقبور حتى بنعم الموتى بالدعم...
أما أنت أيها... فتخلص من هاتفك...
لا تتصل بأحد... وعد لزمن القلة والشمعة والبراح والقطرة...والنوالة...والقديد... والسفر راجلا لا راكبا... من يركب ولو حمارا يستحق الدعم... فإطعام حمار أشق من ملء أفواه البشر في زمن الغلاء والجغرافيا...
تخلص من الحساب البنكي الفارغ...
تخلص من الحمار والمعزة والكلب وصفيحة الطاقة الشمسية...
اردم البئر... واقطع تلك الكرمة في باحة الدار...
وأنت ... نعم أنت تخلص من الحاسوب...
أعلم أنك اشتريته الأبناء زمن الحجر الصحي...
لكن ما العمل، الحاسوب فضيحة اجتماعية..
عد للشمعة وللقلة والنعل والدلو...
خذ الخبر من المقدم لا غير...
عد لليالي القديمة...
وتمتع بحكاية الجدات..
لا تقتن التلفاز فهو شبهة سعة في الرزق.. وعلامة على فيض النعمة...
أما إن كنت مالكا بلا ملك... اسما في رسم لا يساوي غير الحرمان...
فأنت من الأعيان...
لو تخلصت من كل هذا...
حتى الدراجة... والبراكة... والبركاكة...
ربما ترحمك خوارزميات برنامج الداعم الذي صيغ للأموات لا الأحياء، للفقراء نعم... لكن فقرات القرن التاسع عشر...
سيكون أحسن لو جئت بأخف الثياب...
ما يستر العورة لا غير...
لا أدري... هل سترحمك الخوارزميات، أم ستظل تحصي الموتى لا غير...
وتفتقت عن عبقرية فاقت عبقرية " لولا" وكل برامج الدعم في دول العالم...
لأننا مبدعون... حد التخمة...
أجابت حكومتنا عن سؤال قديم جديد..
من يستحق الدعم الاجتماعي...؟
هل الفقراء والمعوزون...؟
هل العاطلون والبؤساء...؟
هل من لا دخل لهم، ولا مصدر عيش...؟
هل المتعففون الذين لا يشهرون جوعهم...؟
كيف تفكر خوارزميات برنامج الدعم الاجتماعي وتحلل الفاقة والعوز بل حتى الإملاق...؟
كيف يتصور البرنامج الفقر في مغرب اليوم...؟
إن كنت في مغرب اليوم فقيرا معدما لا دخل لك، قد تحرم من الدعم إن فضحك حمارك أو معزتك أو حتى دجاجتك...
إن كنت لا تملك شيئا، قد يحرمك من الدعم حساب بنكي لا تملك منه إلا رقما الحساب...
وقد يشي بك أحد... وبدراجتك النارية والخوذة ...
إن كنت فقيرا تمد اليد للعيش، قد يحرمك التلفاز الذي في غرفتك البئيسة أو كوخك القصديري من الدعم الاجتماعي...
فالتلفاز علامة على سعة في العيش...
لأنك محكوم عليك أن تحرم من المتعة ولو من كوميديا مغربية متعثرة..
إن كنت مقهورا اجتماعيا، قد تحرمك الثلاجة من الدعم...
الثلاجة تعني وفرة الطعام..
فلا يدخر غير الفائض...
وأنت مشبوه ملتبس بالفائض من الطعام...
تهتمك أيضا شرب الماء عذبا باردا...
حذار ...! فما...إن تنطق بأنك تملك حاسوبا حتى يخرجك البرنامج من دائرة المحتاجين...إلى فضاء المترفين...
فالحاسوب شبهة وتهمة بعدم الحاجة...
الحاسوب.... ليس حليف الفقراء...
أما الانترنت... فذاك هو التلبس بالأكبر بالترف..
إن كنت تملك سكنا اقتصاديا... فلا داعي لتقديم الطلب...
أن كنت تملك سهما على الشياع في عقار ولو غير قابل للقسمة أو أرض في خلاء، فلا تطلب الدعم الاجتماعي...
فأنت من الملاك...
من يحتاج للدعم إذاً؟
إنسان بلا هاتف... لا يتصل به أحد، ولا يتصل بأحد...
إنسان بلا حساب بنكي، يدخر ما عنده إن توفر في مكان خفي...
في وسادة أو زليجة...
إنسان بلا أنترتيت... ولا حاسوب.... ولا تلفاز.... ولا ثلاجة...
إنسان بلا عمل... ولا تجارة... ولا فلاحة، ولا يملك ولو معزة...
حتى المجانين يملكون تفازا...
حتى الذين يسكنون الشوارع يملكون هاتفا ورقما....
بحثت عن إنسان من هذا النوع...
إنسان مرشح للاستفادة من الدعم الاجتماعي...
فوجدته في المقابر...
الموتى وحدهم من هم في غنى في هذا الزمن عن الهاتف والحاسوب والتلفاز والثلاجة...
الموتى وحدهم من ليسوا في حاجة للإنترنت..
الدعم للموتى لا للأحياء...
الموتى من تتوفر فيهم كل الشروط... لا غير..
أما الأحياء، فحتى كلبهم الهجين يرفع مؤشرهم...
لو تطعم قطط الشارع...
فلست جديرا للدعم...
لو تملك أملا، لا تطلب دعما...
لو تملك بئرا لا تطلب دعما...
هم الذين تركوا الدنيا بما فيها..
فنوبوا علينا أيها الموتى...
وسجلوا أنفسكم في الدعم...
يا سارة...رمموا على الأقل المقابر والقبور حتى بنعم الموتى بالدعم...
أما أنت أيها... فتخلص من هاتفك...
لا تتصل بأحد... وعد لزمن القلة والشمعة والبراح والقطرة...والنوالة...والقديد... والسفر راجلا لا راكبا... من يركب ولو حمارا يستحق الدعم... فإطعام حمار أشق من ملء أفواه البشر في زمن الغلاء والجغرافيا...
تخلص من الحساب البنكي الفارغ...
تخلص من الحمار والمعزة والكلب وصفيحة الطاقة الشمسية...
اردم البئر... واقطع تلك الكرمة في باحة الدار...
وأنت ... نعم أنت تخلص من الحاسوب...
أعلم أنك اشتريته الأبناء زمن الحجر الصحي...
لكن ما العمل، الحاسوب فضيحة اجتماعية..
عد للشمعة وللقلة والنعل والدلو...
خذ الخبر من المقدم لا غير...
عد لليالي القديمة...
وتمتع بحكاية الجدات..
لا تقتن التلفاز فهو شبهة سعة في الرزق.. وعلامة على فيض النعمة...
أما إن كنت مالكا بلا ملك... اسما في رسم لا يساوي غير الحرمان...
فأنت من الأعيان...
لو تخلصت من كل هذا...
حتى الدراجة... والبراكة... والبركاكة...
ربما ترحمك خوارزميات برنامج الداعم الذي صيغ للأموات لا الأحياء، للفقراء نعم... لكن فقرات القرن التاسع عشر...
سيكون أحسن لو جئت بأخف الثياب...
ما يستر العورة لا غير...
لا أدري... هل سترحمك الخوارزميات، أم ستظل تحصي الموتى لا غير...
خالد أخازي : روائي وإعلامي مستقل