الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: باعوا لنا الوهم..

ادريس المغلشي: باعوا لنا الوهم.. ادريس المغلشي
أصعب شيء أن تطارد السراب وتواجهه في حياتك من يراهن بأدوات لاتصنع الانجاز . والأفضع منها أن تجد نفسك أمام فاشل يجيد صناعة الوهم وهي ميزة يلتقي فيها الساسة مع بعض صانعي الفرجة في الرياضة. في خضم زخم التفاعل الذي حدث في الآونة الأخيرة مادامت كرة القدم قد غطت على كل الأحداث حتى على ظروف معيشنا اليومي ، بل نستطيع أن نغضب لدرجة الموت عند ضياع فرصة أوهدف محقق. ولا نلتفت لأحداث اخرى تهم مصير قرارات مجتمعية .
 
نسينا كل شيء بعدما باعوا لنا الوهم وصرنا نحلم في سماء الخيال بدون أجنحة ولم نعد قادرين على مواجهة مشاكلنا الحقيقية التي أصبحت عصية على التحليل والحل، بل هناك من يعتقد بل يخطط في سرية تامة لجعلها تنسينا كل مآسينا. وهناك طرف آخر يراهن من خلالها على مصادرة حقنا في التناول السياسي وجعل انجاز كروي عابر قد يدفعنا للتصويت باجماع على برامج لم نعد نعرف اولها من آخرها .بل لم يعد بمقدورنا محاصرة الفشلة من  السياسين الذين افسدوا الحياة السياسية من خلال برامجهم اللاشعبية وقرارتهم المجحفة في حق المواطنين . فلاتنمية ولامؤشرات ايجابية.
 
ما أثارني في كرة القدم والاهتمام المبالغ فيه لترتقي كلعبة من مستوى الترفيه إلى حدود تعتلي فيها مرتبة القداسة ونحن نسمع صحفي  مخاطبا فوزي لقجع (الله يخليك لينا ) وما ستترك هذه العبارة من اثر نفسي عند مسؤول لايقوم سوى بواجبه .

هناك من يطالب بتقييم حقيقي للميزانية المرصودة بناء على النتائج اذا كنا دولة مؤسسات .ومن اجل بناء مشاريع تحقق اهدافها وليس تصرفات فردية تخضع للمزاج وغير خاضعة للمحاسبة وفق مايمليه الدستور .دون ان نتكلم عن المدرب الذي ظهرت محدودية كفاءته وأكد لنا بالملموس أن تحقيق نصف نهاية قطر كانت صدفة لم تضمن له استمرارية في النتائج .ويعيش اللحظة وضعية ردود لم تؤهله لتدبير المستقبل .ومن غريب الصدف ان طريقةتواصله مع الجمهور والرأي العام بعد اخفاق محطة الكوت ديفوار  تبدو متخلفة وغير محترمة له. فمن دبر لقاءه الاول مع قناة الرياضية بالتحديد ولعله رئيس الجامعة الذي قرر بمفرده الابقاء عليه رغم كارثية النتائج متحديا بذلك كل المؤسسات .حيث فضحته الصيغة التي تم بها اعداد الأسئلة والأجوبة وبدا منهزما غير قادر على استيعاب الصدمة وهي حالة لازالت مستمرة معه لحدود الساعة .

لقجع مهما حاول من خلال استقدام بعض اللاعبين المؤهلين والبارزين والتركيز بالخصوص  على دياز باعتباره حلا سحريا لمنظومة فاشلة لم تنفع ولم يبرز دورها بالأساس من خلال المقابلتين الأخيرتين. فالنتائج مع الكم الهائل اللاعبين تعد دليلا واضحا أن المدرب يعيش انهزاما بداخله ولايتوفر على حلول على رقعة الملعب.المستفز في خطابه الذي يؤشر على مانقول كون ردوده في الندوات الصحفية دليل على أن وعيه بتجاوز الأزمة محدود بل هناك مفارقات عجيبة في الخطاب حيث لايقبل بالرجوع لمحطة الكان لكنه يقبل بالرد من خلالها. والمثير للجدل كذلك أنه يخاطب منصات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الغير حاضرة من خلال الندوة فيها صحفيون يتواجدون أمامه  لكنهم غير قادرين على طرح الأسئلة الملحة ولم لا جعلها  محرجة لتتضح الصورة. 

يبدأ الفشل يتسلل لمنظومة مدرب حين لايستطيع أن يتسع  صدره للملاحظات فكيف بالانتقاذات .من  هنا يبدأ مساره في الانتهاء ولن يسجل له عطاء فيما يستقبل من الأيام .وقد اذهب بعيدا لأقولأن الركراكي  يفكر أكثر في الاستقالة بدل  البقاء .فهل يمتلك الشجاعة ليقوم بذلك ؟ الايام كفيلة بتأكيد هذا المعطى ،لأنه بكل بساطة لم يستطع الحفاظ على انجاز جاء صدفة ولم يعد قادرا على تجاوزه بآخر ينسي الجمهور، من أجل ضمان المستقبل .