أعتقد بأن إغلاق الحدود وكذا القطيعة المعلنة من قبل الجزائر فيما بعد، هما خياران يعكسان نوعا من التّخبّط في السّياسة الخارجية تجاه جيرانها، وخصوصا تجاه المغرب. وهذه السياسة يمكن أن ندرجها ضمن ما يسمى الإدارة بالأزمات، ذلك أن النظام السياسي الجزائري وعلى امتداد السنوات الأخيرة، وفي سبيل تجاوز الاحتجاجات والمطالب المتزايدة داخل المجتمع الجزائري بشأن عدد من الإشكالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المطروحة بهذا الخصوص، يسعى إلى اختلاق أزمات وهمية مع محيطه الإقليمي، وخصوصا مع المغرب، في سياق التحريض ضد مصالحه وسيادته، والتّرويج لعدوّ وخطر وهمي يلهي الشّعب الجزائري عن مشاكله وأزماته الحقيقية.
طبعًا، هذا الخيار، هو خيار مفلس، على اعتبار أن هناك اليوم داخل الجزائر، نخبا وفعاليات وجزءا كبيرا من المجتمع يعون خطورة وتكلفة هذه السّياسة ومخاطرها، ليس فقط بالنّسبة للمنطقة، ولكن بالنسبة للجزائر نفسها. إن الاشتغال بهذا المنطق العدائي هو سلوك يصنف خارج منطق التّاريخ، على اعتبار أن عالم اليوم هو عالم مليء بالتّحديات يفرض التنسيق ويفرض التعاون الاقتصادي ويفرض استثمار الإمكانيات الوطنية والرفص الإقليمية لتحقيق التنمية.
طبعًا، هذا الخيار، هو خيار مفلس، على اعتبار أن هناك اليوم داخل الجزائر، نخبا وفعاليات وجزءا كبيرا من المجتمع يعون خطورة وتكلفة هذه السّياسة ومخاطرها، ليس فقط بالنّسبة للمنطقة، ولكن بالنسبة للجزائر نفسها. إن الاشتغال بهذا المنطق العدائي هو سلوك يصنف خارج منطق التّاريخ، على اعتبار أن عالم اليوم هو عالم مليء بالتّحديات يفرض التنسيق ويفرض التعاون الاقتصادي ويفرض استثمار الإمكانيات الوطنية والرفص الإقليمية لتحقيق التنمية.
وأعتقد أن المغرب واع بهذا الرهان، فمنذ إغلاق الحدود، وكذا إعلان القطيعة من جانب الجزائر، ظلّ وعلى أعلى المستويات، يدعو إلى تجاوز الخلافات وتعزيز الحوار والانفتاح على آفاق المستقبل من أجل تحقيق عدد من المكتسبات في ارتباطها بتحريك عجلة الاتحاد المغاربي وتعزيز التّعاون الاقتصادي، وكذا تعزيز التكتل والتعاون لمواجهة التّحديات في مختلف تجلياتها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
أعتقد بأن العالم بات مقتنعا اليوم بأن النظام الجزائري يساهم بسياساته العشوائية والعدائية هاته في رهن مستقبل أجيال مغاربية تربطها أواصر ثقافية وحضارية واجتماعية بمظاهر من الصراع والعداء، بما يزعزع الاستقرار في المنطقة المغاربية، وأعتقد أن هذه السّياسات المبنيّة على حسابات ضيقة وآنية لن تصمد أمام التبدّلات والتّحديات العالمية المطروحة، وأمام وعي المجتمع الجزائري ـ الذي يراقب بقلق -حتما- هذه السّياسات العشوائية التي هي ضدّ التاريخ وضد الجغرافيا، وضدّ مصالح المنطقة المغاربية، بل وضدّ مصالح الجزائر نفسها.