السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

حسن برما: رمضانيات الضحك راه فيكم

حسن برما: رمضانيات الضحك راه فيكم حسن برما
استشاط "با ديديس" غضبا، هو المصاب بداء السعار والحقد على الأحرار، نزل للطابق تحت أرضى لبناية وزارته المرعبة، أقام في الدهليز المظلم اجتماعا طارئا للنظر في خطورة الضحك الخائب على نفسيات المواطنين الأبرياء، وخرج بمجموعة قرارات مهمة.
أعطى أوامره بتشديد الخناق على كل من لم يلتزم بأوامر أم الوزارات، قال: "عليكم بمضاعفة الجهود، واصلوا حصار المزاليط أولاد الكلبة! ومن واصل عصيان  أوامرنا، هددوه بالسجن، واجهوه بقرارات المنع! وأدخلوا الرعب في نفوس المتعاطفين!"
خرجت الكشكوشة البيضاء من جانبي دلقوشه الخانز، واصل شلال أوامره القادم من مجاري الصرف الصحي، وأضاف قائلا: "اسمعوني جيدا! زَيِّرُوا على باباهم! لا أريد منكم تهاونا، إنهم أوغاد حاقدون، يريدون القضاء علينا ومَحْوَنا، لا تتركوا لهم فرصة التنفس! حاصروهم وامنعوهم من طلب الصدقات! ومن جهتي سأغلق عليهم أبواب دار البريهي، وأدعهم يموتون جوعا!"
انتشروا في الدروب الخلفية، زرعوا عيون المخبرين بأحياء الشقاء المزدحم بالخيبات، أمروا أعيان الثراء الفاحش بتنظيم مواسم الأضرحة المهجورة وأولياء البركات الخارقة، وأشاعوا بين نعاج المجازر الجرباء فكرة الانضمام لجماعات حزبية يدعمها المخزن وتمولها ملايين الشناقة ومليارات بارونات المخدرات والتجارات غير الحلال.
وفيما يخص رعاع الأسواق الأسبوعية وزحام سماسرة الشناقة وباعة الأوهام، انتبهوا لوجود مهرجين يسخرون من البسطاء الكادحين ومن لا حول لهم ولا قوة، راق لهم الضحك من المزاليط، هاتفوا صاحب دعوتهم، اقترحوا عليه الاعتماد على مهرجي الحلاقي وأعراس الفقراء وبهلوانات مناسبات الأعياد المحسوبة على الوطنية، وخططوا لملء الفراغ ومواجهة من سخنت عليهم رؤوسهم بعاهات الأحياء المستباحة ومدن الفوضى والاختناق.
ولم يتأخر التنفيذ، فتحوا للنكرات فرصة الظهور، خصصوا لهم في سهرات السبت الحامضة وحفلات الديناصورات الجشعة حيزا أسبوعيا لإلقاء تهريجهم المصاب بداء الحقد على الأشقياء.
فرخت سياسة التعتيم والتعمية ثنائيات بليدة دخلت الفكاهة من باب الجهل والتمييع، ظهرت الطعريجة ولحى شياطين ترتزق بالضحك من النساء الأميات وعاداتهن السيئات في الأعراس والمناحات، وواظب سماسرة التفاهة على انتقاد السكارى والسخرية من الكسال والخضار ومعلمي الأجيال.