رعب كبير ينتاب حكام الجزائر تجاه كل مبادرة مغربية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وان الإنتصارات الدبلوماسية للرباط باتت تشكل كابوسا مزعجا للنظام الحاكم بالجزائر، حيث قض مضجعهم زيارة وزير الخارجية الفرنسية مؤخرا إلى المغرب؛ وبداية ذوبان الجليد بين البلدين الصديقين والإعلان المرتقب في الشهور القادمة لزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى المغرب، كما أن هناك رد فعل من طرف حكام الجزائر نتيجة هذا التقارب الأخير، وأن سياسة رد الفعل تبرز بشكل جلي في أسلوب ممارسات دبلوماسية النظام الجزائري خاصة تجاه بلادنا،حيث أصبح هذا النظام يتبني سياسة خارجية عشوائية فاقدة للبوصلة السياسية خاصة بعد الهزائم الدبلوماسية المتتالية، مما بدأ يُظهر بشكل جلي ضعف النظام الحاكم وعزلته وفضل تحركاته على المستويين الإقليمي والدولي..خ
وأن ما تردده مؤخرا وسائل الإعلام عن عزم الرئيس الجزائري القيام بهرولة إلى باريس في الشهور القادمة يحكمه رد فعل سلبي لأن المواقف السياسية للدول تعتمد على حس استشرافي ينبني على معطيات ودراسات تمتح من الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي يراعي الظروف الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي،وينتهج سياسة التعاون وحسن الجوار واحترام سيادة الدول انطلاقا من مبدأ الفعل الإستباقي..
فسياسة رد الفعل تكون دوما متسرعة لأنها تأتي دوما دون تخطيط أو تفكير.. وعلى حكام الجزائر الإبتعاد عن سياسة رد الفعل لأنها تكون نوعا من الدفاع في لحظة ضعف، حيث تخضع للمزاجية والإنفعال والتسرع،وغالبا ما تكون عواقبها وخيمة كما يعلمنا تاريخ الأنظمة السياسية..
وبالتالي فهرولة الرئيس الجزائري إلى باريس لن تكون ضد المصالح المغربية، لأن فرنسا تعي جيدا أن المغرب أصبح قوة إقليمية صاعدة وأن المبادرات التي يقوم بها على الصعيدين الإقليمي والدولي تتحلى بالواقعية السياسية وبالحكمة وبالتبصر.. وأعتقدان العلاقة بين المغرب وفرنسا مبينة على المصالح المتبادلة والواقعية السياسية، وأن ركض حكام الجزائر نحو باريس لن يؤثر على علاقات البلدين، لأن صاحب القرار الفرنسي يعي جيدا أن هذه النظام الوظيفي العسكري مآله إلى الزوال..