هاجم المدون علي الإدريسي ما أقدم عليه ريفيون ابتلع كرامتهم العسكر الجزائري، ودفعهم إلى فتح مكتب تمثيلي لما أطلق عليه هؤلاء "جمهورية الريف".
وقال في تدوينة تضامنية وتفاعلية مع الحقوقي سعيد العمراني: "كنت فكرت في إهمال هؤلاء اليائسين؛ واليائسون مصيرهم الانتحار اجتماعيا وتاريخيا، وستندثر أوهامهم دونما حاجة إلى من يساعدهم على الانتحار. لكن يبدو أن اليائسين يستعجلون نُفوقهم مصحوبين بلعنات أهل الريف والتاريخ. أما التاريخ الراهن للريف، الذي لم يجف مداده بعد، سيذكر ويشيد بوطنية محمد حاج سلام أمزيان، قائد انتفاضة الريف في 1958، الذي كان مقيما بالجزائر أثناء اندلاع قضية الصحراء، وعرضت عليه المصالح الجزائرية قيادة إذاعة موجهة إلى الريفيين من مدينة الغزوات، المحاذية لحدود المغرب الشرقية، خدمة لاستراتيجية بومدين وعساكره"ز
وأكد الإدريسي أن "محمد أمزيان لم ييأس من تبدل الأحوال في الوطن بفضل أبنائه الحالمين بالحرية والعدالة والكرامة، والعاملين من أجل تحقيقها على أرض الوطن. رفض بكل كبرياء الأحرار ما كان يرغب فيه بعض شيعة الاستعمار في المغرب الذين عملوا كل مكرهم لتشويه حركة تحرير الريف بقيادة الخطابي ورفاقه، لأنه لم يكن من أهل الأهواء وتحويل تاريخ أهل الريف في مقاومة الاستعمار والذود عن حياض الوطن، كل الوطن المغربي، ورفض كل إغراءات نظام بومدين الذي عمل على تحقيق ما روج له الاستعمار وتبناه ورثته".
وتابع أن القائد أمزيان فضل أن "يغادر الجزائر إلى العراق، حفاظا على نضاله على الرغم من الظلم الذي اصابه من المخزن، إلى ان وافاه الأجل عام 1995 في أحد مستشفيات هولندا".
وختم الإدريسي تدوينته: "ما ينفع الوطن يمكث بين الناس في الأرض، وما يسيء اليه سيتبخر كما تتبخر أحلام الكرى، أو يتهاوى كما تتهاوى كثبان وقصور الرمال".
وحث المدون الإدريسي على إجراء نقاشات من زوايا غير الزاوية التي ينطلق منها هؤلاء الذين باعوا الوطن وارتموا في أحضان دولة تعمل على تقسيمه. كما دعا إلى اقتراح الحلول الممكنة في الواقع والزمن المعيش، لأن "السياسة فن الممكن".
وقال إن هناك مآخذ متعددة ومتنوعة على السلطة بمواقفها التي لا تتماشى ومطالب أهل الريف المهملة. لكن هناك أيضا من يحاول تغيير السيء بالأسوأ، ومعارضة السلطة والعمل وفق رغبة الآخرين لتمزيق نسيج المجتمع المغربي ودولته".