خرجت علينا صحافة الدولة التي ابتلانا بها الله تعالى من جهة الشرق لتعلن أنها قامت بفتح تمثيلية لما أسمتها ب"جمهورية الريف"!! هذا الخبر/الدعابة لا يصدقه عاقل طبعا لأن الريف له شخصياته التي جاهدت وناضلت وقاومت، وله شخصياته التي اجتهدت وشيدت وأبدعت.. بمعنى أن الريف أكبر بكثير من أن يمثله مرتزق خان ريفه ووطنه مقابل إغراءات مالية من جار الشر والسوء.. مرتزق جعل نفسه وصيا على كل أهل الريف بنسائهم الشامخات ورجالهم الأبطال.
إنها قمة السفالة والانحطاط أن تلبس بذلتك المتسخة بكل أنواع الخمور، ثم تقصد مقر زعيم يكره الخير لمنطقتك ووطنك حتى يتخذك ألعوبة إعلامية مقابل دولارات بئيسة. حقا لا أعلم كيف يمكن للإنسان أن يتنازل عن شرفه وأهله وإخوته ليتحصل على شهرة مغشوشة لا يتجاوز صداها حدود دولة تسرق ثروات شعبها لتقدمها هدية لأمثال هذا المرتزق من الخبثاء ورائعي الذمم!!..
ما لا يعلمه هذا الطريد المتشرد بين خمارات أوروبا هو أن الريف أعظم وأسمى من أن يمثله عاطل تراه سكرانا أكثر مما تراه مستيقظا واعيا.. الريف ملحمة من المقاومة والجهاد، والريف تاريخ من العلم والثقافة والقيم النبيلة.. له عظماؤه من النساء والرجال، وله من الحكمة ما يوظفها في سبيل بناء مستقبل أفضل لأبنائه داخل وطن يوحدنا من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.
لا داعي إذن لمثل هاته المسرحيات البذيئة الإخراج.. فلا خير يرجى من زنادقة متسكعين، ولا من زعماء مهرجين.. الريف قوي بوطنه، والوطن قوي بريفه.. وما على من يرى غير ذلك سوى أن يشرب من ماء المحيط.