الخميس 6 فبراير 2025
رياضة

نادية مقدي: "تيكانا".. أول عميدة للمنتخب النسوي لكرة القدم

نادية مقدي: "تيكانا".. أول عميدة للمنتخب النسوي لكرة القدم نادية مقدي
دخلت نادية مقدي، التاريخ كأول عميدة للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية، وحطمت خلال مشوارها العديد من الأرقام القياسية، فقد لعبت كرة القدم قبل ميلاد المنتخب، وكانت أصغر لاعبة في تاريخ الكرة النسوية بالمغرب، حين لعبت مباراة رسمية وعمرها لا يتعدى 14 سنة، بل إنها حملت أقمصة أشهر الأندية الوطنية، ولعبت بطولات دولية كبرى، كما احترفت لاعبة ومدربة في الخليج العربي.

ولدت نادية في وسط رياضي، فقد كان أفراد عائلتها يمارسون الرياضة بشغف كبير، وكانت الأقمصة والجوارب والبذل الرياضية حاضرة في البيت بشكل يشجع على ممارسة الرياضة. في سنة 1982 سيكتشف أبناء الحي الحسني بالدار البيضاء، فتاة يافعة تبهر الجميع في الشارع وهي تداعب الكرة. 

وعلى الرغم من صغر سنها فقد كانت تتابع مباريات فرق الأحياء، وفريق شباب الحي الحسني حين كان شقيقها يحمل قميصه، كما تابعت شقيقتها لاعبة كرة اليد، مما كون لديها عشقا غريبا للمستديرة. 

دعيت نادية مرة للمشاركة في مباراة مع فتيات الحي الحسني، أجريت بشاطئ عين الذئاب المقابل لحديقة سندباد، وجمعت فريق الوردة للحي الذي تقطنه مقدي ضد فريق نجم عين الشق، كانت مباراة غير متكافئة من حيث أعمار اللاعبات ومواهبهن، ما جعل فتيات عين الشق يحققن نصرا كبيرا أداء ونتيجة.

لكن ما أن انتهت المباراة حتى توجه عبد العزيز الواتي، مدرب الفريق المنتصر نحو نادية التي كانت حزينة للهزيمة، وشد على يديها، بل ودعاها لاستشارة عائلتها للترخيص لها بالانضمام لنجم عين الشق، حملت المقترح لشقيقتها فقبلت الفكرة على سبيل التجربة. 

تتذكر نادية، هذه المحطة المؤثرة في مسارها وقالت في تصريح صحفي: "لعبت مباراة بقميص نجم عين الشق ضد فتيات عين السبع في ملعب كوزيمار، وهو ملعب كبير المساحة خاصة وكان حينها متربا، لعبت المباراة عمري لا يزيد عن 13 سنة، حينها سيطلقون علي لقب "تيغانا" نسبة للاعب الفرنسي "جان تيغانا"، في هذه المباراة أصبح جسدي ممزوجا بالتراب، ومن هنا حملت اللقب الذي سيلازمني طويلا". 

سيطر اللقب على الاسم الحقيقي، وبدأ الحديث عنها كموهبة قادمة قبل أن يتم إنشاء المنتخب الوطني أو نواته. ومع مرور الأيام سيسطع نجم هذه الفتاة السمراء، وسيصبح لها جمهورها في ملاعب الدار البيضاء، ومن أجل عشقها للكرة كانت تقطع المسافات بين الحي الحسني وعين الشق عبر الحافلة لحضور الحصص التدريبية والمباريات التي كانت تجرى في البداية عبر تراب الدار البيضاء.

نالت نادية مقدي، شهرة أكبر مع المنتخب الوطني المغربي، فكانت أولى مبارياتها الرسمية رفقة المنتخب ضد فريق "انسكايد" السويدي، وكانت حينها عميدة لفريق فتيات الحي المحمدي قبل أن يحمل اسم "الطاس" وكانت ترأسه سميرة الزاولي. كان هذا المنتخب في طور التكوين مع فتيات شكلن اللبنات الأولى للفريق الوطني، على غرار: فاما الفوقي، بورمضان فتحية، مفتخر جميلة، سلوى الطايقي وغيرهن من اللاعبات اللاتي شكلن أول منتخب كرة قدم نسوي أواخر سنة 1996 بمبادرة من نوال المتوكل وسفيرة السويد.

بعدها ستقوم بجولة شرفية في أندية وطنية، ثم توجت مسارها الكروي بتكوين منتخب وطني نسوي كانت أهم ركائزه بنيل شارة العمادة منذ البداية، وكانت تلعبا دورا يتجاوز دور اللاعبة إلى دور المدربة داخل الميدان.

تنوعت مشاركاتها رفقة المنتخب الوطني المغربي النسوي بين القاري وبين إنجازات البطولات العربية داخل القاعة، إلى جانب مشاركتين في كأس إفريقيا للأمم، فضلا عن مشاركتها في دورات خليجية خاصة مع فريق فتيات برشيد.

خلال مشوار طويل ابتدأ من سنة 1982 إلى غاية سنة 2007، سطع نجم لاعبة غير عادية في كرة القدم، عرفت بلقب "تيغانا". وحين اعتزلت الممارسة كلاعبة بادرت للحصول على شواهد تدريب حتى تدخل عالم التأطير من بابه الواسع، وتجمع بالتالي بين التجربة والتكوين الأكاديمي.

حظيت نادية، بعد نهاية مشوارها الكروي كلاعبة بتجارب عدة في مجال التدريب من خلال الإشراف على تدريب أندية وطنية، على غرار الرشاد البرنوصي والرجاء والوداد البيضاويين وفتيات برشيد ونسيم سيدي مومن كلاعبة ومدربة، ثم فريق أفاداس، ناهيك عن تجربة خارج أرض الوطن من خلال الاشتغال كمدربة بأكاديمية "كيفن كيغن" بدولة الإمارات العربية، إلى جانب قيامها بتدريب فريق الشباب العربي النسوي، ثم فريق النصر العربي.

تعمل نادية اليوم كمؤطرة للفتيات أقل من 14 و15 سنة بالمركز الفيدرالي للتكوين في كرة القدم بمدينة السعيدية، حيث تسهر على تكوين النشء بروح معنوية تزرع التفاؤل في اللاعبات الناشئات.