Tuesday 1 July 2025
رياضة

ملاعب القرب.. مضخة الريع الاقتصادي والسياسي

ملاعب القرب.. مضخة الريع الاقتصادي والسياسي
مع‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬تتحول‭ ‬الرياضة‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬يومي‭ ‬سواء‭ ‬للشباب‭ ‬الممارسين‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬اعتزلوا‭ ‬الكرة‭. ‬ليس‭ ‬رمضان‭ ‬شهر‭ ‬العبادة‭ ‬والغفران‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬شهر‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دوريات‭ ‬رمضانية‭ ‬تستقطب‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المتتبعين‭ ‬أغلبهم‭ ‬يجعلون‭ ‬من‭ ‬الفرجة‭ ‬الرمضانية‭ ‬فرصة‭ ‬لاستهلاك‭ ‬الزمن‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬"نجيبوا‭ ‬لفطور"‭. ‬لهذا‭ ‬تصبح‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬فضاء‭ ‬لجذب‭ ‬الجماهير‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬العصر‭ ‬والمغرب‭. ‬
 
ملاعب‭ ‬القرب‭: ‬
بين‭ ‬بلخياط‭ ‬والعلمي‭ ‬
في‭ ‬زمن‭ ‬مضى‭ ‬كانت‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬مجرد‭ ‬مساحات‭ ‬فارغة‭ ‬في‭ ‬الأحياء،‭ ‬لكن‭ ‬غزو‭ ‬العقار‭ ‬قلص‭ ‬المساحات‭ ‬الفارغة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلتهمها‭ ‬الإسمنت‭ ‬وتتحول‭ ‬إلى‭ ‬إقامات‭ ‬سكنية‭. ‬كان‭ ‬لكل‭ ‬حي‭ ‬ملاعبه‭ ‬المتربة‭ ‬التي‭ ‬يمارس‭ ‬فيها‭ ‬أبناء‭ ‬الحي‭ ‬هوايتهم‭ ‬داخل‭ ‬فرق‭ ‬تتنافس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مباريات‭ ‬فرق‭ ‬الأحياء‭. ‬

وفي‭ ‬عهد‭ ‬منصف‭ ‬بلخياط‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬السابق،‭ ‬سيظهر‭ ‬مصطلح‭ ‬«ملاعب‭ ‬القرب"،‭ ‬حيث‭ ‬عرض‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬صحفي‭ ‬بأحد‭ ‬فنادق‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬مشروعه‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬تسمية‭ ‬الملاعب‭ ‬مراكز‭ ‬سوسيو‭ ‬تربوية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬اختصارا‭ ‬بـ‭ ‬"سي‭ ‬إس‭ ‬بي"‭.‬

ساهمت‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬بالوعاء‭ ‬العقاري،‭ ‬وساهمت‭ ‬الوزارة‭ ‬بالتجهيز‭ ‬والتدبير،‭ ‬حيث‭ ‬تطلب‭ ‬المشروع‭ ‬استثمارا‭ ‬تراوحت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬درهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكل‭ ‬ملعب،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الذي‭ ‬وعد‭ ‬وزير‭ ‬الرياضة‭ ‬بإنجازه‭ ‬هو‭ ‬1000‭ ‬ملعب،‭ ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬مبلغا‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬20‭ ‬درهما‭ ‬شهريا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الرياضية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تفويض‭ ‬التدبير‭ ‬لجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬مرت‭ ‬الأيام‭ ‬وتبين‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭ ‬المغربية‭ ‬للألعاب‭ ‬والرياضة،‭ ‬التي‭ ‬يرأس‭ ‬الوزير‭ ‬مجلسها‭ ‬الإداري،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬هذه‭ ‬الملاعب‭.‬

راهن‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬أزمة‭ ‬الفضاءات‭ ‬الرياضية،‭ ‬وقال‭ ‬الوزير‭ ‬أنها‭ ‬ستصالح‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬مع‭ ‬الرياضة،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ظهرت‭ ‬عيوب‭ ‬المشروع‭. ‬والتي‭ ‬كشف‭ ‬عنها‭ ‬وزير‭ ‬الرياضة‭ ‬السابق‭ ‬الطالبي‭ ‬العلمي،‭ ‬حين‭ ‬انتقد‭ ‬زميله‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الحمامة‭ ‬حين‭ ‬قال: "إن‭ ‬الوزارة‭ ‬وعدت‭ ‬بإنشاء‭ ‬1000‭ ‬ملعب‭ ‬للقرب‭ ‬قبل‭ ‬متم‭ ‬سنة‭ ‬2012،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ثمان‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬ننشئ‭ ‬سوى‭ ‬300‭ ‬ملعبا،‭ ‬أي‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬700‭ ‬ملعب‭ ‬لبلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬حددته‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الوزير‭ ‬السابق‭ ‬(ويقصد‭ ‬منصف‭ ‬بلخياط)".

وأشار‭ ‬الطالبي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الميزانية،‭ ‬لأن‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬درهم‭ ‬سنويا‭ ‬تكفي‭ ‬فقط‭ ‬لبناء‭ ‬40‭ ‬ملعبا،‭ ‬لهذا‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬300‭ ‬ملعب‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬1000‭ ‬التي‭ ‬وعد‭ ‬بلخياط‭ ‬بها‭. ‬
 
ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬والمبادرة‭ ‬والجماعة‭ ‬والخواص
يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬أصناف:‭ ‬
ملاعب‭ ‬أنجزتها‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬والشباب،‭ ‬وملاعب‭ ‬من‭ ‬إنجاز‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وملاعب‭ ‬بنتها‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وأخرى‭ ‬تابعة‭ ‬للخواص‭. ‬وتعتبر‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬المنجزة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬أوراشا‭ ‬ملكية‭ ‬تروم‭ ‬تشجيع‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬والاندماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لفائدة‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والمنحدرين‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬هشة‭ ‬وفقيرة‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬محاربة‭ ‬الفقر‭ ‬بالوسط‭ ‬القروي‭ ‬ومحاربة‭ ‬الإقصاء‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الحضري‭ ‬والبرنامج‭ ‬الأفقي‭. ‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بالرياضة‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬الخصوص،‭ ‬حيث‭ ‬أتيحت‭ ‬للأطفال‭ ‬فرصة‭ ‬ممارسة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬فضاءات‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬مقر‭ ‬سكناهم،‭ ‬وتلبية‭ ‬شغفهم‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬معشوشبة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مباريات‭ ‬فرق‭ ‬الأحياء‭ ‬تمارس‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬متربة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الملاعب‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬جمعيات‭ ‬رياضية‭ ‬تهتم‭ ‬بتكوين‭ ‬النشء،‭ ‬رغم‭ ‬بعض‭ ‬المؤاخذات‭ ‬عليها‭. ‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬المنجزة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬موضوع‭ ‬نقاش‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬واضطر‭ ‬عبد‭ ‬الوافي‭ ‬لفتيت‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬البرلمانيين،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬«المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية ‬، ‬وضعت‭ ‬منذ‭ ‬إعطاء‭ ‬انطلاقها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬ماي‭ ‬2005،‭ ‬ضمن‭ ‬اهتماماتها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتطوير‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬ببلادنا‭ ‬وخاصة‭ ‬لفائدة‭ ‬فئتي‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬المنحدرين‭ ‬من‭ ‬أوساط‭ ‬فقيرة‭ ‬وهشة»‭.‬

حذر‭ ‬لفتيت‭ ‬من‭ ‬الانحرافات‭ ‬المسجلة‭ ‬بشأن‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الملاعب،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‭ ‬المنتخبين‭ ‬والجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تستغل‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬الرياضية‭ ‬لأهداف‭ ‬انتخابوية‭ ‬أو‭ ‬تجارية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬يقول‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬فراخ،‭ ‬مستشار‭ ‬جماعي‭ ‬بمقاطعة‭ ‬سيدي‭ ‬عثمان: "يجب‭ ‬احترام‭ ‬مشاريع‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لأنها‭ ‬مشاريع‭ ‬ملكية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬نوايا‭ ‬التسييس،‭ ‬لكن‭ ‬تفويتها‭ ‬يطرح‭ ‬إشكالات‭ ‬التدبير،‭ ‬مادام‭ ‬التدبير‭ ‬المباشر‭ ‬لهذه‭ ‬المرافق‭ ‬غير‭ ‬ممكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الانشغالات‭ ‬الأخرى‭ ‬للمجالس‭ ‬الجماعية،‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬أعباء‭ ‬أخرى‭ ‬خاصة‭ ‬الصيانة‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬حراسة‭ ‬خاصة‭ ‬وإدارة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬فواتير‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء"‭. ‬

في‭ ‬أغلب‭ ‬الملاعب‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عدد‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭ ‬عن‭ ‬شخصين،‭ ‬حارس‭ ‬يملك‭ ‬مفاتيح‭ ‬الأبواب‭ ‬ومسؤول‭ ‬يملك‭ ‬مفاتيح‭ ‬خزانة‭ ‬المداخيل،‭ ‬وأمام‭ ‬غياب‭ ‬مسطرة‭ ‬قانونية‭ ‬للمراقبة‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭ ‬مدرة‭ ‬للدخل‭ ‬بسبب‭ ‬عائداتها‭ ‬المالية‭ ‬المرتفعة‭. ‬
 
ملاعب‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬المنتخبين‭ ‬
هناك‭ ‬صنف‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬يتم‭ ‬تدبيره‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وهي‭ ‬الملاعب‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استئجارها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجمعيات‭ ‬وذلك‭ ‬مقابل‭ ‬رسوم‭ ‬معينة‭ ‬لفترات‭ ‬قصيرة‭ ‬ووفق‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات‭ ‬يحدد‭ ‬تفاصيل‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬يتحدث‭ ‬الفاعل‭ ‬الجمعوي‭ ‬إبراهيم‭ ‬كيري‭ ‬عن‭ ‬إشكالية‭ ‬تدبير‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬وقال‭ ‬لـ‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬إن‭ ‬"الإشكال‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬ومجانيته،‭ ‬هنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفئة‭ ‬المستهدفة‭ ‬وهي‭ ‬المواطنين،‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال،‭ ‬اليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الملاعب‭ ‬تحتكرها‭ ‬مدارس‭ ‬محلية‭ ‬كروية‭ ‬أسست‭ ‬أو‭ ‬تفرخت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وهي‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬حصص‭ ‬الأسد،‭ ‬بحكم‭ ‬أنها‭ ‬مدرسة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬التنشئة‭ ‬الرياضية،‭ ‬وسط‭ ‬مفارقة‭ ‬غريبة‭ ‬لكون‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬مجانية‭ ‬لكن‭ ‬التسجيل‭ ‬بالمدارس‭ ‬الكروية‭ ‬ليس‭ ‬مجانيا‭ ‬بحكم‭ ‬أداء‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لمبالغ‭ ‬شهرية‭ ‬لهذه‭ ‬المدارس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تكوين‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كرة‭ ‬القدم"‭.‬

‭‬وشدد‭ ‬الفاعل‭ ‬الجمعوي،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬قرار‭ ‬جبائي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تزاول‭ ‬نشاطها‭ ‬داخل‭ ‬ملعب‭ ‬القرب،‭ ‬"كتجربة‭ ‬اقترحنا‭ ‬جعل‭ ‬ملاعب‭ ‬خاضعة‭ ‬لشركات‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬مدارس‭ ‬رياضية‭ ‬تؤدي‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ثلاث‭ ‬حصص‭  ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬درهم‭ ‬للملعب،‭ ‬وبذلك‭ ‬نساهم‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬المرفق،‭ ‬وسنشكل‭ ‬عائقا‭ ‬بالقرار‭ ‬الجبائي‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تتكاثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أنا‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬المجانية‭ ‬هي‭ ‬واجبة‭ ‬لأبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يضيق‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الملاعب‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬المدارس‭ ‬الكروية،‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬عددها‭ ‬كبيرا‭ ‬والتي‭ ‬تستخلص‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور"‭. ‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬كتب‭ ‬يوسف‭ ‬الساكت‭ ‬المتتبع،‭ ‬للشأن‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬تدوينة‭ ‬على‭ ‬صفحته‭ ‬الفايسبوكية،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تابعة‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬أكانت‭ ‬مسيرة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬ودادية‭ ‬أو‭ ‬جمعية‭ ‬أو‭ ‬فريق‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬تعيش‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬وصفهم‭ ‬بسماسرة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬الذين‭ ‬"تمنح‭ ‬لهم‭ ‬هاد‭ ‬الملاعب‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬ريع‭ ‬وهدية،‭ ‬وجزاء‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬قدموها‭ ‬للرئيس،‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬سيقدمونها‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة"‭. ‬وأشار‭ ‬الساكت‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الآباء‭ ‬باشتراكات‭ ‬سنوية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬4000‭ ‬درهم،‭ ‬مقابل‭ ‬أمتعة‭ ‬رياضية‭ ‬رخيصة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬استفادة‭ ‬الجمعيات‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬والصيانة‭ ‬والحراسة‭ ‬مجانا"‭.‬
 
البدائل‭ ‬الممكنة‭ ‬لإعادة‭ ‬الروح‭ ‬لملاعب‭ ‬القرب
أمام‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المجالس‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭ ‬وثقل‭ ‬فاتورتها،‭ ‬أصبح‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬تائها‭ ‬بين‭ ‬وصفات‭ ‬التدبير،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الرسوم‭ ‬الجبائية‭ ‬لاستغلال‭ ‬هذه‭ ‬الملاعب‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬صفر‭ ‬درهم‭.‬

ويرى‭ ‬المستشار‭ ‬الجماعي‭ ‬فراخ‭ ‬إن‭ ‬"أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال،‭ ‬هي‭ ‬القيام‭ ‬بطلبات‭ ‬عروض‭ ‬للوداديات‭ ‬والجمعيات،‭ ‬لأن‭ ‬المقاطعات‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬تسديد‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬سنتيم‭ ‬شهريا‭ ‬للتدبير".‭ ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬تبني‭ ‬فكرة‭ ‬محمد‭ ‬مهيدية‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬واليا‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬طنجة‭ ‬الحسيمة،‭ ‬(حاليا‭ ‬هو‭ ‬والي‭ ‬جهة‭ ‬البيضاء)‭ ‬وقدم‭ ‬مشروعا‭ ‬يقضي‭ ‬بتفويت‭ ‬تدبير‭ ‬هذه‭ ‬الملاعب‭ ‬لعصبة‭ ‬الشمال‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلة‭ ‬لفتيت‭ ‬راسل‭ ‬العمال‭ ‬والولاة‭ ‬لبلورة‭ ‬ميزانية‭ ‬2024‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬التقشف‭. ‬

اليوم‭ ‬تتعرض‭ ‬ملاعب‭ ‬القرب‭ ‬الموجودة‭ ‬بعدة‭ ‬مناطق‭ ‬لعملية‭ ‬إهمال‭ ‬وتخريب،‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العشب‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والسياج‭ ‬والأبواب‭. ‬همت‭ ‬السياج‭ ‬المحيط‭ ‬بالملاعب‭ ‬المذكورة‭ ‬وبعض‭ ‬منشآت‭ ‬الملاعب‭ ‬ذاتها،‭ ‬كما‭ ‬تعرضت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبواب‭ ‬للتخريب،‭ ‬يكفي‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬الملاعب‭ ‬المتواجدة‭ ‬بشارع‭ ‬بوزيان‭ ‬بتراب‭ ‬عمالة‭ ‬مولاي‭ ‬رشيد‭ ‬سيدي‭ ‬عثمان‭ ‬بالبيضاء،‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مطرح‭ ‬للنفايات‭.‬