أصدرت إسبانيا الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، تحذيرات رسمية لمواطنيهم بشأن السفر إلى الأراضي الجزائرية، وبالخصوص مخيمات تندوف، وذلك في ظل تزايد الاحتمالات المتعلقة بالإرهاب، والاختطاف بالمنطقة، جريدة "أنفاس بريس" تواصلت مع العربي النص، رئيس مركز السلام للدراسات السياسية والاستراتيجية من أجل التعليق على هذا القرار..هذا جوابه:
قبل يومين، أوصت وزارة الخارجية الإسبانية في موقعها على الأنترنيت، رعاياها الإسبان بعدم التوجه إلى الجزائر مخيمات تندوف، نظرا لوجود خطر محذق يتعلق بمشاكل في الحدود مع مالي، والتحركات الإرهابية بالمنطقة.
اعتقدنا في البداية أن التحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية الإسبانية، تقني فقط، على اعتبار أن هذا النوع من التحذيرات يطلق بعد التوصل إلى معلومات استخباراتية بوجود تهديدا ضد الأجانب، لكن اتخاذ هذه الخطوة إثر الأزمة الشبه ديبلوماسية بين الجزائر، وإسبانيا، فالكثير ربط الأمر بها، ونقصد هنا إلغاء السلطات الجزائرية في آخر لحظة، زيارة كان سيقوم بها وزير الخارجية الإسباني للجزائر بشكل مفاجئ.
لكن الواقع، أنه بالإضافة إلى وزارة الخارجية الإسبانية، فقد أوصت كل من وزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الخارجية البريطانية، رعاياهما بالأمر نفسه، مع العلم أن هناك تحضيرات بمخيمات تندوف لتنظيم تظاهرة، أو ماراطون، يعكفون على تنظيمها في 28 فبراير من كل سنة، يحضره عدد من الأجانب، وكان من المفترض قدومهم بداية من الأسبوع المقبل.
بيان الخارجية البريطانية كان أكثر تفصيلا، ودقة من بياني الخارجية الإسبانية، والخارجية الأمريكية، فقد كشف بصراحة الخطورة التي تتعلق بالتخطيط لاختطاف الأجانب من قبل الحركات الإرهابية المتواجدة بالمنطقة، وبالتالي قطع الشك باليقين، لم يبق متعلقا بالخطر غرب الجزائر، بل الأمر يتعلق باحتمال حدوث اختطافات للأجانب خلال الماراطون.
ويجب التذكير بأن لهذا الأمر، سوابق، ففي سنة 2011 تم اختطاف مواطنين إسبان ينتمون إلى منظمات غير حكومية، ويعملون بمخيمات تيندوف، ومواطنة إيطالية، ومكثوا لمدة طويلة لدى حركات إرهابية متواجدة في الصحراء الكبرى، وفي الأخير تم إطلاق سراحهم بعد تفاوضات، وإعطاء فدية.
من المعلوم أن مثل هذه التحذيرات تؤثر فعليا في البلد المعني، فبالأرقام، هذه التحذيرات مكلفة ماديا ومعنويا، حيث سيتراجع عدد السياح، كما سيتردد المستثمرون الأجانب في الاستثمار في الجزائر، وبالتالي فتبعات هذه التحذيرات ستكون وخيمة على الاقتصاد الجزائري، وعلى صورتها دوليا.
يوم وراء يوم، يزداد ربط مخيمات تندوف بالأعمال الإرهابية، ونشاط الحركات الإرهابية، هذا دون أن نعطي أي حكم قيمة نتيجة منطقية للتداخل الواقع بين المخيمات، والمناطق الرخوة في الصحراء الكبرى.
وإن أضفنا إلى ذلك بروز عناصر من مواليد المخيم على رأس بعض التنظيمات الإرهابية، فالارتباط بين المخيمات، وهذه الأنشطة المنبوذة تحصيل حاصل، وجد منطقية.