الخميس 6 فبراير 2025
رياضة

في ظل اجتياح المدربين التونسيين للبطولة المغربية.. حضور محتشم للمدربين المغاربة فـي العالم

في ظل اجتياح المدربين التونسيين للبطولة المغربية.. حضور محتشم للمدربين المغاربة فـي العالم من اليمين إلى اليسار: مديح ،عموتة،عبيس والزكي
تشهد‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بقسمها‭ ‬الأول‭ "‬غزوا‭" ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المدربين‭ ‬الأجانب،‭ ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬الأجانب‭ ‬الملتحقين‭ ‬المدرب‭ ‬معين‭ ‬الشعباني‭ ‬التونسي،‭ ‬‭ ‬لكن‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الأجنبي‭ ‬ببطولتنا‭ ‬المغربية،‭ ‬هل‭ ‬تنال‭ ‬الأطر‭ ‬الوطنية‭ ‬نفس‭ ‬الحظوظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدوريات‭ ‬الأجنبية‭.‬
‭"‬الوطن‭ ‬الآن"‭  ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬فرق‭ ‬ومنتخبات‭ ‬بدوريات‭ ‬خارج‭ ‬المغرب

أمام‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رؤساء‭ ‬الفرق‭ ‬المغربية،‭ ‬تحول‭ ‬الارتباط‭ ‬بمدرب‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬«موضة»‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭. ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬اختاروا‭ ‬المغرب‭ ‬وجهة‭ ‬رياضية،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬استطاع‭ ‬بلوغ‭ ‬ألقاب‭ ‬وتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬مرضية،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬رافقهم‭ ‬الفشل‭.‬
 
أزيد‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مدرب‭ ‬ومؤطر‭ ‬تونسي‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية
فاق‭ ‬عدد‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين،‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬فرق‭ ‬مغربية،‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مؤطر،‭ ‬منهم‭ ‬مدربون‭ ‬رئيسيون‭ ‬ومنهم‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬البدني‭ ‬ومساعدون‭ ‬ومدربو‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭. ‬ويعد‭ ‬المدرب‭ ‬التونسي‭ ‬حميد‭ ‬الذيب،‭ ‬أول‭ ‬تونسي‭ ‬حط‭ ‬الرحال‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬حين‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬البيضاوي‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭.‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أبرزهم‭ ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي،‭ ‬وآخر‭ ‬الملتحقين‭ ‬معين‭ ‬الشعباني‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬مؤخرا‭ ‬للنهضة‭ ‬البركانية‭. ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬نزوح‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬بقسميها‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬أقسام‭ ‬الهواة‭.‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬لهذا‭ ‬النزوح‭ ‬التونسي،‭ ‬قال‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬يومير‭ ‬لـ‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬إن‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬يساعدون‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يتولون‭ ‬تدريب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬خارج‭ ‬تونس،‭ ‬عكس‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭. ‬واستدل‭ ‬يومير‭ ‬برحيل‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي‭ ‬عن‭ ‬الرجاء،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬رشح‭ ‬مواطنه‭ ‬منذر‭ ‬الكبير‭ ‬لتولي‭ ‬مهمة‭ ‬تدريب‭ ‬النادي‭ ‬الأخضر‭ ‬خلفا‭ ‬له‭.‬
 
الهجرات‭ ‬الأولى‭ ‬للمدربين‭ ‬المغاربة
نادرا‭ ‬ما‭ ‬يتولى‭ ‬اللاعبون‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬مهام‭ ‬التدريب‭ ‬بعد‭ ‬اعتزالهم،‭ ‬إذ‭ ‬يفضلون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬لممارسة‭ ‬المهنة‭ ‬مع‭ ‬فرقهم‭ ‬الأصلية،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تمنحهم‭ ‬شواهد‭ ‬التدريب‭. ‬وتقول‭ ‬ليلى‭ ‬الجزائرية‭ ‬أرملة‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بلمحجوب،‭ ‬المحترف‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الفرنسي‭ ‬خلال‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬إنه‭ ‬قد‭ ‬رفض‭ ‬عرضا‭ ‬لتدريب‭ ‬نيس‭ ‬مفضلا‭ ‬تدريب‭ ‬الوداد‭. ‬كما‭ ‬أثار‭ ‬ملتمس‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬العربي‭ ‬شيشا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدريب‭ ‬نادي‭ ‬مارسيليا‭ ‬الفرنسي‭ ‬جدلا‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬الفرنسي‭ ‬والمغربي،‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬بيرنار‭ ‬تابي‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬وأشار‭ ‬لوجود‭ ‬لاعب‭ ‬مغربي‭ ‬حمل‭ ‬قميص‭ ‬مارسيليا‭ ‬في‭ ‬الستينات،‭ ‬أبدى‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬النادي‭ ‬الفرنسي‭.‬

لكن‭ ‬أولى‭ ‬هجرات‭ ‬المدربين‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر،‭ ‬حيث‭ ‬توافد‭ ‬على‭ ‬البطولة‭ ‬المغربية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬الجزائريين‭ ‬قبل‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر،‭ ‬أبرزهم‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬فيرود،‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬سنة‭‬1961،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلتحق‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬سطاتي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬جزائرية‭ ‬بالمغرب‭ ‬ويدرب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬والمنتخبات‭.‬

ويعد‭ ‬العربي‭ ‬بن‭ ‬مبارك،‭ ‬أول‭ ‬مدرب‭ ‬مغربي‭ ‬تسند‭ ‬إليه‭ ‬مهمة‭ ‬تدريب‭ ‬فريق‭ ‬جزائري،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بفريق‭ ‬سيدي‭ ‬بلعباس،‭ ‬وفي‭ ‬حوار‭ ‬سابق‭ ‬لابنه‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬والده‭ ‬حل‭ ‬بالمدينة‭ ‬الجزائرية‭ ‬وسلم‭ ‬مسؤولي‭ ‬الفريق‭ ‬هدية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مسدس،‭ ‬نال‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬جبهة‭ ‬التحرير‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬الرباط،‭ ‬تتضمن‭ ‬شكرا‭ ‬للمدرب‭ ‬على‭ ‬حسه‭ ‬القومي‭ ‬الكبير‭.‬

وفي‭ ‬كتاب‭ ‬«بوتفليقة‭ ‬خدعة‭ ‬جزائري»،‭ ‬يتحدث‭ ‬الكاتب‭ ‬الجزائري‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬شيكو،‭ ‬عن‭ ‬مدرب‭ ‬مغربي‭ ‬يدعى‭ ‬بن‭ ‬ابراهيم‭ ‬الشيباني،‭ ‬كان‭ ‬مدربا‭ ‬للمولودية‭ ‬الوجدية‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬وبعده،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬محبوبا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬الذي‭ ‬دعاه‭ ‬لتدريب‭ ‬فريق‭ ‬مغنية‭. ‬«بعد‭ ‬أن‭ ‬أفرج‭ ‬الشادلي‭ ‬بنجديد‭ ‬عن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬انتقل‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬إلى‭ ‬علمه‭ ‬الحالة‭ ‬المادية‭ ‬الصعبة‭ ‬لصديقه‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬بن‭ ‬براهيم‭ ‬الشيباني،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬دعمه‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬شيكا‭ ‬بمبلغ‭ ‬6000‭ ‬فرنك‭ ‬فرنسي»‭.‬
 
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الجزائرية
حسب‭ ‬رواية‭ ‬الحسين‭ ‬كيود،‭ ‬الشهير‭ ‬بلقب‭ ‬«الزاز»،‭ ‬فقد‭ ‬انضم‭ ‬لفريق‭ ‬سيدي‭ ‬بلعباس‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الستينات،‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر‭ ‬وكان‭ ‬لاعبا‭ ‬ومساعدا‭ ‬للمدرب‭. ‬

وانضم‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬الفيلالي‭ ‬إلى‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬فرق‭ ‬جزائرية،‭ ‬حين‭ ‬درب‭ ‬نادي‭ ‬شباب‭ ‬عين‭ ‬تيموشنت،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الفيلالي‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬ينحدر‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬الراشيدية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬قضى‭ ‬فيها‭ ‬طفولته‭ ‬قبل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وجدة‭ ‬رفقة‭ ‬والده،‭ ‬أحد‭ ‬أقطاب‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭.‬

عبد‭ ‬الله‭ ‬السطاتي،‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬طويلا‭ ‬بين‭ ‬سطات‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬قد‭ ‬خاض‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬كمدرب،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تدم‭ ‬طويلا،‭ ‬فقرر‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمغرب‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬حياته‭ ‬مدربا‭ ‬للفرق‭ ‬والمنتخبات‭.‬

‭ ‬بدأت‭ ‬الرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬بادو‭ ‬الزاكي‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬بلوزداد‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬2016،‭ ‬حين‭ ‬استنجد‭ ‬به‭ ‬الجزائريون‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬قعر‭ ‬الترتيب‭. ‬استطاع‭ ‬الزاكي‭ ‬أن‭ ‬ينقذ‭ ‬فريقه‭ ‬ويحمله‭ ‬إلى‭ ‬الفوز‭ ‬بكأس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وأهله‭ ‬لبطولة‭ ‬كأس‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الإفريقية‭. ‬وبعده‭ ‬سيحط‭ ‬المدرب‭ ‬رشيد‭ ‬الطاوسي‭ ‬الرحال‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتين‭ ‬احترافيتين‭ ‬مع‭ ‬وفاق‭ ‬سطيف‭ ‬وشباب‭ ‬بلوزداد‭.‬
 
ليبيا‭.. ‬مجمع‭ ‬اللاعبين‭ ‬والمدربين‭ ‬المغاربة
عرفت‭ ‬ليبيا‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬حضور‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬وكان‭ ‬المدرب‭ ‬محمد‭ ‬الصحراوي‭ ‬أول‭ ‬إطار‭ ‬وطني‭ ‬يخوض‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬بالنادي‭ ‬السويحلي،‭ ‬كما‭ ‬تلاه‭ ‬في‭ ‬التسعينات،‭ ‬المدرب‭ ‬مصطفى‭ ‬مديح‭ ‬بنادي‭ ‬المرج‭ ‬الليبي‭. ‬كما‭ ‬حل‭ ‬بطرابلس‭ ‬المدرب‭ ‬حسن‭ ‬بنعبيشة،‭  ‬وحمل‭ ‬صفة‭ ‬مدرب‭ ‬مساعد‭ ‬للمدرب‭ ‬أوسكار‭ ‬فيلوني‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬طرابلس‭. ‬ووصلت‭ ‬الثقة‭ ‬بالأطر‭ ‬الوطنية‭ ‬حدود‭ ‬تعاقد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الليبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬لنادي‭ ‬اتحاد‭ ‬طنجة‭ ‬إدريس‭ ‬المرابط،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تولي‭ ‬مهمة‭ ‬مساعد‭ ‬المدرب‭ ‬للمنتخب‭  ‬الأول‭. ‬كما‭ ‬تعاقدت‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الأهلي‭ ‬بنغازي‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬يوسف‭ ‬فرتوت‭ ‬لتدريب‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬لكن‭ ‬مقامه‭ ‬كان‭ ‬قصيرا‭. ‬نفس‭ ‬المصير‭ ‬ميز‭ ‬تجربة‭ ‬المدرب‭ ‬فؤاد‭ ‬الصحابي‭ ‬مع‭ ‬النادي‭ ‬الأخضر‭ ‬الليبي،‭ ‬وزميله‭ ‬رشيد‭ ‬الغفلاوي‭ ‬الذي‭ ‬لازال‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬نادي‭ ‬الفلوجة‭ ‬الليبي‭. ‬بينما‭ ‬يشرف‭ ‬الإطار‭ ‬المغربي‭ ‬مجيد‭ ‬الدين‭ ‬الجيلاني‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬التقنية‭ ‬للنادي‭ ‬الأولمبي‭ ‬بالزاوية،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬خاضوا‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬الظل‭.‬

ويبقى‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬التقنية‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬بمصر‭ ‬وموريتانيا‭ ‬باهتا،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬عبورا‭ ‬قصيرا‭ ‬للمدرب‭ ‬امحمد‭ ‬فاخر‭ ‬في‭ ‬سوسة‭ ‬مع‭ ‬نجم‭ ‬الساحل‭ ‬التونسي،‭ ‬وإدريس‭ ‬عبيس‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البطولة‭. ‬نفس‭ ‬المشهد‭ ‬تكرر‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفتح‭ ‬أنديتها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭  ‬بادو‭ ‬الزاكي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬قصيرة‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مساعده‭ ‬يوسف‭ ‬فرتوت‭ ‬اختار‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬السودان‭. ‬بالمقابل‭ ‬انضم‭  ‬الإطار‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬سيدي‭ ‬كروان،‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬حيث‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬النسوي‭.‬
 
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج
في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حل‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬أحمد‭ ‬نجاح‭ ‬بفريق‭ ‬العين‭ ‬الإماراتي،‭ ‬ومرت‭ ‬السنوات‭ ‬فأصبح‭ ‬مدربا‭ ‬لهذا‭ ‬الفريق‭ ‬بل‭ ‬وقاده‭ ‬للفوز‭ ‬بالألقاب‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعاقب‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬مدربون‭ ‬مغاربة،‭ ‬وتألق‭ ‬بدر‭ ‬الإدريسي‭ ‬وفخر‭ ‬الدين‭ ‬رجحي‭ ‬بنادي‭ ‬الظفرة،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬بنادي‭ ‬مسافي‭ ‬إبراهيم‭ ‬بفود‭ ‬مسافي،‭ ‬وطارق‭ ‬السكتيوي‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬الإمارات‭ ‬الإماراتي،‭ ‬وسعيد‭ ‬شخيت‭ ‬بفريق‭ ‬البطائح‭.‬

وشهدت‭ ‬البطولة‭ ‬القطرية‭ ‬اجتياحا‭ ‬للمدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬يضيق‭ ‬المجال‭ ‬لسردهم،‭ ‬لكننا‭ ‬سنكتفي‭ ‬بالأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الاحترافي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬صفوة‭ ‬الفرق‭ ‬القطرية،‭ ‬أبرزهم:‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬يومير،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الأطر‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬التاريخ،‭ ‬وأحرزت‭ ‬ألقابا‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المغرب،‭ ‬إذ‭ ‬توٍج‭ ‬خارجيا‭ ‬بلقب‭ ‬الأمير‭ ‬القطري‭ ‬سنة‭ ‬1998‭ ‬رفقة‭ ‬نادي‭ ‬السد‭ ‬القطري،‭ ‬وكأس‭ ‬أميري‭ ‬رفقة‭ ‬نادي‭ ‬الأهلي‭ ‬سنة‭ ‬.1999‭‬

وكان‭ ‬محمد‭ ‬مديح‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المدربين‭ ‬استقرارا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الإماراتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مدربين‭ ‬آخرين،‭ ‬نذكر‭ ‬منهم:‭ ‬عزيز‭ ‬العامري‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬الخريطيات‭ ‬وعبد‭ ‬الرحيم‭ ‬طاليب‭ ‬ومحمد‭ ‬سهيل‭ ‬بفريق‭ ‬شباب‭ ‬معيدر،‭ ‬وطلال‭ ‬القرقوري‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬صلال،‭ ‬وهشام‭ ‬زاهد‭ ‬وسعيد‭ ‬رزكي‭ ‬بنادي‭ ‬الشمال‭. ‬ووليد‭ ‬الركراكي‭ ‬بالدحيل‭ ‬ويوسف‭ ‬السفري‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬قطر،‭ ‬وهشام‭ ‬جوردان‭ ‬في‭ ‬الخور‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المدربين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬عن‭ ‬الدوري‭ ‬السعودي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إدريس‭ ‬عبيس،‭ ‬سجل‭ ‬حضورا‭ ‬لافتا‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬أبها،‭ ‬وحين‭ ‬حط‭ ‬المغاربة‭ ‬بالبحرين،‭ ‬سجلت‭ ‬بطولة‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬تألق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هشام‭ ‬جردان‭ ‬مع‭ ‬الرفاع،‭ ‬ورشيد‭ ‬غفلاوي‭ ‬بنادي‭ ‬البحرين‭.‬

يقول‭ ‬عبيس: «إن‭ ‬تواجد‭ ‬المدرب‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬هو‭ ‬تواجد‭ ‬تاريخي‭ ‬إذ‭ ‬شهدت‭ ‬وجود‭ ‬مدربين‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬و‭ ‬رومانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬البرتغال،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬جاء‭ ‬التغيير‭ ‬بسب‭ ‬الخصاص‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشهده‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬فارتأت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬خلق‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬مولاي‭ ‬رشيد‭ ‬لتكوين‭ ‬الأطر‭ ‬بغرض‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي،وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬عدد‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬لكن‭ ‬ظل‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الارتباط‭ ‬والحنين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬إمكانيات‭ ‬مالية‭ ‬تجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب»‭.‬

وفي‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬دشن‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬سهيل،‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬لبنان،‭ ‬حين‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬نادي‭ ‬أولمبي‭ ‬بيروت،‭ ‬وفاز‭ ‬معه‭ ‬بالبطولة‭ ‬والكأس‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬ومرت‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحط‭ ‬الرحال‭ ‬إدريس‭ ‬لمرابط‭ ‬بهذا‭ ‬البلد‭ ‬مدربا‭ ‬لنادي‭ ‬الأنصار‭ ‬العريق‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬الدوري‭ ‬العماني،‭ ‬برز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدربين،‭ ‬أمثال‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬خيري‭ ‬في‭ ‬صحار،‭ ‬وهشام‭ ‬جوردان‭ ‬في‭ ‬الطليعة‭ ‬وفنجاء،‭ ‬وعبد‭ ‬الغني‭ ‬أبوعميرة‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬عمان،‭ ‬وإدريس‭ ‬لمرابط‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فريق،‭ ‬ومولاي‭ ‬لحسن‭ ‬في‭ ‬السيب‭.‬
 
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآخرون‭ ‬في‭ ‬آسيا
يعتبر‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬حمادي‭ ‬حميدوش‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اخترق‭ ‬المجال‭ ‬الإفريقي،‭ ‬خاصة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يليه‭ ‬عبد‭ ‬الغني‭ ‬بناصري‭ ‬ومحمد‭ ‬السنيني،‭ ‬وهذا‭ ‬الثلاثي‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬الفاتحين‭ ‬لبطولات‭ ‬ظلت‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬الفرنسيين‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬اتحادات‭ ‬أخرى‭ ‬أبوابها‭  ‬للمدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬كالصومال‭ ‬التي‭ ‬تعاقدت‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬هشام‭ ‬لوستيك،‭ ‬إضافة‭ ‬للمدربة‭ ‬لمياء‭ ‬بومهدي‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬الفريق‭ ‬النسوي‭ ‬لنادي‭ ‬مازيمبي،‭ ‬وعادل‭ ‬الراضي‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬فريق‭ ‬الجيش‭ ‬الرواندي‭ ‬للظفر‭ ‬بالألقاب‭.‬

وسرد‭ ‬حمادي‭ ‬حميدوش‭ ‬قصته‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬غينيا‭ ‬الاستوائية،‭ ‬وقال: «خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬نغويما‭ ‬للمغرب،‭ ‬استقبله‭ ‬المرحوم‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬وخلال‭ ‬نقاش‭ ‬حول‭ ‬الرياضة،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬نغويما‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬إشراك‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬منتخب‭ ‬وطني‭ ‬ولا‭ ‬معدات‭ ‬رياضية‭ ‬ولا‭ ‬مدرب‭ ‬كفؤ،‭ ‬وأنه‭ ‬سيطلب‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬(الدولة‭ ‬المستعمرة‭ ‬السابقة‭ ‬لغينيا)‭ ‬مدربا‭ ‬ومعدات‭ ‬رياضية،‭ ‬فقال‭ ‬له‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬ولماذا‭ ‬الإسبان،‭ ‬أعطيك‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ثم‭ ‬خاطب‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬وسأله‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬جيدا؟‭ ‬فأجابه‭ ‬حميدوش‭ ‬وجبران‭ ‬وأعطاه‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬الأمر»‭.‬

ووصل‭ ‬المدربون‭ ‬المغاربة‭ ‬إلى‭ ‬الفيلبين‭ ‬مع‭ ‬براء‭ ‬جروندي،‭ ‬الذي‭ ‬درب‭ ‬المنتخب‭ ‬الفلبيني،‭ ‬كما‭ ‬تمكن‭ ‬فريق‭ ‬سالغاوكار‭ ‬الهندي،‭ ‬حين‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريبه‭ ‬المغربي‭ ‬كريم‭ ‬بنشريفة،‭ ‬من‭ ‬الظفر‭ ‬بلقب‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬الهندية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭.‬