في ظل اجتياح المدربين التونسيين للبطولة المغربية.. حضور محتشم للمدربين المغاربة فـي العالم

في ظل اجتياح المدربين التونسيين للبطولة المغربية.. حضور محتشم للمدربين المغاربة فـي العالم من اليمين إلى اليسار: مديح ،عموتة،عبيس والزكي
تشهد‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بقسمها‭ ‬الأول‭ "‬غزوا‭" ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المدربين‭ ‬الأجانب،‭ ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬الأجانب‭ ‬الملتحقين‭ ‬المدرب‭ ‬معين‭ ‬الشعباني‭ ‬التونسي،‭ ‬‭ ‬لكن‭ ‬مقابل‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الأجنبي‭ ‬ببطولتنا‭ ‬المغربية،‭ ‬هل‭ ‬تنال‭ ‬الأطر‭ ‬الوطنية‭ ‬نفس‭ ‬الحظوظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدوريات‭ ‬الأجنبية‭.‬
‭"‬الوطن‭ ‬الآن"‭  ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬فرق‭ ‬ومنتخبات‭ ‬بدوريات‭ ‬خارج‭ ‬المغرب

أمام‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رؤساء‭ ‬الفرق‭ ‬المغربية،‭ ‬تحول‭ ‬الارتباط‭ ‬بمدرب‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬«موضة»‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭. ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬اختاروا‭ ‬المغرب‭ ‬وجهة‭ ‬رياضية،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬استطاع‭ ‬بلوغ‭ ‬ألقاب‭ ‬وتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬مرضية،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬رافقهم‭ ‬الفشل‭.‬
 
أزيد‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مدرب‭ ‬ومؤطر‭ ‬تونسي‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية
فاق‭ ‬عدد‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين،‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬فرق‭ ‬مغربية،‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مؤطر،‭ ‬منهم‭ ‬مدربون‭ ‬رئيسيون‭ ‬ومنهم‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬البدني‭ ‬ومساعدون‭ ‬ومدربو‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭. ‬ويعد‭ ‬المدرب‭ ‬التونسي‭ ‬حميد‭ ‬الذيب،‭ ‬أول‭ ‬تونسي‭ ‬حط‭ ‬الرحال‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬حين‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬البيضاوي‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭.‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أبرزهم‭ ‬هو‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي،‭ ‬وآخر‭ ‬الملتحقين‭ ‬معين‭ ‬الشعباني‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬مؤخرا‭ ‬للنهضة‭ ‬البركانية‭. ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬نزوح‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬بقسميها‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬إلى‭ ‬أقسام‭ ‬الهواة‭.‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬لهذا‭ ‬النزوح‭ ‬التونسي،‭ ‬قال‭ ‬الإطار‭ ‬الوطني‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬يومير‭ ‬لـ‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»‭ ‬إن‭ ‬المدربين‭ ‬التونسيين‭ ‬يساعدون‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يتولون‭ ‬تدريب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬خارج‭ ‬تونس،‭ ‬عكس‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭. ‬واستدل‭ ‬يومير‭ ‬برحيل‭ ‬فوزي‭ ‬البنزرتي‭ ‬عن‭ ‬الرجاء،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬رشح‭ ‬مواطنه‭ ‬منذر‭ ‬الكبير‭ ‬لتولي‭ ‬مهمة‭ ‬تدريب‭ ‬النادي‭ ‬الأخضر‭ ‬خلفا‭ ‬له‭.‬
 
الهجرات‭ ‬الأولى‭ ‬للمدربين‭ ‬المغاربة
نادرا‭ ‬ما‭ ‬يتولى‭ ‬اللاعبون‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬مهام‭ ‬التدريب‭ ‬بعد‭ ‬اعتزالهم،‭ ‬إذ‭ ‬يفضلون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬لممارسة‭ ‬المهنة‭ ‬مع‭ ‬فرقهم‭ ‬الأصلية،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تمنحهم‭ ‬شواهد‭ ‬التدريب‭. ‬وتقول‭ ‬ليلى‭ ‬الجزائرية‭ ‬أرملة‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بلمحجوب،‭ ‬المحترف‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الفرنسي‭ ‬خلال‭ ‬الحقبة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬إنه‭ ‬قد‭ ‬رفض‭ ‬عرضا‭ ‬لتدريب‭ ‬نيس‭ ‬مفضلا‭ ‬تدريب‭ ‬الوداد‭. ‬كما‭ ‬أثار‭ ‬ملتمس‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬العربي‭ ‬شيشا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدريب‭ ‬نادي‭ ‬مارسيليا‭ ‬الفرنسي‭ ‬جدلا‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬الفرنسي‭ ‬والمغربي،‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬بيرنار‭ ‬تابي‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬وأشار‭ ‬لوجود‭ ‬لاعب‭ ‬مغربي‭ ‬حمل‭ ‬قميص‭ ‬مارسيليا‭ ‬في‭ ‬الستينات،‭ ‬أبدى‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬النادي‭ ‬الفرنسي‭.‬

لكن‭ ‬أولى‭ ‬هجرات‭ ‬المدربين‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر،‭ ‬حيث‭ ‬توافد‭ ‬على‭ ‬البطولة‭ ‬المغربية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬الجزائريين‭ ‬قبل‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر،‭ ‬أبرزهم‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬فيرود،‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬سنة‭‬1961،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلتحق‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬سطاتي،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬جزائرية‭ ‬بالمغرب‭ ‬ويدرب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬والمنتخبات‭.‬

ويعد‭ ‬العربي‭ ‬بن‭ ‬مبارك،‭ ‬أول‭ ‬مدرب‭ ‬مغربي‭ ‬تسند‭ ‬إليه‭ ‬مهمة‭ ‬تدريب‭ ‬فريق‭ ‬جزائري،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بفريق‭ ‬سيدي‭ ‬بلعباس،‭ ‬وفي‭ ‬حوار‭ ‬سابق‭ ‬لابنه‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬والده‭ ‬حل‭ ‬بالمدينة‭ ‬الجزائرية‭ ‬وسلم‭ ‬مسؤولي‭ ‬الفريق‭ ‬هدية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مسدس،‭ ‬نال‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬جبهة‭ ‬التحرير‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬الرباط،‭ ‬تتضمن‭ ‬شكرا‭ ‬للمدرب‭ ‬على‭ ‬حسه‭ ‬القومي‭ ‬الكبير‭.‬

وفي‭ ‬كتاب‭ ‬«بوتفليقة‭ ‬خدعة‭ ‬جزائري»،‭ ‬يتحدث‭ ‬الكاتب‭ ‬الجزائري‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬شيكو،‭ ‬عن‭ ‬مدرب‭ ‬مغربي‭ ‬يدعى‭ ‬بن‭ ‬ابراهيم‭ ‬الشيباني،‭ ‬كان‭ ‬مدربا‭ ‬للمولودية‭ ‬الوجدية‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬وبعده،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬محبوبا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬الذي‭ ‬دعاه‭ ‬لتدريب‭ ‬فريق‭ ‬مغنية‭. ‬«بعد‭ ‬أن‭ ‬أفرج‭ ‬الشادلي‭ ‬بنجديد‭ ‬عن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬انتقل‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الفرنسية‭ ‬باريس،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬إلى‭ ‬علمه‭ ‬الحالة‭ ‬المادية‭ ‬الصعبة‭ ‬لصديقه‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬بن‭ ‬براهيم‭ ‬الشيباني،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬دعمه‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬شيكا‭ ‬بمبلغ‭ ‬6000‭ ‬فرنك‭ ‬فرنسي»‭.‬
 
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الجزائرية
حسب‭ ‬رواية‭ ‬الحسين‭ ‬كيود،‭ ‬الشهير‭ ‬بلقب‭ ‬«الزاز»،‭ ‬فقد‭ ‬انضم‭ ‬لفريق‭ ‬سيدي‭ ‬بلعباس‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الستينات،‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر‭ ‬وكان‭ ‬لاعبا‭ ‬ومساعدا‭ ‬للمدرب‭. ‬

وانضم‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬الفيلالي‭ ‬إلى‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬أشرفوا‭ ‬على‭ ‬فرق‭ ‬جزائرية،‭ ‬حين‭ ‬درب‭ ‬نادي‭ ‬شباب‭ ‬عين‭ ‬تيموشنت،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الفيلالي‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬ينحدر‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬الراشيدية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬قضى‭ ‬فيها‭ ‬طفولته‭ ‬قبل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وجدة‭ ‬رفقة‭ ‬والده،‭ ‬أحد‭ ‬أقطاب‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭.‬

عبد‭ ‬الله‭ ‬السطاتي،‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬طويلا‭ ‬بين‭ ‬سطات‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬قد‭ ‬خاض‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬كمدرب،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تدم‭ ‬طويلا،‭ ‬فقرر‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمغرب‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬حياته‭ ‬مدربا‭ ‬للفرق‭ ‬والمنتخبات‭.‬

‭ ‬بدأت‭ ‬الرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬بادو‭ ‬الزاكي‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬بلوزداد‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬2016،‭ ‬حين‭ ‬استنجد‭ ‬به‭ ‬الجزائريون‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬قعر‭ ‬الترتيب‭. ‬استطاع‭ ‬الزاكي‭ ‬أن‭ ‬ينقذ‭ ‬فريقه‭ ‬ويحمله‭ ‬إلى‭ ‬الفوز‭ ‬بكأس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وأهله‭ ‬لبطولة‭ ‬كأس‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الإفريقية‭. ‬وبعده‭ ‬سيحط‭ ‬المدرب‭ ‬رشيد‭ ‬الطاوسي‭ ‬الرحال‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتين‭ ‬احترافيتين‭ ‬مع‭ ‬وفاق‭ ‬سطيف‭ ‬وشباب‭ ‬بلوزداد‭.‬
 
ليبيا‭.. ‬مجمع‭ ‬اللاعبين‭ ‬والمدربين‭ ‬المغاربة
عرفت‭ ‬ليبيا‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬حضور‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬وكان‭ ‬المدرب‭ ‬محمد‭ ‬الصحراوي‭ ‬أول‭ ‬إطار‭ ‬وطني‭ ‬يخوض‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬بالنادي‭ ‬السويحلي،‭ ‬كما‭ ‬تلاه‭ ‬في‭ ‬التسعينات،‭ ‬المدرب‭ ‬مصطفى‭ ‬مديح‭ ‬بنادي‭ ‬المرج‭ ‬الليبي‭. ‬كما‭ ‬حل‭ ‬بطرابلس‭ ‬المدرب‭ ‬حسن‭ ‬بنعبيشة،‭  ‬وحمل‭ ‬صفة‭ ‬مدرب‭ ‬مساعد‭ ‬للمدرب‭ ‬أوسكار‭ ‬فيلوني‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬طرابلس‭. ‬ووصلت‭ ‬الثقة‭ ‬بالأطر‭ ‬الوطنية‭ ‬حدود‭ ‬تعاقد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الليبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬لنادي‭ ‬اتحاد‭ ‬طنجة‭ ‬إدريس‭ ‬المرابط،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تولي‭ ‬مهمة‭ ‬مساعد‭ ‬المدرب‭ ‬للمنتخب‭  ‬الأول‭. ‬كما‭ ‬تعاقدت‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الأهلي‭ ‬بنغازي‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬يوسف‭ ‬فرتوت‭ ‬لتدريب‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬لكن‭ ‬مقامه‭ ‬كان‭ ‬قصيرا‭. ‬نفس‭ ‬المصير‭ ‬ميز‭ ‬تجربة‭ ‬المدرب‭ ‬فؤاد‭ ‬الصحابي‭ ‬مع‭ ‬النادي‭ ‬الأخضر‭ ‬الليبي،‭ ‬وزميله‭ ‬رشيد‭ ‬الغفلاوي‭ ‬الذي‭ ‬لازال‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬نادي‭ ‬الفلوجة‭ ‬الليبي‭. ‬بينما‭ ‬يشرف‭ ‬الإطار‭ ‬المغربي‭ ‬مجيد‭ ‬الدين‭ ‬الجيلاني‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬التقنية‭ ‬للنادي‭ ‬الأولمبي‭ ‬بالزاوية،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬الذين‭ ‬خاضوا‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬الظل‭.‬

ويبقى‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬التقنية‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬بمصر‭ ‬وموريتانيا‭ ‬باهتا،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬التاريخ‭ ‬عبورا‭ ‬قصيرا‭ ‬للمدرب‭ ‬امحمد‭ ‬فاخر‭ ‬في‭ ‬سوسة‭ ‬مع‭ ‬نجم‭ ‬الساحل‭ ‬التونسي،‭ ‬وإدريس‭ ‬عبيس‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البطولة‭. ‬نفس‭ ‬المشهد‭ ‬تكرر‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفتح‭ ‬أنديتها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تجربة‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭  ‬بادو‭ ‬الزاكي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬قصيرة‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬الاحتقان‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مساعده‭ ‬يوسف‭ ‬فرتوت‭ ‬اختار‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬السودان‭. ‬بالمقابل‭ ‬انضم‭  ‬الإطار‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬سيدي‭ ‬كروان،‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬حيث‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬النسوي‭.‬
 
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج
في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حل‭ ‬اللاعب‭ ‬المغربي‭ ‬أحمد‭ ‬نجاح‭ ‬بفريق‭ ‬العين‭ ‬الإماراتي،‭ ‬ومرت‭ ‬السنوات‭ ‬فأصبح‭ ‬مدربا‭ ‬لهذا‭ ‬الفريق‭ ‬بل‭ ‬وقاده‭ ‬للفوز‭ ‬بالألقاب‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعاقب‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬مدربون‭ ‬مغاربة،‭ ‬وتألق‭ ‬بدر‭ ‬الإدريسي‭ ‬وفخر‭ ‬الدين‭ ‬رجحي‭ ‬بنادي‭ ‬الظفرة،‭ ‬وإبراهيم‭ ‬بنادي‭ ‬مسافي‭ ‬إبراهيم‭ ‬بفود‭ ‬مسافي،‭ ‬وطارق‭ ‬السكتيوي‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬الإمارات‭ ‬الإماراتي،‭ ‬وسعيد‭ ‬شخيت‭ ‬بفريق‭ ‬البطائح‭.‬

وشهدت‭ ‬البطولة‭ ‬القطرية‭ ‬اجتياحا‭ ‬للمدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬يضيق‭ ‬المجال‭ ‬لسردهم،‭ ‬لكننا‭ ‬سنكتفي‭ ‬بالأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الاحترافي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬صفوة‭ ‬الفرق‭ ‬القطرية،‭ ‬أبرزهم:‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬يومير،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الأطر‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬التاريخ،‭ ‬وأحرزت‭ ‬ألقابا‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المغرب،‭ ‬إذ‭ ‬توٍج‭ ‬خارجيا‭ ‬بلقب‭ ‬الأمير‭ ‬القطري‭ ‬سنة‭ ‬1998‭ ‬رفقة‭ ‬نادي‭ ‬السد‭ ‬القطري،‭ ‬وكأس‭ ‬أميري‭ ‬رفقة‭ ‬نادي‭ ‬الأهلي‭ ‬سنة‭ ‬.1999‭‬

وكان‭ ‬محمد‭ ‬مديح‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المدربين‭ ‬استقرارا‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الإماراتي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مدربين‭ ‬آخرين،‭ ‬نذكر‭ ‬منهم:‭ ‬عزيز‭ ‬العامري‭ ‬مع‭ ‬نادي‭ ‬الخريطيات‭ ‬وعبد‭ ‬الرحيم‭ ‬طاليب‭ ‬ومحمد‭ ‬سهيل‭ ‬بفريق‭ ‬شباب‭ ‬معيدر،‭ ‬وطلال‭ ‬القرقوري‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬صلال،‭ ‬وهشام‭ ‬زاهد‭ ‬وسعيد‭ ‬رزكي‭ ‬بنادي‭ ‬الشمال‭. ‬ووليد‭ ‬الركراكي‭ ‬بالدحيل‭ ‬ويوسف‭ ‬السفري‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬قطر،‭ ‬وهشام‭ ‬جوردان‭ ‬في‭ ‬الخور‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المدربين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬عن‭ ‬الدوري‭ ‬السعودي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إدريس‭ ‬عبيس،‭ ‬سجل‭ ‬حضورا‭ ‬لافتا‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬أبها،‭ ‬وحين‭ ‬حط‭ ‬المغاربة‭ ‬بالبحرين،‭ ‬سجلت‭ ‬بطولة‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬تألق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هشام‭ ‬جردان‭ ‬مع‭ ‬الرفاع،‭ ‬ورشيد‭ ‬غفلاوي‭ ‬بنادي‭ ‬البحرين‭.‬

يقول‭ ‬عبيس: «إن‭ ‬تواجد‭ ‬المدرب‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬هو‭ ‬تواجد‭ ‬تاريخي‭ ‬إذ‭ ‬شهدت‭ ‬وجود‭ ‬مدربين‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬و‭ ‬رومانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬البرتغال،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬جاء‭ ‬التغيير‭ ‬بسب‭ ‬الخصاص‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشهده‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬فارتأت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬خلق‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬مولاي‭ ‬رشيد‭ ‬لتكوين‭ ‬الأطر‭ ‬بغرض‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي،وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬عدد‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬لكن‭ ‬ظل‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الارتباط‭ ‬والحنين‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬إمكانيات‭ ‬مالية‭ ‬تجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب»‭.‬

وفي‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬دشن‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬سهيل،‭ ‬الحضور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬لبنان،‭ ‬حين‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬نادي‭ ‬أولمبي‭ ‬بيروت،‭ ‬وفاز‭ ‬معه‭ ‬بالبطولة‭ ‬والكأس‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬ومرت‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحط‭ ‬الرحال‭ ‬إدريس‭ ‬لمرابط‭ ‬بهذا‭ ‬البلد‭ ‬مدربا‭ ‬لنادي‭ ‬الأنصار‭ ‬العريق‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬الدوري‭ ‬العماني،‭ ‬برز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدربين،‭ ‬أمثال‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬خيري‭ ‬في‭ ‬صحار،‭ ‬وهشام‭ ‬جوردان‭ ‬في‭ ‬الطليعة‭ ‬وفنجاء،‭ ‬وعبد‭ ‬الغني‭ ‬أبوعميرة‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬عمان،‭ ‬وإدريس‭ ‬لمرابط‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬فريق،‭ ‬ومولاي‭ ‬لحسن‭ ‬في‭ ‬السيب‭.‬
 
مدربون‭ ‬مغاربة‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآخرون‭ ‬في‭ ‬آسيا
يعتبر‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬حمادي‭ ‬حميدوش‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اخترق‭ ‬المجال‭ ‬الإفريقي،‭ ‬خاصة‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يليه‭ ‬عبد‭ ‬الغني‭ ‬بناصري‭ ‬ومحمد‭ ‬السنيني،‭ ‬وهذا‭ ‬الثلاثي‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬الفاتحين‭ ‬لبطولات‭ ‬ظلت‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬الفرنسيين‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬اتحادات‭ ‬أخرى‭ ‬أبوابها‭  ‬للمدربين‭ ‬المغاربة‭ ‬كالصومال‭ ‬التي‭ ‬تعاقدت‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬هشام‭ ‬لوستيك،‭ ‬إضافة‭ ‬للمدربة‭ ‬لمياء‭ ‬بومهدي‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬الفريق‭ ‬النسوي‭ ‬لنادي‭ ‬مازيمبي،‭ ‬وعادل‭ ‬الراضي‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬فريق‭ ‬الجيش‭ ‬الرواندي‭ ‬للظفر‭ ‬بالألقاب‭.‬

وسرد‭ ‬حمادي‭ ‬حميدوش‭ ‬قصته‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬غينيا‭ ‬الاستوائية،‭ ‬وقال: «خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬نغويما‭ ‬للمغرب،‭ ‬استقبله‭ ‬المرحوم‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬وخلال‭ ‬نقاش‭ ‬حول‭ ‬الرياضة،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬نغويما‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬إشراك‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬منتخب‭ ‬وطني‭ ‬ولا‭ ‬معدات‭ ‬رياضية‭ ‬ولا‭ ‬مدرب‭ ‬كفؤ،‭ ‬وأنه‭ ‬سيطلب‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬(الدولة‭ ‬المستعمرة‭ ‬السابقة‭ ‬لغينيا)‭ ‬مدربا‭ ‬ومعدات‭ ‬رياضية،‭ ‬فقال‭ ‬له‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬ولماذا‭ ‬الإسبان،‭ ‬أعطيك‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ثم‭ ‬خاطب‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬وسأله‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬المدرب‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬جيدا؟‭ ‬فأجابه‭ ‬حميدوش‭ ‬وجبران‭ ‬وأعطاه‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬الأمر»‭.‬

ووصل‭ ‬المدربون‭ ‬المغاربة‭ ‬إلى‭ ‬الفيلبين‭ ‬مع‭ ‬براء‭ ‬جروندي،‭ ‬الذي‭ ‬درب‭ ‬المنتخب‭ ‬الفلبيني،‭ ‬كما‭ ‬تمكن‭ ‬فريق‭ ‬سالغاوكار‭ ‬الهندي،‭ ‬حين‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريبه‭ ‬المغربي‭ ‬كريم‭ ‬بنشريفة،‭ ‬من‭ ‬الظفر‭ ‬بلقب‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬الهندية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭.‬